#في_رحاب_الشهداء _11_
✏️أبو جندل شقران _تقبله الله_
📨فَقدكَ ثَلمٌ غائر ..
- راودتني نفسي لأدون كلمات تحت سماءٍ طارت إليها أرواح الشهداء .. وفوق أرض تعطرت بدمائهم ، وكاتبها بعيد كل البعد عن مثوى من كانت روحه من بين تلك الأرواح الطاهرة التي قضت نحبها في سبيل خالقها تبارك وتعالى ..
هل علمتم من أعني ومن هو فقيدي ؟
سأخبركم بنبأ ذلك الأخ الحبيب والفارس النحرير الذي أذاق النصيرية الموت المرير ..
رجل من أمة الإسلام لم يرض أن يعيش حياته وبلاده تغتصب فيها النساء ، وتقتل فيها الأطفال !
لم تهنئ عينه بالنوم وشام الكرامة تصرخ ألماً وتنادي علها تُسمع حيّاً بقلبه غيرة على محارم أمة الإسلام ..!
إنه صاحب الإبتسامة الدائمة كيف لا يكون مبتسماً وقد خُتم له بما كان يتمناه ..
" أبو جندل " أخي الراحل؛ الأنامل تأبى أن تدون عنك والقلب يعتصر ألماً ليُّخرج هذه الكلمات المبعثرة التي مهما نمّقتها وجمّلتها فلن يعلوا قدرها لتصل لمكانتك ومنزلتك في هذا القلب الكسير ..
ولكن ما كان مني إلا أن أجمع شتات ذكرياتٍ لفحها الألم .. لأدونها على ورقةٍ علها تلامس قلباً مكلوم فتسليه ..
مرت عليَّ وصيتك فقرأتها وقد أصابتني بمقتل ؛
أنت .. أنت كما عهدتك وفياً صادق الوعد غيوراً على حرمات الدين وأعراض المسلمين ..
أعاننا المولى سبحانه لإكمال طريقك يا أخيا ..
وسدد خطانا لنصل إلى خاتمتك شهادةٌ في سبيل الله .
لما أتاني خبر مقتلك .. كنت حينها أتأمل ببحر من الذكريات؛ عندها سقط شراع اللقاء في هذه البسيطة .. وعلمت أن شواطئ اللقاء في هذه الدنيا انتهت وجفّت، كدتُ أن أغرق من هوّل الخبر وألم الفاجعة، وكانت من نعمة الله عليّ أن ألهمني صبراً وجاءت الأيات تُتلى في جزاء الصابرين وأقبلت الأحاديث تترى في فضل الشهداء ومنزلتهم وكذلك في الصبر على أقدار الله المؤلمة ..
فقلت محتسباً " اللهم إنني أحببته فيك حباً صادقاً وقد وعدت المتحابين فيك باللقاء تحت ظل عرشك فلا تحرمني يارب "
فإن كان النبيﷺ يقول لما قتل جعفر رضي الله عنه " على مثلك فلتبكي البواكي "
ولنا برسولنا أسوة حسنة واليوم أرددها قائلاً بألم " أبا جندل على مثلك فلتبكي البواكي "
- كيف العزاء وأنت من الثلة التي سبقتنا إلى جنات الرحمن بإذن الله، فرحين غير مفتونين ..
فالعزاء لأنفسنا أنه ما كنا معكم في دار الخلد مقبولين ..
فهنيئاً لكم لما أختاركم الرحمن له كانت لكم الشهادة جزاءً وفاقا ..
هتفت بهم ريح العلا فأجابوا
وإلى الوغى بعد التجهز ثابوا
ملكوا نفوسهمُ فباعوا واشتروا
في الله ما خافوا العدا أو هابوا
تركوا لنا العيش الذليل وغادروا
في عزةٍ ولهم بها إسهابُ
_وداعا_وداعا_
" أبا جندل "
✍ #حمزة_السيف.
٢جمادى الأولى ١٤٣٩ من هجرة النبيﷺ.
✏️أبو جندل شقران _تقبله الله_
📨فَقدكَ ثَلمٌ غائر ..
- راودتني نفسي لأدون كلمات تحت سماءٍ طارت إليها أرواح الشهداء .. وفوق أرض تعطرت بدمائهم ، وكاتبها بعيد كل البعد عن مثوى من كانت روحه من بين تلك الأرواح الطاهرة التي قضت نحبها في سبيل خالقها تبارك وتعالى ..
هل علمتم من أعني ومن هو فقيدي ؟
سأخبركم بنبأ ذلك الأخ الحبيب والفارس النحرير الذي أذاق النصيرية الموت المرير ..
رجل من أمة الإسلام لم يرض أن يعيش حياته وبلاده تغتصب فيها النساء ، وتقتل فيها الأطفال !
لم تهنئ عينه بالنوم وشام الكرامة تصرخ ألماً وتنادي علها تُسمع حيّاً بقلبه غيرة على محارم أمة الإسلام ..!
إنه صاحب الإبتسامة الدائمة كيف لا يكون مبتسماً وقد خُتم له بما كان يتمناه ..
" أبو جندل " أخي الراحل؛ الأنامل تأبى أن تدون عنك والقلب يعتصر ألماً ليُّخرج هذه الكلمات المبعثرة التي مهما نمّقتها وجمّلتها فلن يعلوا قدرها لتصل لمكانتك ومنزلتك في هذا القلب الكسير ..
ولكن ما كان مني إلا أن أجمع شتات ذكرياتٍ لفحها الألم .. لأدونها على ورقةٍ علها تلامس قلباً مكلوم فتسليه ..
مرت عليَّ وصيتك فقرأتها وقد أصابتني بمقتل ؛
أنت .. أنت كما عهدتك وفياً صادق الوعد غيوراً على حرمات الدين وأعراض المسلمين ..
أعاننا المولى سبحانه لإكمال طريقك يا أخيا ..
وسدد خطانا لنصل إلى خاتمتك شهادةٌ في سبيل الله .
لما أتاني خبر مقتلك .. كنت حينها أتأمل ببحر من الذكريات؛ عندها سقط شراع اللقاء في هذه البسيطة .. وعلمت أن شواطئ اللقاء في هذه الدنيا انتهت وجفّت، كدتُ أن أغرق من هوّل الخبر وألم الفاجعة، وكانت من نعمة الله عليّ أن ألهمني صبراً وجاءت الأيات تُتلى في جزاء الصابرين وأقبلت الأحاديث تترى في فضل الشهداء ومنزلتهم وكذلك في الصبر على أقدار الله المؤلمة ..
فقلت محتسباً " اللهم إنني أحببته فيك حباً صادقاً وقد وعدت المتحابين فيك باللقاء تحت ظل عرشك فلا تحرمني يارب "
فإن كان النبيﷺ يقول لما قتل جعفر رضي الله عنه " على مثلك فلتبكي البواكي "
ولنا برسولنا أسوة حسنة واليوم أرددها قائلاً بألم " أبا جندل على مثلك فلتبكي البواكي "
- كيف العزاء وأنت من الثلة التي سبقتنا إلى جنات الرحمن بإذن الله، فرحين غير مفتونين ..
فالعزاء لأنفسنا أنه ما كنا معكم في دار الخلد مقبولين ..
فهنيئاً لكم لما أختاركم الرحمن له كانت لكم الشهادة جزاءً وفاقا ..
هتفت بهم ريح العلا فأجابوا
وإلى الوغى بعد التجهز ثابوا
ملكوا نفوسهمُ فباعوا واشتروا
في الله ما خافوا العدا أو هابوا
تركوا لنا العيش الذليل وغادروا
في عزةٍ ولهم بها إسهابُ
_وداعا_وداعا_
" أبا جندل "
✍ #حمزة_السيف.
٢جمادى الأولى ١٤٣٩ من هجرة النبيﷺ.