لا أستطيع أنّ أتصور أنّ الإنسان إنسانٌ حتى أراه محسنًا؛ لأني لا أعتمد فضلًا صحيحًا بين الإنسان والحيوان إلا بالإحسان، وإني أرى الناس ثلاثة: رجلٌ يحسن إلى غيره ليتخذ إحسانه إليه سبيلًا إلى الإحسان إلى نفسه، وهو المستبد الجبار الذي لا يفهم من الإحسان إلا أنه يستعبد الإنسان، ورجلٌ يحسن إلى نفسه ولا يحسن إلى غيره، وهو الشَّرِهُ المتكالِبُ الذي لو علم أنْ الدَّ السائل يستحيلُ إلى ذهبٍ جامدٍ لذبح في سبيله الناس جميعًا! ورجل لا يحسن إلى نفسه ولا إلى غيره، وهو البخيل الأحمق الذي يجيع بطنه ليشبع صندوقه، أمّا الرابع الذي يحسن إلى غيره ويحسن إلى نفسه فلا أعلم له
مكانًا، ولا أجد إليه سبيلًا، وأحسب أنه هو ذلك الذي كان يفتش عنه الفيلسوف اليوناني
«ديوجين الكلبي» حينما سُئِلَ ما يصنع بمصباحه - وكان يدور به في بياض النهار -فقال: «أفتش عن إنسان!».
#النظرات
- مصطفى المنفلوطي
مكانًا، ولا أجد إليه سبيلًا، وأحسب أنه هو ذلك الذي كان يفتش عنه الفيلسوف اليوناني
«ديوجين الكلبي» حينما سُئِلَ ما يصنع بمصباحه - وكان يدور به في بياض النهار -فقال: «أفتش عن إنسان!».
#النظرات
- مصطفى المنفلوطي