آيـة dan repost
2⃣
فصل : تكاثرت الآيات والأحاديث والآثار الآمرة بإخلاص العمل لله ، وأنه لا وزن للعمل في ميزان الله بغير ذلك كما قال الشيخ عبد الله أبا بطين رحمه الله : وقد تظاهرت دلائل الكتاب والسنة وإجماع الأمة على اشتراط الإخلاص للأعمال والأقوال . فمن القرآن قوله جل وعلا : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ) . ومنه أيضا : { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين} ومنه : { إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين } . وقال أيضا : { الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا } ، قال الفضيل بن عياض : هو أخلص العمل وأصوبه ، فسئل عن معنى ذلك فقال : إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل ، وإذا كان صوابا ولم یکن خالصة لم يقبل ، حتى يكون خالصة صوابا ، فالخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة ثم قرأ قوله تعالى : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا شرك بعبادة ربه أحدا } . ومن السنة فقد روى الشيخان وغيرهم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنما الأعمال بالنيات وإنما الامرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدينا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه . قال صاحب فیض القدیر شرح الجامع الصغير : هذا الحديث أصل في الإخلاص ومن جوامع الكلم التي لا يخرج عنها عمل أصلا ولهذا تواتر النقل عن الأعلام بعموم نفعه وعظم وقعه ، وقال أبو عبيد : ليس في الأحاديث أجمع ولا أغنى ولا أنفع ولا أكثر فائدة منه واتفق الشافعي وأحمد وابن المديني وابن مهدي وأبو داود والدارقطني وغيرهم على أنه ثلث العلم ومنهم من قال ربعه . وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة مرفوعا : يقول الله تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، فمن عمل عملا فأشرك فيه غيري فأنا منه بريء ، وهو للذي أشرك . ومعناه كما ذكر النووي في شرحه لصحيح مسلم : أن الله غني عن المشاركة
#يتبع
فصل : تكاثرت الآيات والأحاديث والآثار الآمرة بإخلاص العمل لله ، وأنه لا وزن للعمل في ميزان الله بغير ذلك كما قال الشيخ عبد الله أبا بطين رحمه الله : وقد تظاهرت دلائل الكتاب والسنة وإجماع الأمة على اشتراط الإخلاص للأعمال والأقوال . فمن القرآن قوله جل وعلا : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ) . ومنه أيضا : { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين} ومنه : { إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين } . وقال أيضا : { الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا } ، قال الفضيل بن عياض : هو أخلص العمل وأصوبه ، فسئل عن معنى ذلك فقال : إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل ، وإذا كان صوابا ولم یکن خالصة لم يقبل ، حتى يكون خالصة صوابا ، فالخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة ثم قرأ قوله تعالى : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا شرك بعبادة ربه أحدا } . ومن السنة فقد روى الشيخان وغيرهم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنما الأعمال بالنيات وإنما الامرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدينا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه . قال صاحب فیض القدیر شرح الجامع الصغير : هذا الحديث أصل في الإخلاص ومن جوامع الكلم التي لا يخرج عنها عمل أصلا ولهذا تواتر النقل عن الأعلام بعموم نفعه وعظم وقعه ، وقال أبو عبيد : ليس في الأحاديث أجمع ولا أغنى ولا أنفع ولا أكثر فائدة منه واتفق الشافعي وأحمد وابن المديني وابن مهدي وأبو داود والدارقطني وغيرهم على أنه ثلث العلم ومنهم من قال ربعه . وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة مرفوعا : يقول الله تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، فمن عمل عملا فأشرك فيه غيري فأنا منه بريء ، وهو للذي أشرك . ومعناه كما ذكر النووي في شرحه لصحيح مسلم : أن الله غني عن المشاركة
#يتبع