#تأملات_تاريخية
في شهر جمادى الآخرة سنة 6هـ خرج زيد بن حارثة للمرة الرابعة على رأس سرية في غاية الأهمية إلى منطقة حسمى في شمال الجزيرة العربية؛ بسبب أن دحية الكلبي رضي الله عنه عند عودته من الشام إلى المدينة اعترضه أحد زعماء قبيلة جذام التي تسكن في هذه المنطقة، وهو الهنيد بن عوص وابنه ومجموعة من رجال القبيلة ، وأخذوا ما مع دحية الكلبي رضي الله عنه، وسمع بذلك مجموعة من بني الضبيب، وبنو الضبيب كانوا من المسلمين فهبوا لنجدة دحية الكلبي، ونجحوا في استرداد الأشياء التي سلبها منه الهنيد بن عوص ومن معه.
لكن عندما أخبر دحية رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر قرر رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يجعل هذا الموقف يمر دون وقفة، حتى وإن كان ما سلب من المسلمين رد إليهم؛ ليعلم الجميع أن هيبة الأمة الإسلامية لا ينبغي أبداً أن تنتقص.
ولا تسل عن مدى إحساس رعايا الدولة الإسلامية بالأمان والطمأنينة، وهم يوقنون أن دولتهم بكاملها تقف وراءهم وتحفظ كرامتهم وتدافع عن حقوقهم وترفع رأسهم في العالم أجمع.
وتزداد قيمة الموقف ارتفاعًا عندما تعلم أن القبيلة التي اعتدت على دحية الكلبي هي قبيلة جذام القوية، وتقع مساكنها على بعد حوالي ثمانمائة كيلو متر تقريبًا إلى الشمال من المدينة المنورة، مسافة طويلة صعبة، وفي الصحراء وسيتم فيها لقاء صعب، ولكن كرامة الأمة الإسلامية فوق كل الاعتبارات ، هكذا يكون التعامل مع هموم وقضايا الأمة.
باغتت هذه السرية الكبيرة قبيلة جذام في الصباح فقتل منهم عددا، وكان من بين القتلى الهنيد وابنه، وساق زيد بن حارثة من ماشيتهم ألف بعير وخمسمائة ألف شاة، ومن السبي مائة من النساء والصبيان.
❗️ومع كون المسلمين يعيشون أزمة اقتصادية كبيرة بعد الأحزاب إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعاد كل هذه الغنائم مرة ثانية إلى جذام، فلماذا أعادها؟!
لقد جاء إليه زيد بن رفاعة الجذامي أحد أفراد قبيلة جُذام وكان قد أخذ قبل ذلك كتابًا بالأمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أسلم هو وبعض أفراد قبيلته ومع أن الكتاب قد نقضه عندما غدرت قبيلة جذام بدحية الكلبي إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد آثر أن يكسب قلوب القبيلة بإعادة الأموال والغنائم وإطلاق النساء والصبيان، وخاصة وقد ظهرت للجميع هيبة الدولة الإسلامية وقوتها وعزتها وتحقق الهدف من السرية، وقد تكون إعادة الغنائم والسبي سببًا في ثبات المؤمنين في القبيلة على الإيمان وسببًا في إسلام من لم يسلم بعد.
لقد كان تصرفًا سياسيًّا حكيمًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أثبت للجميع أنه لا يقاتل من أجل المال والغنائم والسبي والدنيا بكاملها، وإنما يقاتل لأجل إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى، ولأجل تعبيد الناس لرب العالمين.
في شهر جمادى الآخرة سنة 6هـ خرج زيد بن حارثة للمرة الرابعة على رأس سرية في غاية الأهمية إلى منطقة حسمى في شمال الجزيرة العربية؛ بسبب أن دحية الكلبي رضي الله عنه عند عودته من الشام إلى المدينة اعترضه أحد زعماء قبيلة جذام التي تسكن في هذه المنطقة، وهو الهنيد بن عوص وابنه ومجموعة من رجال القبيلة ، وأخذوا ما مع دحية الكلبي رضي الله عنه، وسمع بذلك مجموعة من بني الضبيب، وبنو الضبيب كانوا من المسلمين فهبوا لنجدة دحية الكلبي، ونجحوا في استرداد الأشياء التي سلبها منه الهنيد بن عوص ومن معه.
لكن عندما أخبر دحية رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر قرر رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يجعل هذا الموقف يمر دون وقفة، حتى وإن كان ما سلب من المسلمين رد إليهم؛ ليعلم الجميع أن هيبة الأمة الإسلامية لا ينبغي أبداً أن تنتقص.
ولا تسل عن مدى إحساس رعايا الدولة الإسلامية بالأمان والطمأنينة، وهم يوقنون أن دولتهم بكاملها تقف وراءهم وتحفظ كرامتهم وتدافع عن حقوقهم وترفع رأسهم في العالم أجمع.
وتزداد قيمة الموقف ارتفاعًا عندما تعلم أن القبيلة التي اعتدت على دحية الكلبي هي قبيلة جذام القوية، وتقع مساكنها على بعد حوالي ثمانمائة كيلو متر تقريبًا إلى الشمال من المدينة المنورة، مسافة طويلة صعبة، وفي الصحراء وسيتم فيها لقاء صعب، ولكن كرامة الأمة الإسلامية فوق كل الاعتبارات ، هكذا يكون التعامل مع هموم وقضايا الأمة.
باغتت هذه السرية الكبيرة قبيلة جذام في الصباح فقتل منهم عددا، وكان من بين القتلى الهنيد وابنه، وساق زيد بن حارثة من ماشيتهم ألف بعير وخمسمائة ألف شاة، ومن السبي مائة من النساء والصبيان.
❗️ومع كون المسلمين يعيشون أزمة اقتصادية كبيرة بعد الأحزاب إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعاد كل هذه الغنائم مرة ثانية إلى جذام، فلماذا أعادها؟!
لقد جاء إليه زيد بن رفاعة الجذامي أحد أفراد قبيلة جُذام وكان قد أخذ قبل ذلك كتابًا بالأمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أسلم هو وبعض أفراد قبيلته ومع أن الكتاب قد نقضه عندما غدرت قبيلة جذام بدحية الكلبي إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد آثر أن يكسب قلوب القبيلة بإعادة الأموال والغنائم وإطلاق النساء والصبيان، وخاصة وقد ظهرت للجميع هيبة الدولة الإسلامية وقوتها وعزتها وتحقق الهدف من السرية، وقد تكون إعادة الغنائم والسبي سببًا في ثبات المؤمنين في القبيلة على الإيمان وسببًا في إسلام من لم يسلم بعد.
لقد كان تصرفًا سياسيًّا حكيمًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أثبت للجميع أنه لا يقاتل من أجل المال والغنائم والسبي والدنيا بكاملها، وإنما يقاتل لأجل إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى، ولأجل تعبيد الناس لرب العالمين.