لَن تَدْرِك مَعْنَى النُّضْجِ الحَقِيقِي حَتّى تُجبَر عَلَى مُوَاجهةِ اِنْهِيارِ كُل مَا كُنتَ تؤْمِنُ بِهؤ حِينَ تَرَى أَحْلَامك تَتلاشى وَاحِدةً تِلوَ الأُخْرَى، وتتسَاقَطُ الأَقْنِعة عَنْ الوُجُوهِ الَّتِي كُنتَ تَعْتقِدُ أَنَّها صَادِقَةٌ، عِندما تنْهَارُ القِيَم الَّتِي كُنتَ تتمَسَّكُ بِهَا، وتَجِدُ نَفْسكَ وحِيدًا فِي مُوَاجهةِ وَاقِعٍ لَمْ يخْطُر عَلَى بَالِكَ يَوْمًا، النُّضجُ لَا يَأْتِي بِلُطفٍ، بَلْ هُو نتِيجةٌ لِصِراعَاتٍ داخلِيَّةٍ، وخيابَاتٍ مُتتابِعَةٍ تجْبِرُكَ عَلَى إِعادةِ بِنَاءِ نفْسِكَ مِنْ جدِيدٍ، إِنَّهُ رِحْلَةٌ طوِيلَةٌ مِنَ الأَلَمِ وَالتَّجارِبِ الَّتِي تكسِرُ شيْئًا بِدَاخلِكَ، لَكنَّهَا فِي ذَاتِ الوقْتِ تصْقُلُ رُوحكَ وتُعِيدُ تشْكِيلكَ بِصُورةٍ لَمْ تكُنْ تتخَيَّلُهَا.