#شهر_رمضان_شهر_التجلي (1)
- ما هو المطلوب منا في هذا الشهر الفضيل؟
- كيف نستثمره ونستفيد منه؟
- ما هي مرتبة هذا الشهر الفضيل
بالنسبة إلى شهري رجب وشعبان؟
شهر رمضان هو شهر التجليء================ء
ذكرنا فيما سبق أن :
(رجب شهر الاستغفار)، فهو (
شهر التخلي)،
و(شعبان هو شهر الصلوات على النبي وآله)، فهو (
شهر التحلي)،
والآن نقول لكم أن شهر رمضان هو (
شهر التجلي).
بيانه كالآتي:
- إن رجب هو (
شهر التخلي) عن الرذائل والنقائص والتخلص من ظلمات الذنوب المانعة عن الترقي في مراتب الكمال، كما يتخلص المزارع من الاوساخ المانعة من زراعة الأرض.
وهذا يكون بكثرة الاستغفار.
- ثم يأتي شهر شعبان، وهو (
شهر التحلي) بالفضائل وموجبات التهيؤ والاستعداد للصعود الى معارج الروح والحياة الحقيقية، متأسين بالنبي الأعظم وأهل بيته صلوات الله عليهم، ومستشفعين بهم، لأنهم جماع كل خير وجمال ونور، فهم المثل الأعلى والانموذج الأكمل في طريق الحق تبارك وتعالى لكل من أراد التزين بصفات الجمال.
وهذه المرحلة بمثابة وضع البذور الصالحة في الأرض وسقيها بالماء الذي جعلت منه الحياة.
وهذا يكون بكثرة الصلوات على محمد وآله.
- ثم يأتي شهر رمضان المبارك، الشهر الذي تظهر فيه نتائج وثمرات مرحلتي (
التخلية والتحلية)، مرحلة حصاد الزرع، حيث تشرق الأنوار الإلهية على أرض النفوس المظلمة، فتنعكس على مرآة القلب الإنساني الذي صفا من كدوراته بالتخلية ثم جاءه الدعم والمدد بالتحلية، فصارت المرآة صافية لا يشوبها الكدر،
فحينئذ تستفيد النفس ويبتهج القلب وتعرج الروح، كما قال تعالى
(وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ).
- وكل ذلك من تأثير النفحات الربانية في هذا الشهر الفضيل ولاسيما في ليالي القدر المباركة (
إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها) بتزكية القلب وتطهيره عن الخبث والكدر الحاصلة من الأخلاق المذمومة، مع الاستعانة بشفاعة الطاهرين صلوات الله عليهم.
- أيها الأعزة؛
إن شهر رمضان المبارك هو من أشرف الأزمنة وأعظمها في النفحات والألطاف والرحمات.
أيامه أفضل الأيام،
لياليه أفضل الليالي،
ساعاته أفضل الساعات.رب لطف يهب نسيمه على قلب العبد يورث له:
- سعادة الدنيا والآخرة،
- أو قضاء حاجة طالما ألح العبد في طلبها منذ مدة مديدة،
- أو تدارك خطيئة عظيمة كادت أن ترديه في مهلكة سحيقة.
*بتعبير آخر: هي حركة إنقاذ غير طبيعية من لدن المولى جل شأنه إلى العبد الفقير الذي يوشك على الغرق.
هذا هو فعل النفحات.
وهذه هي:
(ضيافة الله)- ولكن ...
(
إنّ أنفسكم مرهونة بأعمالكم)
هذا كأنه مشروط بشرط، وهو: التعرض لها (
ألا فتعرضوا لها)، والتعرض لها هو:
أن تقوم بما يوجب توجه الرحمة الرحيمية لتشملك بها، من ...
- خلق حسن وعمل صالح لخدمة العباد،
- أو قلب ذاكر مقبل على الله تعالى،
- أو عبادة خاشعة على وجل أو حياء،
ونحو ذلك مما نبه عليه الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله في خطبته في فضل شهر رمضان، فراجعها.
- بناء على ما تقدم:
يتضح لكم أن المقصود من (
شهر التجلي) هو ظهور آثار تلك النفحات (
ينظر الله بالرحمة إلى عباده) فتظهر وتتجلى في وجود العبد، وفي قلبه، وفي جوارحه، وفي سلوكه، مع الله، ومع عيال الله.
فيكون هذا العبد كأنه وجود ملائكي نوراني يمشي على الأرض، ويعرج بروحه إلى عنان السماوات.
(إنّ أبواب الجنان في هذا الشّهر مفتّحة)
رابط الانضمام لقناتكم 👇🏻
https://t.me/SHQ0xatpncEOt5VW