قال العلامة محمد علي فركوس حفظه الله وسلمه من كل سوء؛
"فعليكم بتقوى الله في السرِّ والعلن حيثما كنتم، وشرطُ تحقُّقِها والحصولِ على نتائجها وثمارها إنما يكون بزاد العلم النافع بدين الله الخالص، علمًا وعملًا وتربيةً واستقامةً؛ ذلك لأنَّ الجاهل لا يعرف مصدرَ التكليفِ ومواضعَ الأوامر للالتزام بها حُبًّا لله، ولا مواطنَ المناهي لاجتنابها خوفًا منه سبحانه؛ لذلك وَجَب على إخواني في الله أَنْ يحرصوا على رفعِ الجهل عن أَنْفُسِهم، وأَنْ يحفظوا شريعةَ الله بالتعلُّم ضبطًا وتقييدًا، وأَنْ يعملوا بما حَفِظوه وضَبَطوه؛ لأنَّ ثمرةَ العلمِ العملُ، وبقاءَ العلم ببقاء العمل؛ قال تعالى: ﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِۦ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡ وَأَشَدَّ تَثۡبِيتٗا ٦٦ وَإِذٗا لَّأٓتَيۡنَٰهُم مِّن لَّدُنَّآ أَجۡرًا عَظِيمٗا ٦٧ وَلَهَدَيۡنَٰهُمۡ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا ٦٨﴾[النساء]، ومَنْ عَمِل بما عَلِم ورَّثه اللهُ عِلْمَ ما لم يعلم، ومَنْ لم يعمل بعلمه لم يكن صادقًا في طلبه، وعُوقِبَ بنسيان العلم وضياعِ معارفه وحرمانه مِنَ الخير؛ ويترتَّب على ذلك: أنه بتوفُّر العلم بدِين الله يعرف المسلمُ كيف يتَّقي اللهَ؛ وذلك بأَنْ يجعل العبدُ بينه وبين ما يخشاهُ مِنْ عقابه وقايةً تَقيهِ وتحصِّنه وتحفظه منه، ولا يكون ذلك إلَّا بامتثالِ أوامره طاعةً وحُبًّا، واجتنابِ نواهيهِ خشيةً وخوفًا، وسبيلُ ذلك العلمُ الشرعيُّ النافع؛ قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْ﴾[فاطر: ٢٨].
فلا كرامةَ في الانتماء الحزبيِّ والتضليل الطائفيِّ والقوميِّ، ولا ارتقاءَ في محاكاةِ أهل التغريب والإلحاد في نُظُمهم ونظريَّاتهم وأنماطِ حياتهم وسيرتهم، ولا استعلاءَ في العرق الجنسيِّ، ولا سُمُوَّ في الجمود الفكريِّ والتعصُّب المذهبيِّ، وإنما ميزانُ التفضيل عند الله في تقوى الله؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٞ ١٣﴾[الحُجُرات]، ومعيارُ الرفعة في الدنيا والآخرة هو العلم والإيمان؛ قال تعالى: ﴿يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖ﴾[المجادلة: ١١].
[الكلمة الشهرية رقم: ١١٨/ وصيَّةٌ أخويةٌ جامعة ونصيحةٌ حبِّيَّةٌ نافعة]
"فعليكم بتقوى الله في السرِّ والعلن حيثما كنتم، وشرطُ تحقُّقِها والحصولِ على نتائجها وثمارها إنما يكون بزاد العلم النافع بدين الله الخالص، علمًا وعملًا وتربيةً واستقامةً؛ ذلك لأنَّ الجاهل لا يعرف مصدرَ التكليفِ ومواضعَ الأوامر للالتزام بها حُبًّا لله، ولا مواطنَ المناهي لاجتنابها خوفًا منه سبحانه؛ لذلك وَجَب على إخواني في الله أَنْ يحرصوا على رفعِ الجهل عن أَنْفُسِهم، وأَنْ يحفظوا شريعةَ الله بالتعلُّم ضبطًا وتقييدًا، وأَنْ يعملوا بما حَفِظوه وضَبَطوه؛ لأنَّ ثمرةَ العلمِ العملُ، وبقاءَ العلم ببقاء العمل؛ قال تعالى: ﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِۦ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡ وَأَشَدَّ تَثۡبِيتٗا ٦٦ وَإِذٗا لَّأٓتَيۡنَٰهُم مِّن لَّدُنَّآ أَجۡرًا عَظِيمٗا ٦٧ وَلَهَدَيۡنَٰهُمۡ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا ٦٨﴾[النساء]، ومَنْ عَمِل بما عَلِم ورَّثه اللهُ عِلْمَ ما لم يعلم، ومَنْ لم يعمل بعلمه لم يكن صادقًا في طلبه، وعُوقِبَ بنسيان العلم وضياعِ معارفه وحرمانه مِنَ الخير؛ ويترتَّب على ذلك: أنه بتوفُّر العلم بدِين الله يعرف المسلمُ كيف يتَّقي اللهَ؛ وذلك بأَنْ يجعل العبدُ بينه وبين ما يخشاهُ مِنْ عقابه وقايةً تَقيهِ وتحصِّنه وتحفظه منه، ولا يكون ذلك إلَّا بامتثالِ أوامره طاعةً وحُبًّا، واجتنابِ نواهيهِ خشيةً وخوفًا، وسبيلُ ذلك العلمُ الشرعيُّ النافع؛ قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْ﴾[فاطر: ٢٨].
فلا كرامةَ في الانتماء الحزبيِّ والتضليل الطائفيِّ والقوميِّ، ولا ارتقاءَ في محاكاةِ أهل التغريب والإلحاد في نُظُمهم ونظريَّاتهم وأنماطِ حياتهم وسيرتهم، ولا استعلاءَ في العرق الجنسيِّ، ولا سُمُوَّ في الجمود الفكريِّ والتعصُّب المذهبيِّ، وإنما ميزانُ التفضيل عند الله في تقوى الله؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٞ ١٣﴾[الحُجُرات]، ومعيارُ الرفعة في الدنيا والآخرة هو العلم والإيمان؛ قال تعالى: ﴿يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖ﴾[المجادلة: ١١].
[الكلمة الشهرية رقم: ١١٨/ وصيَّةٌ أخويةٌ جامعة ونصيحةٌ حبِّيَّةٌ نافعة]