-ثم ماذا
ماذا بعد فتور المراجعة !

لِنقصُ معًا مسيرة حافظ القرآن:
يفتح المصحف بِهمَّة الحافظ و يقلِبُ الصفحات بشغف يجتاح قلبه
يَصل إلى وجه نصابه يحدِّث نفسه:
" نعم لقد قطعت مشوارًا من الحفظ بفضل الله؛
لقد وصلت اليوم حتى هذا النصاب " 🌧🌱

ثم يقرأ ورِده يسمعه يكرره حتى يتقرر في قلبه ..
يسير مبتسمًا
ينتظر وقت حلقته
حتى يقول له أستاذه استعِن بالله وابدأ
فيسرد نصابه بلا تردد وبلا توقف
- من يكرر نادرًا أن يخطئ في تسميع نصابه -
يعود إلى يومه يرى بركة ذلك الحفظ في عمله ويومه ..
يمر الاسبوع والاسبوعان..
في الاسبوع الثالث يشتاق له هذا الوِرد؛
فإذا هو لم يسقيه بتلاوته او سماعه يتفلّت 🌱!
و تمر الأسابيع وفي كل اسبوع يتفلت حفظه حتى يفيق يومًا ليعود له ..

يرى أن تعبه ذهب سُدى
يرى أن الآيات التي كان يسترسل بها يتأتأ بها بل أحيانًا لا يذكرها وكأنها حفظٌ جديد !
يتأمل مصحفه و يتطامن السكون حوله
حزن يملأ قلبه،
ضيق يجتاح صدره،
يكظم أزيزًا في داخله،
يشعر بإنه الشخص الغير مؤهل بأن يكون حافظًا للقرآن وهو ليس كذلك !
هو فقط نسي الخطوة الأخيرة !
نسي المعاهدة حتى شَعر بفتور المراجعة..
نسي أن يتعاهد حفظه ويسقي ما يحويه قلبه من آيات بتلاوةٍ أو سماعٍ أو سرد ..

ثم ماذا بعد فتور المراجعة ؟

يستعين بالله مجددًا 🌱!
يُحييَّ قلبه بهمََة جديدة ✨
يَعد نفسه بأن لا يُكررها مرةً أخرى
بأن لا يضيع وقته ..
يضع خطة مراجعته جانب خطة حفظه،
يحفظ ليلًا ويراجع نهارًا ..
يجمع حفظه حتى يسرده في صلاته
حتى يُكللِ الله جهوده ويبارك في حفظه ووقته وهمَّته ..
يجمع الجزء تلو الآخر ..
وما هي إلا ثلاثون جزءً حتى يختم القرآن كاملًا 🕊📮