حرقة قلب لمّا تبرد بعد:
"هذا نصرٌ تابعْتُه من بعيد، ولم يكتب لي شرف المشاركة الفعليّة به.
كنتُ أتمنّى لو كنتُ ممّن حمل بندقيّته ودخل دمشق فاتحًا محرّرًا.
في سنة 1980م قتل حافظ الأسد أخي التوأم محمودًا الذي لم يُكمل عامه الثامن عشر، وربطوا جثّته بالدبّابة، وسحلوه في شوارع مدينتنا (الباب)، ثم لم يسلّمونا جثته، ولا ندري أين دفنوه، إن كانوا دفنوه.
وبعد أربعة أشهر قتلوا أخي قتيبة ابن الأربعة والعشرين عامًا، ورموا جثّته في نهر العاصي على أمل أن تضيع وتختفي، وشاء الله أن يرمي النهر جثّته بعد عدّة أيّام في وسط حمص في مكان عامّ، فرآه الناس، فجاءت الشرطة إلى والدتي، وكنت أنا وأخي حسين قد غادرنا إلى السعودية مع والدي لننجو بأنفسنا، وأرغموا الوالدة على التوقيع بأن قتيبة قد مات غرقًا وإلا فلن يسلمونا الجثة، ثم جاء الجيش بجثته وأنزلها بنفسه في القبر ولم يسمح لأحد بالنظر إليها، وقالوا للوالدة إن كنت ستفتشين وراء أسباب موته ألحقناك به.
ما رأيته من الألم الذي عاشته أمي وشقيقتاي شيء أصعب من الموت نفسه بآلاف المرات.
صدّقوني ووالله لست بكاذب، من ذلك الوقت، ولمرات كثيرة حين أنظر إلى وجهي في المرأة أرغب في أن أبصق على نفسي، أشعر بأني جبان ذليل ناقص الرجولة لم يعرف طريق الأخذ بثأره.
تابعت أخبار النصر وإسقاط المجرم، لكني أشعر بأنه نصر ناقص لم تبرد معه نيران قلبي."
[د.حسن العثمان]
"هذا نصرٌ تابعْتُه من بعيد، ولم يكتب لي شرف المشاركة الفعليّة به.
كنتُ أتمنّى لو كنتُ ممّن حمل بندقيّته ودخل دمشق فاتحًا محرّرًا.
في سنة 1980م قتل حافظ الأسد أخي التوأم محمودًا الذي لم يُكمل عامه الثامن عشر، وربطوا جثّته بالدبّابة، وسحلوه في شوارع مدينتنا (الباب)، ثم لم يسلّمونا جثته، ولا ندري أين دفنوه، إن كانوا دفنوه.
وبعد أربعة أشهر قتلوا أخي قتيبة ابن الأربعة والعشرين عامًا، ورموا جثّته في نهر العاصي على أمل أن تضيع وتختفي، وشاء الله أن يرمي النهر جثّته بعد عدّة أيّام في وسط حمص في مكان عامّ، فرآه الناس، فجاءت الشرطة إلى والدتي، وكنت أنا وأخي حسين قد غادرنا إلى السعودية مع والدي لننجو بأنفسنا، وأرغموا الوالدة على التوقيع بأن قتيبة قد مات غرقًا وإلا فلن يسلمونا الجثة، ثم جاء الجيش بجثته وأنزلها بنفسه في القبر ولم يسمح لأحد بالنظر إليها، وقالوا للوالدة إن كنت ستفتشين وراء أسباب موته ألحقناك به.
ما رأيته من الألم الذي عاشته أمي وشقيقتاي شيء أصعب من الموت نفسه بآلاف المرات.
صدّقوني ووالله لست بكاذب، من ذلك الوقت، ولمرات كثيرة حين أنظر إلى وجهي في المرأة أرغب في أن أبصق على نفسي، أشعر بأني جبان ذليل ناقص الرجولة لم يعرف طريق الأخذ بثأره.
تابعت أخبار النصر وإسقاط المجرم، لكني أشعر بأنه نصر ناقص لم تبرد معه نيران قلبي."
[د.حسن العثمان]