"شُدّ مئزرك! هذا أوانُ مجدك "✨
ربمَا تجدنِي أحمقًا ، تُغرينِي أشياء عَادية
كأن تدَعنِي في هذا الشتاء أغطُّ بنوم عميق، فأجد فيه عوالم جَميلة بها أنسجُ الأحلام ولزورق الراحة أركب ، أنهض رغمًا عني بكسل مُتعب !
وتِلك الكتابة ، تستهوينِي كثيرا ، تأتيني شهوة تحتّم علي الفرار للتلذذ برصّ الحُروف ،حتى أجزم أنّها موطن تلاقِي أرواح المُتعبين ..
أترى تلك الكتب ؟ أيضا تجذبني بشدّة يا رفيق ، والمَصيبة أنّ جلّ ما يعجبنِي لا يُسمن ولا يغنِي من جوع ! هو فقط للمتعة ، لا ينفَع !
عدّة الرسم تلك ، الألوان المُبعثرة ، هناك تقطن سَعادتي ،فإذا ما أنهيت لوحة مَا فرحتُ بها كأنها إنجاز يُذكر !
ولعلمك أيضا ، الرَسم طريقة للبَوح أخرى :)
لكنْ كلّها تصبح هَباء ، ومنّغصات عيش وفتنة وجب عليّ هَجرها إذا مَا ذكرتُ أمتِي المَوجوعة ترمقنِي بطرف كسير ، أن قم يا بنيّ ٱنتفض ، مصائبي تذبحني من الوريد إلى الوريد ، شلالات الدماء يسبح بها أبنائي ، حالوا بيني وبينهم بالسجون والقبور ، قذفوهم بالمجرمين ، ووعدوهم بعذاب أليم ، أبَعد هذا الكرب عزّت عليكَ أهواؤكَ فهرعت إليها ناسيا جرحِي النّازف المفتوق بعمقي و بيديك يبرأ !
إنهض يا بنِي ، مَا لِي سواك يفكّ كربي فلا تكن كُربة عليّ أعظم ، بلْ ضع نية أن تَكون أهدافك كلها في سبيل بنَائي !
إنهض يا بنيّ ، وابدأ بنفسك عليك بها ، هذّبها وقوّمها ، طهّرها من نفَاقها
أعدّها ليوم سيرتدّ به الشَيخ والعَالم ولن ينفعك حينها إلّا صدقها وإخلاصهَا لربها ، أكثر من الأعمَال وحدها من ستثبّتك وتعينك في طريقك الشاق ، وتقودك إليّ فتسندني يَوم سقوطي !
إحذر وحَاذر أن تكون من المُستبدلين في الأرض ، بل إعمل لتكون من خلفائها !
ببيتَك تغيثني لا تبرر خذلانك بعدم وجودك في ساحات القتال !
إنكَ الضيغم جند محمد ، أسدُ الشرى ومن الحواسم ، إنّك من الجيل الذي عاش غربة الدّين ومع هذا تصدّى و ٱقتدى بصَحابة رسول الله ، ضحّيت برغد العيش لتصنع مجدِي التليد
لا تبتئس ، لا تستخفَّ بمَا أنت صَانع
إنّك من ذوي الأرواح الوضّاءة ، التِي ستنير يومًا الكون بحفظها لكتابه تعالى في صدورها ، وتعلُّمها لدينها بلا تعصب مُقيت جاهل ..
تذكر أن كلّ ما هَجرته في دار الفناء يبنيك في دار الخُلود ، وتفكّر أكانَ كلّ ما هَجرته شيئا أمام فتح بلد واحد من بلاد المسلمين! أم يساوي غَمسة واحدة في جنّات النعيم !
تطّلع للسَّماء دوما راجياً ما عِند ربك ، لا تلتفِت لمغريات الطَريق ولا تنكص ، فقد آن أوان محق حلف الضَّلال ، وإشراقك وحدك :" !
وكما قَال أحدهم
"يا أخي .. لا ترتخي ")
#سارّة_الجمعة