🍃
سِيرُ أعْلامِ الشُّهدآءِ " 5 "
أَبُو عبد الرّحْمَنِ الْغَرِيبُ .. تقبله الله
رَفِيقُ الْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ ..
قَلِيلُ الْكَلَامِ، عَظِيمُ الْفعَالِ، صَاحِبُ نَجْدَةٍ وَنَخْوَةٍ..
مُلَازِمٌ لِّلْمَسَاجِدِ، مُسَابِقٌ لِّلصُّفُوفِ الْأُولَى فِي الصَّلَوَاتِ وَالْجِهَادِ..
كَانَ يُغْلِقُ هَاتِفَهُ وَبَابَهُ بَعْدَ صَلَاةِ الْعشَآءِ لِيُعِينَ نَفْسَهُ عَلَى مُنَاجَاةِ رَبِّهِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ..
كَانَ نِعْم الأخُ النَّاصحُ، والخِلُّ الصَّالحُ، مذكِّرٌ لّإخوانهِ، حرِيصٌ على هدايَتِهِم واستِقَامتِهِمْ..
بَدَأَ الْجِهَادَ فِي لِيبْيَا فَهَبَّ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ فَكَانَ ذَا هِمَّةٍ وَحَزْمٍ، وَحِكْمَةٍ وَعَزْمٍ، وَتَنَقَّلَ بَيْنَ الْجَبَهَاتِ لَمْ يَلِنْ أَوْ يَنثَنِ أَوْ يَتَوِقَّفْ..
وقدْ كانَ فارساً مِغْوَاراً يقْتحِمُ الأهوَالَ، ويُنازلُ الأبطالِ في ساحاتِ النِّزَالِ..
كمْ كانَ يطُلُبُ الشّهادَةَ ويسعَى لهَا!
وكمْ كانَ يدعُوا ويُلحُّ على الله بهَا!
وكمْ كانَ يلحُّ عَلى إخْوَانهِ بالدُّعآء له أنْ يرزُقَهُ الله الشّهادةَ!
واستَمرَّ شوقُهُ للقَآءِ الله وحبّهُ للشّهادةِ حاديهِ فِي طريق الجهاد والجِلادِ؛ حَتَّى قَرُبتْ نِهايةُ الملاحِمِ الأُولَى مَعَ نظَامِ الطّاغوت القذّافيّ وشَهِدَ مَصْرَعَ عَدُوُّ اللَّهِ..
وَبَعْدِهَا بِأَشْهُرٍ لمْ تطُقْ نفسُهُ البقَآءَ بلاَ جِهادٍ والشّهادَةُ تتَرَآءَى أمامهُ، وطيفُ الشّهدآءِ يُلهِبُ حماسَهُ، ويُذْكِي شَوقَهُ؛ فَيَمَّمَ وَجْهَهُ لِنُصْرَةِ أَهْلِ الشَّامِ فهبَّ مُسرعاً للشّامِ، وما إن وصل حتّى بدأَ يُدَرِّبُ فِي مُعَسْكَرَاتِ الْمُجَاهِدِينَ وَرَابَطَ وَقَاتَلَ وَاقْتَحَمَ وَأُصِيبَ فِي إِحْدَى الْمَعارِكِ ..
وَبَعْدَ أَنْ أَطَلَّتْ فِتْنَةَ الْغُلَاةِ فِي الشَّامِ وَظَهَرَتْ تَحَرُّكِاتِ عُمَلَآءِ أَمْرِيكَا فِي لِيبْيَا رَجَعَ وَتَجَهَّزَ لِمُلَاقَاتِهِمْ فَكَانَ لَا يَفْتُرُ مِنَ الْإِعْدَادِ فَآوَى الْمُهَاجِرِينَ وَ وَاسَى الْأَنصَارَ وَكَانَ رَجُلَ الْمُهِمَّاتِ بِحَقٍّ..
حيّاكَ ربُّ البيتْ
يا خِيرةَ الأَنصَارْ
للحقِّ كم لبَّيتْ
كفاكَ ربِّ النَّارْ
وَفِي أَوَّلِ جَوْلَةٍ بَيْنَ جُندِ الْحَقِّ وَجُندِ الْبَاطِلِ تَقَدَّمَ عُمَلَآءُ أَمْرِيكَا وَأَزْلَامُ الْقَذَّافِيِّ وَقْتَ خُطْبَةِ الْجُمْعَةِ فِي غَدْرٍ وَخِسَّةٍ عَلَى مَوْقِعٍ لِّلْمُجَاهِدِينَ وَلَكِنْ هَيْهَاتَ لِلْأُسْدِ أَن تَقِفَ وَهْيَ تَرَى الجُرْذَانَ تَقْتَرِبُ مِنَ الْعَرِينِ!
فَتَنَادَى الْأُبَاةُ وَكَانَ مِن بَيْنِهِمْ فَارِسُنَا الْغَرِيبُ تَقَبَّلَهُ اللَّهُ فَكَانَ مِنْ أَوَآئِلِ الْمُقْتَحِمِينَ فَرَدَّ عَادِيَةَ الصَّآئِلِينَ، وأثخَنُوا فيه أيّما إثخَانٍ..
وَفِي جُبْنٍ وَخِسَّةٍ وَهُمْ يَفِرُّونَ كَالْحُمُرِ الْمُسْتَنفِرَة بدَؤُا يُمطِرُونَ المَكَانَ بِشَتَّى القَذَآئِفِ وأَنوَاعِ الصَّوَاريخِ فَتَسَاقَطَتْ إحْدَى الصَّوارِيخِ قريباً من فَارسِنَا فَارْتَقَى الْبَطَلُ شَهِيداً _نحسبه_ وَفَاحَتْ رَآئِحَةُ الْمِسْكِ مِن جَسَدِهِ الطَّاهِرِ وَبَقِيَتْ عَلَى تِلْكَ الْبُقْعَةِ حِيناً..
ومَا ماتَ حتَّى ماتَ مضْربُ سيفهِ
منَ الطَّعْنِ واعْتَلَتْ عليْهِ القَنَا السُّمْرُ
عَلَيْكَ سَلَامُ اللَّهِ وَقْفاً فَإِنَّنِي
رَأَيْتُ الْكَرِيمَ الْحُرَّ لَيْسَ لَهُ عُمْرُ ..
فَرَحِمَكَ اللَّهُ غَريباً شَهِيداً ..
كتبهُ وفَآءً للشّهدآءِ: جَلِيسُ الشُّهَدَآءِ
.
سِيرُ أعْلامِ الشُّهدآءِ " 5 "
أَبُو عبد الرّحْمَنِ الْغَرِيبُ .. تقبله الله
رَفِيقُ الْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ ..
قَلِيلُ الْكَلَامِ، عَظِيمُ الْفعَالِ، صَاحِبُ نَجْدَةٍ وَنَخْوَةٍ..
مُلَازِمٌ لِّلْمَسَاجِدِ، مُسَابِقٌ لِّلصُّفُوفِ الْأُولَى فِي الصَّلَوَاتِ وَالْجِهَادِ..
كَانَ يُغْلِقُ هَاتِفَهُ وَبَابَهُ بَعْدَ صَلَاةِ الْعشَآءِ لِيُعِينَ نَفْسَهُ عَلَى مُنَاجَاةِ رَبِّهِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ..
كَانَ نِعْم الأخُ النَّاصحُ، والخِلُّ الصَّالحُ، مذكِّرٌ لّإخوانهِ، حرِيصٌ على هدايَتِهِم واستِقَامتِهِمْ..
بَدَأَ الْجِهَادَ فِي لِيبْيَا فَهَبَّ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ فَكَانَ ذَا هِمَّةٍ وَحَزْمٍ، وَحِكْمَةٍ وَعَزْمٍ، وَتَنَقَّلَ بَيْنَ الْجَبَهَاتِ لَمْ يَلِنْ أَوْ يَنثَنِ أَوْ يَتَوِقَّفْ..
وقدْ كانَ فارساً مِغْوَاراً يقْتحِمُ الأهوَالَ، ويُنازلُ الأبطالِ في ساحاتِ النِّزَالِ..
كمْ كانَ يطُلُبُ الشّهادَةَ ويسعَى لهَا!
وكمْ كانَ يدعُوا ويُلحُّ على الله بهَا!
وكمْ كانَ يلحُّ عَلى إخْوَانهِ بالدُّعآء له أنْ يرزُقَهُ الله الشّهادةَ!
واستَمرَّ شوقُهُ للقَآءِ الله وحبّهُ للشّهادةِ حاديهِ فِي طريق الجهاد والجِلادِ؛ حَتَّى قَرُبتْ نِهايةُ الملاحِمِ الأُولَى مَعَ نظَامِ الطّاغوت القذّافيّ وشَهِدَ مَصْرَعَ عَدُوُّ اللَّهِ..
وَبَعْدِهَا بِأَشْهُرٍ لمْ تطُقْ نفسُهُ البقَآءَ بلاَ جِهادٍ والشّهادَةُ تتَرَآءَى أمامهُ، وطيفُ الشّهدآءِ يُلهِبُ حماسَهُ، ويُذْكِي شَوقَهُ؛ فَيَمَّمَ وَجْهَهُ لِنُصْرَةِ أَهْلِ الشَّامِ فهبَّ مُسرعاً للشّامِ، وما إن وصل حتّى بدأَ يُدَرِّبُ فِي مُعَسْكَرَاتِ الْمُجَاهِدِينَ وَرَابَطَ وَقَاتَلَ وَاقْتَحَمَ وَأُصِيبَ فِي إِحْدَى الْمَعارِكِ ..
وَبَعْدَ أَنْ أَطَلَّتْ فِتْنَةَ الْغُلَاةِ فِي الشَّامِ وَظَهَرَتْ تَحَرُّكِاتِ عُمَلَآءِ أَمْرِيكَا فِي لِيبْيَا رَجَعَ وَتَجَهَّزَ لِمُلَاقَاتِهِمْ فَكَانَ لَا يَفْتُرُ مِنَ الْإِعْدَادِ فَآوَى الْمُهَاجِرِينَ وَ وَاسَى الْأَنصَارَ وَكَانَ رَجُلَ الْمُهِمَّاتِ بِحَقٍّ..
حيّاكَ ربُّ البيتْ
يا خِيرةَ الأَنصَارْ
للحقِّ كم لبَّيتْ
كفاكَ ربِّ النَّارْ
وَفِي أَوَّلِ جَوْلَةٍ بَيْنَ جُندِ الْحَقِّ وَجُندِ الْبَاطِلِ تَقَدَّمَ عُمَلَآءُ أَمْرِيكَا وَأَزْلَامُ الْقَذَّافِيِّ وَقْتَ خُطْبَةِ الْجُمْعَةِ فِي غَدْرٍ وَخِسَّةٍ عَلَى مَوْقِعٍ لِّلْمُجَاهِدِينَ وَلَكِنْ هَيْهَاتَ لِلْأُسْدِ أَن تَقِفَ وَهْيَ تَرَى الجُرْذَانَ تَقْتَرِبُ مِنَ الْعَرِينِ!
فَتَنَادَى الْأُبَاةُ وَكَانَ مِن بَيْنِهِمْ فَارِسُنَا الْغَرِيبُ تَقَبَّلَهُ اللَّهُ فَكَانَ مِنْ أَوَآئِلِ الْمُقْتَحِمِينَ فَرَدَّ عَادِيَةَ الصَّآئِلِينَ، وأثخَنُوا فيه أيّما إثخَانٍ..
وَفِي جُبْنٍ وَخِسَّةٍ وَهُمْ يَفِرُّونَ كَالْحُمُرِ الْمُسْتَنفِرَة بدَؤُا يُمطِرُونَ المَكَانَ بِشَتَّى القَذَآئِفِ وأَنوَاعِ الصَّوَاريخِ فَتَسَاقَطَتْ إحْدَى الصَّوارِيخِ قريباً من فَارسِنَا فَارْتَقَى الْبَطَلُ شَهِيداً _نحسبه_ وَفَاحَتْ رَآئِحَةُ الْمِسْكِ مِن جَسَدِهِ الطَّاهِرِ وَبَقِيَتْ عَلَى تِلْكَ الْبُقْعَةِ حِيناً..
ومَا ماتَ حتَّى ماتَ مضْربُ سيفهِ
منَ الطَّعْنِ واعْتَلَتْ عليْهِ القَنَا السُّمْرُ
عَلَيْكَ سَلَامُ اللَّهِ وَقْفاً فَإِنَّنِي
رَأَيْتُ الْكَرِيمَ الْحُرَّ لَيْسَ لَهُ عُمْرُ ..
فَرَحِمَكَ اللَّهُ غَريباً شَهِيداً ..
كتبهُ وفَآءً للشّهدآءِ: جَلِيسُ الشُّهَدَآءِ
.