🍃
سِيرُ أعلَامِ الشّهدَآءِ " 6 "
مَيْسَرَةٌ اللِّيبيُّ تقبله الله
عَرَفْتُهُ في سَاحَةِ الْجهَاد بإِحدَى المُدُنِ فترَة جِهادِ القَذَافِي، حيْث كنَّـا تحتَ إِمرَةِ الأَمِيرِ الشَّيخِ: أبِي مُصْعَبٍ الزَّهاويّ تقبله اللَّه
كَانَ -تقبله الله- دمِثَ الْأَخلَاقِ خَدُوماً للإِخْوةِ خَفِيفَ الدَّعابَة نقِيَّ السَّريرَة بشُوشَ الوَجْه
وعَلَى أعْدآءِ اللَّهِ غَلِيظاً شَديداً شُجَاعاً عنِيداً أبِيّاً شَامِخاً يتَقَدَّمُ الصُّفُوفَ ويُحسِنُ الْقِيَادَة ويَحْفظُ الْمُجَاهِدِين ويَحْمِيهِم مَّا اسْتَطَاعَ
فِي أوَّل صُحبَةٍ مَّعَهُ كَانَ يَهتَمُّ بِي ويَرْعَى شُؤُونِي وحَاجَاتِي ويَمْزَحُ مَعِي كَثِيراً ولَمَّا أَرَاد الرُّجُوعَ مِن تلكَ المدِينةِ إِلَى مَدِينَتِي لِأَعْمَالٍ يقُومُ بِهَا طَلَبَ رَقْمَ أَهْلِي مِنِّي فَتعجَّبتُ!
ولمَّا وصَلَ لِمدِينَتِي ذَهَبَ لِأَهْلِي وأَعْطَاهُم مبلغاً منَ المَالِ؛ وقَالَ لهُمْ: هَذهِ من ابْنِكُمْ ويُقرِئُكُمُ السَّلامَ!
فَجَزَاهُ اللَّهُ خيْراً مِّن صَاحِبٍ وفِيٍّ ..
وبعْدَهَا استَمَرَّ فِي جِهَادِهِ وضَرْبِ بَعضِ رُؤُوسِ الكَفْرِ حتَّى قَرَّرَ الهِجْرَةَ للعِرَاقِ _ قبْلَ نكْثِ الْبغْدادي لِلبيْعَةِ وخُرُوجِهِ لمَذْهبِ الخَوَارِجِ _ وهُنَاكَ عُرِفَ بحِنكَتِهِ وحُسْنِ قِيَادَتِهِ فَأُمِّرَ عَلَى سَرِيّةٍ يَقُودُهُم فِي الْمَعَارِكِ ليَكْسِرَ ظُهُور الرَّوَافِضِ والْمُرْتَدِينَ وكَانَ يُعْرَفُ بِـ: " أَبُو حَمْزةَ اللّيبيِّ "
وعِندَمَا أعْلَنَ البَغْدَاديّ شقّ عَصَا الطَّاعَةِ ونَكْث الْبَيْعَةِ خَرَجَ مِنَ الْعِرَاقِ مُسرِعاً لّلشَّامِ وقَدَّرَ اللَّهُ أَنِ الْتَقَيْتُهُ فِي الشَّامِ قَبْلَ رُجُوعِهِ للِيبْيَا ..
ولمَّا رَجَعَ للِيبْيَا بَدَأَ بِتَجْهِيزِ الْعُدَّةِ وجَمْعِ الشَّبَابِ حتَّى اندَلَعَتِ المَعْرَكَةُ مَعَ ذَيلِ أمرِيكَا حِفْتَر
فَانخَرَطَ تَحتَ إِمرَةِ الْأَمِيرِ الشَّيخِ : أبِي مُصعَبٍ الزَّهَاوِيّ _ تقبله اللَّه_ فَأَبْلَى فِي الْقِتَالِ أَيَّما بلآءٍ وأُصِيبَ ثَلَاثَ مرَّاتٍ إِصَاباتٍ بَالِغَةٍ فلَمْ يَنثَنِ أوْ يَهِنْ
وقَادَ مَعَارِكَـ طَاحِنَةٍ فِي مِحْور " ابْعِيرَهْ " ببَنْغَازِي وسَلُو الطَّوَاغِيتَ عَنْ هَذَا الْمِحْورِ بلْ؛ وَفِي مُعْظَمِ مَحَاوِرِ بَنغَازِي شَارَكَ وقَادَ المُجَاهِدينَ وَأَذَاقَ جُنُود حِفْتَرَ الْوَيْلَاتِ
وفِي إِصَابَتِهِ الْأَخِيرَةِ خَرَجَ مِن بَنغَازي بِهَدَفِ الْعِلَاجِ وَ وَافَقَ الْتِقَآءَهُ مَعَ مُجَاهدِِين يسْعَوْنَ لِنُصْرَةِ إِخوَانِهِمْ فَانضَمَّ معَهُمْ إِلَى سَرَايَا المَجَاهِدِينَ فِي سَرَايَا الدِّفَاعِ عَن بَنْغَازِي فَكَانَ قَائِداً مَّيْدَانِياً لِّلسَّرَايَا مَحْبُوباً مِّنَ الجَميعِ مُؤَلِّفٌ لِّلإِخْوَة جَامِعٌ بَيْنَهُم
وبَعْدَ تَقَدُّمِ المُجَاهِدِينَ لِفَكِّ الْحِصَارِ عَن بَنْغَازِي الْعَصِيَّةِ واقْتِرَابِهِم مِّنْهَا لَمْ يَرُقْ لِلصَّلِيبِيِّينَ فَكُّ الحِصَارِ وَهزِيمَة عَمِيلِهِم حِفْتَر فَقُصِفَ الْقَائِدُ: مَيْسَرَةٌ مَعَ اثنَانِ مِن رِفَاقِهِ تَقَبَّلَهُمُ اللَّهُ في الشُّهَدَآءِ ..
فَتىً مَاتَ بَينَ الضَّرْبِ والطَّعْنِ مَيْتِةً
تَقُومُ مَقَامَ النَّصْرِ إِذْ فَاتَهُ النَّصْرُ ..
وَإنِّي لأَفْخَرُ _ وَلِيَ الشَّرَفُ _ يَوْمَ أَن قَالَ لِي: إِنّي أُحِبُّكَـ فِي اللَّهِ يَا ...
فللِّهِ دَرُّهُ وَعَلَى اللَّهِ أَجْرُهُ
وَلْيَبْشُر عُبِّادُ الصَّلِيبِ بِمَا يَسُؤُهُمْ _ ولْيَفْهَمُوهَا _
كَتَبهُ وَفَآءً للشّهدَآءِ: جَلِيـسُ الشُّهَـدآءِ
.
سِيرُ أعلَامِ الشّهدَآءِ " 6 "
مَيْسَرَةٌ اللِّيبيُّ تقبله الله
عَرَفْتُهُ في سَاحَةِ الْجهَاد بإِحدَى المُدُنِ فترَة جِهادِ القَذَافِي، حيْث كنَّـا تحتَ إِمرَةِ الأَمِيرِ الشَّيخِ: أبِي مُصْعَبٍ الزَّهاويّ تقبله اللَّه
كَانَ -تقبله الله- دمِثَ الْأَخلَاقِ خَدُوماً للإِخْوةِ خَفِيفَ الدَّعابَة نقِيَّ السَّريرَة بشُوشَ الوَجْه
وعَلَى أعْدآءِ اللَّهِ غَلِيظاً شَديداً شُجَاعاً عنِيداً أبِيّاً شَامِخاً يتَقَدَّمُ الصُّفُوفَ ويُحسِنُ الْقِيَادَة ويَحْفظُ الْمُجَاهِدِين ويَحْمِيهِم مَّا اسْتَطَاعَ
فِي أوَّل صُحبَةٍ مَّعَهُ كَانَ يَهتَمُّ بِي ويَرْعَى شُؤُونِي وحَاجَاتِي ويَمْزَحُ مَعِي كَثِيراً ولَمَّا أَرَاد الرُّجُوعَ مِن تلكَ المدِينةِ إِلَى مَدِينَتِي لِأَعْمَالٍ يقُومُ بِهَا طَلَبَ رَقْمَ أَهْلِي مِنِّي فَتعجَّبتُ!
ولمَّا وصَلَ لِمدِينَتِي ذَهَبَ لِأَهْلِي وأَعْطَاهُم مبلغاً منَ المَالِ؛ وقَالَ لهُمْ: هَذهِ من ابْنِكُمْ ويُقرِئُكُمُ السَّلامَ!
فَجَزَاهُ اللَّهُ خيْراً مِّن صَاحِبٍ وفِيٍّ ..
وبعْدَهَا استَمَرَّ فِي جِهَادِهِ وضَرْبِ بَعضِ رُؤُوسِ الكَفْرِ حتَّى قَرَّرَ الهِجْرَةَ للعِرَاقِ _ قبْلَ نكْثِ الْبغْدادي لِلبيْعَةِ وخُرُوجِهِ لمَذْهبِ الخَوَارِجِ _ وهُنَاكَ عُرِفَ بحِنكَتِهِ وحُسْنِ قِيَادَتِهِ فَأُمِّرَ عَلَى سَرِيّةٍ يَقُودُهُم فِي الْمَعَارِكِ ليَكْسِرَ ظُهُور الرَّوَافِضِ والْمُرْتَدِينَ وكَانَ يُعْرَفُ بِـ: " أَبُو حَمْزةَ اللّيبيِّ "
وعِندَمَا أعْلَنَ البَغْدَاديّ شقّ عَصَا الطَّاعَةِ ونَكْث الْبَيْعَةِ خَرَجَ مِنَ الْعِرَاقِ مُسرِعاً لّلشَّامِ وقَدَّرَ اللَّهُ أَنِ الْتَقَيْتُهُ فِي الشَّامِ قَبْلَ رُجُوعِهِ للِيبْيَا ..
ولمَّا رَجَعَ للِيبْيَا بَدَأَ بِتَجْهِيزِ الْعُدَّةِ وجَمْعِ الشَّبَابِ حتَّى اندَلَعَتِ المَعْرَكَةُ مَعَ ذَيلِ أمرِيكَا حِفْتَر
فَانخَرَطَ تَحتَ إِمرَةِ الْأَمِيرِ الشَّيخِ : أبِي مُصعَبٍ الزَّهَاوِيّ _ تقبله اللَّه_ فَأَبْلَى فِي الْقِتَالِ أَيَّما بلآءٍ وأُصِيبَ ثَلَاثَ مرَّاتٍ إِصَاباتٍ بَالِغَةٍ فلَمْ يَنثَنِ أوْ يَهِنْ
وقَادَ مَعَارِكَـ طَاحِنَةٍ فِي مِحْور " ابْعِيرَهْ " ببَنْغَازِي وسَلُو الطَّوَاغِيتَ عَنْ هَذَا الْمِحْورِ بلْ؛ وَفِي مُعْظَمِ مَحَاوِرِ بَنغَازِي شَارَكَ وقَادَ المُجَاهِدينَ وَأَذَاقَ جُنُود حِفْتَرَ الْوَيْلَاتِ
وفِي إِصَابَتِهِ الْأَخِيرَةِ خَرَجَ مِن بَنغَازي بِهَدَفِ الْعِلَاجِ وَ وَافَقَ الْتِقَآءَهُ مَعَ مُجَاهدِِين يسْعَوْنَ لِنُصْرَةِ إِخوَانِهِمْ فَانضَمَّ معَهُمْ إِلَى سَرَايَا المَجَاهِدِينَ فِي سَرَايَا الدِّفَاعِ عَن بَنْغَازِي فَكَانَ قَائِداً مَّيْدَانِياً لِّلسَّرَايَا مَحْبُوباً مِّنَ الجَميعِ مُؤَلِّفٌ لِّلإِخْوَة جَامِعٌ بَيْنَهُم
وبَعْدَ تَقَدُّمِ المُجَاهِدِينَ لِفَكِّ الْحِصَارِ عَن بَنْغَازِي الْعَصِيَّةِ واقْتِرَابِهِم مِّنْهَا لَمْ يَرُقْ لِلصَّلِيبِيِّينَ فَكُّ الحِصَارِ وَهزِيمَة عَمِيلِهِم حِفْتَر فَقُصِفَ الْقَائِدُ: مَيْسَرَةٌ مَعَ اثنَانِ مِن رِفَاقِهِ تَقَبَّلَهُمُ اللَّهُ في الشُّهَدَآءِ ..
فَتىً مَاتَ بَينَ الضَّرْبِ والطَّعْنِ مَيْتِةً
تَقُومُ مَقَامَ النَّصْرِ إِذْ فَاتَهُ النَّصْرُ ..
وَإنِّي لأَفْخَرُ _ وَلِيَ الشَّرَفُ _ يَوْمَ أَن قَالَ لِي: إِنّي أُحِبُّكَـ فِي اللَّهِ يَا ...
فللِّهِ دَرُّهُ وَعَلَى اللَّهِ أَجْرُهُ
وَلْيَبْشُر عُبِّادُ الصَّلِيبِ بِمَا يَسُؤُهُمْ _ ولْيَفْهَمُوهَا _
كَتَبهُ وَفَآءً للشّهدَآءِ: جَلِيـسُ الشُّهَـدآءِ
.