▪️المولد النبوي▪️
. . .
مع قرب الموعد الذي يحتفل فيه بعض المسلمين بمولد الحبيب المصطفى معلم البشرية محمد صلى الله عليه وسلم، ننقل لكم مقتطفات من كتاب ابن تيمية رحمه الله (اقتضاء الصراط المستقيم). لا ننقل هذه النقولات لبيان حكم الاحتفال، بل لبيان التوازن والحكمة والدقة في التعامل مع الموضوع، والتي تتجلى في كلامه رحم الله. قال ابن تيمية:
(فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم؛ لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قَدَّمْتُ أنه يُستحسن من بعض الناس ما يُستقبح من المؤمن الـمُسَدَّد).
وقال عن الذين يحتفلون بالمولد:
(والله تعالى قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد، لا على البدع من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيداً)
أي أنهم قد يثابون على محبتهم التي دفعتهم للاحتفال، مع أن هذا الاحتفال في نظر ابن تيمية من البدع، لكنهم لم يقصدوا الابتداع ولا مخالفة أمر الله ورسوله.
تابع ابن تيمية قائلاً:
(مع اختلاف الناس في مولده) يعني أن هناك اختلافاً أصلاً في تحديد يوم مولده عليه الصلاة والسلام..
ثم بين ابن تيمية لماذا يرى أن اتخاذ المولد بدعة لا تجوز فقال:
(فإنَّ هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي وعدم المانع منه، ولو كان هذا خيراً محضاً أو راجحاً لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا ؛ فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له منا ، وهم على الخير أحرص. وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره وإحياء سنته باطناً وظاهراً ، ونشر ما بُعث به ، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان ، فإن هذه هي طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان).
ولا شك أن ابن تيمية لا يقصد ما يفعله بعضهم في الموالد من رقص وغناء ودروشة مما لا تُمتدح لا النية ولا الفعل فيه. بل له فتاوى شديدة في ذم الرقص والغناء الذي يتخذه أصحابه قُربة.
كما أن الكلام ليس عمن ينطلق في أحكامه الفقهية من الهوى أو التعصب.
وإنما كلامه عن الذين اتخذوا يوم مولد النبي عيداً يخصونه بشيء من وجوه الاحتفال المعبرة عن المحبة معتقدين صواب ذلك غير قاصدين مخالفة الشرع. فإنه يقول أن فاعل ذلك قد يؤجر مع أن فعله غير صحيح، وإنما يؤجر لمحبته النبي وتعظيمه.
خلاصة الكلام: مرةً أخرى، ليس هدف هذا المنشور بيان حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم. وإنما هدفه بيان أنه هكذا تعامل العلماء الحكماء مع الأمر.
لذا فنصيحتي لإخواني الذين يرون بعدم مشروعية الاحتفال: لا تبالغوا في الحديث عن الأمر والإنكار على من يحتفل. فالأولى أن ننشغل بأفعال فاسدة يفعلها البعض بمقصد فاسد محاربة لله ورسوله، لا محبةً ولا تعظيماً ولا توقيراً !
ونصيحتي لإخواني أجمعين، الذين يرون بمشروعية الاحتفال والذين لا يرون به (أو يقولون نحن نحتفل به كل يوم باتباع سنته): لا تَدَعوا هذا الأمر يفرقنا، ولا تَدَعوا الشيطان ينزغ بيننا. فمحبة النبي التي تجمعنا هي رابطة أخوية وثيقة، ونسأل الله أن يهدينا وإياكم لما يُسَرُّ به الحبيب صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
والسلام عليكم.
. .
▪إياد قنيبي▪
. . .
مع قرب الموعد الذي يحتفل فيه بعض المسلمين بمولد الحبيب المصطفى معلم البشرية محمد صلى الله عليه وسلم، ننقل لكم مقتطفات من كتاب ابن تيمية رحمه الله (اقتضاء الصراط المستقيم). لا ننقل هذه النقولات لبيان حكم الاحتفال، بل لبيان التوازن والحكمة والدقة في التعامل مع الموضوع، والتي تتجلى في كلامه رحم الله. قال ابن تيمية:
(فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم؛ لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قَدَّمْتُ أنه يُستحسن من بعض الناس ما يُستقبح من المؤمن الـمُسَدَّد).
وقال عن الذين يحتفلون بالمولد:
(والله تعالى قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد، لا على البدع من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيداً)
أي أنهم قد يثابون على محبتهم التي دفعتهم للاحتفال، مع أن هذا الاحتفال في نظر ابن تيمية من البدع، لكنهم لم يقصدوا الابتداع ولا مخالفة أمر الله ورسوله.
تابع ابن تيمية قائلاً:
(مع اختلاف الناس في مولده) يعني أن هناك اختلافاً أصلاً في تحديد يوم مولده عليه الصلاة والسلام..
ثم بين ابن تيمية لماذا يرى أن اتخاذ المولد بدعة لا تجوز فقال:
(فإنَّ هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي وعدم المانع منه، ولو كان هذا خيراً محضاً أو راجحاً لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا ؛ فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له منا ، وهم على الخير أحرص. وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره وإحياء سنته باطناً وظاهراً ، ونشر ما بُعث به ، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان ، فإن هذه هي طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان).
ولا شك أن ابن تيمية لا يقصد ما يفعله بعضهم في الموالد من رقص وغناء ودروشة مما لا تُمتدح لا النية ولا الفعل فيه. بل له فتاوى شديدة في ذم الرقص والغناء الذي يتخذه أصحابه قُربة.
كما أن الكلام ليس عمن ينطلق في أحكامه الفقهية من الهوى أو التعصب.
وإنما كلامه عن الذين اتخذوا يوم مولد النبي عيداً يخصونه بشيء من وجوه الاحتفال المعبرة عن المحبة معتقدين صواب ذلك غير قاصدين مخالفة الشرع. فإنه يقول أن فاعل ذلك قد يؤجر مع أن فعله غير صحيح، وإنما يؤجر لمحبته النبي وتعظيمه.
خلاصة الكلام: مرةً أخرى، ليس هدف هذا المنشور بيان حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم. وإنما هدفه بيان أنه هكذا تعامل العلماء الحكماء مع الأمر.
لذا فنصيحتي لإخواني الذين يرون بعدم مشروعية الاحتفال: لا تبالغوا في الحديث عن الأمر والإنكار على من يحتفل. فالأولى أن ننشغل بأفعال فاسدة يفعلها البعض بمقصد فاسد محاربة لله ورسوله، لا محبةً ولا تعظيماً ولا توقيراً !
ونصيحتي لإخواني أجمعين، الذين يرون بمشروعية الاحتفال والذين لا يرون به (أو يقولون نحن نحتفل به كل يوم باتباع سنته): لا تَدَعوا هذا الأمر يفرقنا، ولا تَدَعوا الشيطان ينزغ بيننا. فمحبة النبي التي تجمعنا هي رابطة أخوية وثيقة، ونسأل الله أن يهدينا وإياكم لما يُسَرُّ به الحبيب صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
والسلام عليكم.
. .
▪إياد قنيبي▪