سبعة أيام بلياليها لم أنم، لم يكن أرقًا، ليته كان كذلك، فهذه مشكلة بسيطة، مزيدًا من الإرهاق أو حبّة مُنوم قد تتكفل بأمر النعاس رغمًا عن الجسد غير المُنهك وأنام.
كيف غير المُنهك؟!
على العكس لقد كنت مثل خرقة مهترئة، أستجدي غفوة الجفون، لكن كيف ذلك والبال في انشغال لم يسبق أن كانه من قبل؟!.
سبعة أيام بلياليها وأنا أٌحاذر أن تغفل العينين، وكُلما وهن الجسد من التّعب، ذكرّته بالذي يدور في العقل.
كانت صورة القبر تحيط بي من كل اتجاه، وكلما وددت النوم تأتيني فكرة أن نومتي هذه ستكون آخر نومة، ولن أصحوا بعدها، كابرت لسبعة أيام بلياليها، ومن بعدها استسلمت على غير إرادة منّي للموت. ومُت!
ورأيتهم حولي، كل الأصدقاء والأحبة والأقارب كانوا يتزاحمون على حمل نعشي، كانوا يسرعون الخطى للوصول إلى المقبرة، حتى إنني مُت في الصباح الباكر، ولم ينتظروا صلاة الظهر، بل غسلّوني على عَجل، كأنني جريمتهم التي يستعجلون التخلص منها، وصلوا عليّ وحملوني مسرعين إلى تلك الحفرة التي طالما قلت لهم إني أكرهها.
ووصلت إلى تلك الحفرة، وصار الأمر حقيقي جدًا، سمعت في مسير النعش نحيب بعض النسوة، وعند الدفن رأيت فتاة تطل من شرفة بعيدة وتلوّح لي بكف يدها، كنتُ أريد أن ألوِّح لها - فمن غير اللائق ألا ترد التحية، وكيف وهي تحية من فتاة - لم يُعطني أعز أصدقائي تلك الفرصة الأخيرة لوداع الغريبة، بل سارع في إدخال ما تبقى من رأسي إلى القبر، وراح هو ورفاقه في وضع البلاطات الأسمنية الكبيرة فوقي، وأغلقوا الفتحات التي كانت بين تلك البلاطات بالرّمل المخلوط بالماء بعناية، حتّى اسودت الدنيا أمامي، لم يبق أي شق ليتسرب منه النور إلى قبري وقلبي، وما زالت الفتاة تلوح بكف يدها.
لحظات قصيرة وسمعت وكأن شيئًا ما يسقط فوق البلاطات، فقد بدأ الأصدقاء بإلقاء التراب على جثماني، سمعت أحدهم يقول: أعطيني،وأرح نفسك قليلًا، ودعنا نتآجر الثواب!
هل تتآجر على طمري بالتراب يا صديقي، ما أقسى فؤادك، ألم تعد تذكر أنّي ذات مرّة حفرت الأرض بأظافري كي أُخرجك من باطنها عندما سقطت أقدامك في حفرة كبيرة.
لماذا ينسى الأصدقاء أصدقاءهم بهذه السرعة؟!
أصبح فوقي جبل كبير من الرمل، لم أعد قادر على سماع الصوت الذي كان في الخارج، حاولت التركيز فيما يدور، سمعت بعض كلمات التأبين الغير واضحة، لكنني أعرف فكرتها، لقد عايشت مثل هذه الأحداث وأنا حي، لكني يومًا لم أأتآجر في إهالة التراب على قبر أحد، كنت أحضر الجنازات خجلا، وعندما يبدأ الناس في عملية الدفن أهرب إلى ركن بعيد، كي لا أرى تلك اللحظات، يا الله كيف يفعلون ذلك كيف يطمروني بكل هذه الرمال؟!
استمريت في النوم يومها يومًا كاملًا حتى استيقظت على صوت أمي، وهي تقول: قُوم يمّة، من يراك يعتقد بأنك لم تنم منذ سبعة أيام ..
صوت الأمهات كفيل بأن يُعيدك إلى الحياة من بعد موت استمر يومًا كاملًا. "!
#محمود_جودة 🌸"!
كيف غير المُنهك؟!
على العكس لقد كنت مثل خرقة مهترئة، أستجدي غفوة الجفون، لكن كيف ذلك والبال في انشغال لم يسبق أن كانه من قبل؟!.
سبعة أيام بلياليها وأنا أٌحاذر أن تغفل العينين، وكُلما وهن الجسد من التّعب، ذكرّته بالذي يدور في العقل.
كانت صورة القبر تحيط بي من كل اتجاه، وكلما وددت النوم تأتيني فكرة أن نومتي هذه ستكون آخر نومة، ولن أصحوا بعدها، كابرت لسبعة أيام بلياليها، ومن بعدها استسلمت على غير إرادة منّي للموت. ومُت!
ورأيتهم حولي، كل الأصدقاء والأحبة والأقارب كانوا يتزاحمون على حمل نعشي، كانوا يسرعون الخطى للوصول إلى المقبرة، حتى إنني مُت في الصباح الباكر، ولم ينتظروا صلاة الظهر، بل غسلّوني على عَجل، كأنني جريمتهم التي يستعجلون التخلص منها، وصلوا عليّ وحملوني مسرعين إلى تلك الحفرة التي طالما قلت لهم إني أكرهها.
ووصلت إلى تلك الحفرة، وصار الأمر حقيقي جدًا، سمعت في مسير النعش نحيب بعض النسوة، وعند الدفن رأيت فتاة تطل من شرفة بعيدة وتلوّح لي بكف يدها، كنتُ أريد أن ألوِّح لها - فمن غير اللائق ألا ترد التحية، وكيف وهي تحية من فتاة - لم يُعطني أعز أصدقائي تلك الفرصة الأخيرة لوداع الغريبة، بل سارع في إدخال ما تبقى من رأسي إلى القبر، وراح هو ورفاقه في وضع البلاطات الأسمنية الكبيرة فوقي، وأغلقوا الفتحات التي كانت بين تلك البلاطات بالرّمل المخلوط بالماء بعناية، حتّى اسودت الدنيا أمامي، لم يبق أي شق ليتسرب منه النور إلى قبري وقلبي، وما زالت الفتاة تلوح بكف يدها.
لحظات قصيرة وسمعت وكأن شيئًا ما يسقط فوق البلاطات، فقد بدأ الأصدقاء بإلقاء التراب على جثماني، سمعت أحدهم يقول: أعطيني،وأرح نفسك قليلًا، ودعنا نتآجر الثواب!
هل تتآجر على طمري بالتراب يا صديقي، ما أقسى فؤادك، ألم تعد تذكر أنّي ذات مرّة حفرت الأرض بأظافري كي أُخرجك من باطنها عندما سقطت أقدامك في حفرة كبيرة.
لماذا ينسى الأصدقاء أصدقاءهم بهذه السرعة؟!
أصبح فوقي جبل كبير من الرمل، لم أعد قادر على سماع الصوت الذي كان في الخارج، حاولت التركيز فيما يدور، سمعت بعض كلمات التأبين الغير واضحة، لكنني أعرف فكرتها، لقد عايشت مثل هذه الأحداث وأنا حي، لكني يومًا لم أأتآجر في إهالة التراب على قبر أحد، كنت أحضر الجنازات خجلا، وعندما يبدأ الناس في عملية الدفن أهرب إلى ركن بعيد، كي لا أرى تلك اللحظات، يا الله كيف يفعلون ذلك كيف يطمروني بكل هذه الرمال؟!
استمريت في النوم يومها يومًا كاملًا حتى استيقظت على صوت أمي، وهي تقول: قُوم يمّة، من يراك يعتقد بأنك لم تنم منذ سبعة أيام ..
صوت الأمهات كفيل بأن يُعيدك إلى الحياة من بعد موت استمر يومًا كاملًا. "!
#محمود_جودة 🌸"!