ثم يكون الإنسان قد قدم ما يكفي وإن كان غير صادق لا، لا بد من كشف الحقيقة لا بد من التجلي للحقائق وبماذا تتجلى الحقائق كثير من الأمور في الإسلام مثل بعض الطقوس وبالذات إذا تعود الناس عليها أو ألفوها يمكن أن يؤدوها ولا تمثل هي بنفسها حقيقة الاختبار الذي يكشف حقيقة الإنسان أكبر ما يمكن أن يكشف حقيقة الإنسان وأن يبينه هو ميدان الصراع ما مدى مصداقية هذا الإنسان في ادعائه الانتماء لهذا الدين لمبادئ هذا الدين لقيم هذا الدين لتعليمات الله سبحانه وتعالى هل سيكون صادقا أم سيكون كاذبا؟ هل هو ينطلق من واقعٍ طيب تربى تربية هذا الدين وبلغ هذا الأثر إلى أعماق نفسه زكاءً وصلاحاً وصدقا؟ أم أن هناك في العمق خُبث مخفي ومستتر يحاول الإنسان أن يتستر عليه ببعض من الأعمال وبعض من الأداء الشكلي الذي يتظاهر الإنسان من خلاله بالصلاح أو بالطيب فالله جل شأنه اتخذ قراره بأنه لن يذر لن يترك الأمور بدون تجليات المجتمع المسلم لا ينطوي الكثير من الناس على حالة من الخبث ويغطونها ويخادعون بها لا بد أن يأتي بما يجلي الواقع بما يكشف الناس على حقيقتهم بما يبينهم ويبين ما هناك في الأعماق في النفوس [مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ] يخبركم مثلا عن فلان وفلان وفلان..ذلك الشخص سيكون خائناً وذلك الشخص هو خبيث لن يكون وفيا سترون كم أنه مجرم وطاغية ومتسلط وفاسد وخائن وعميل إلى آخره لا لكن تأتي الأحداث فتكون هي التي تكشف يأتي الصراع وما في هذا الصراع من أحداث فهو الذي يكون يوضح ويبين ويفرز يفرز الناس على حقيقتهم بين الصادق والكاذب بين الوفي والخائن يفرز في الواقع ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى في آية قرآنية أخرى [وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ] وهو يقدم الدرس من أحداث معركة أُحد لا تصابوا بالوهن نتيجة للتضحيات والمعاناة وما نتج عن الأحداث يجيب أن تكونوا في موقف القوة والصلابة التي لا تنكسر ولا يصيبها الوهن ولا تكونوا أسرى الأحزان فتندموا على أنكم في موقف الثبات على الحق ولو أدى بكم ذلك إلى التضحية أو أن تكسر إرادتكم الأحزان تلك فتتحطم يجب أن تكونوا في موقفكم وأنتم في موقف الحق وأنتم تمتلكون القضية العادلة أن تكونوا في موقف التماسك أن تكونوا في حالة من الصلابة والثبات [وأنتم الأعلون] لأنكم في موقف الحق ومع الله والله معكم كلما عززتُم ارتباطكم بالله وكلما أصلحتم واقعكم بناءً على طاعتكم لله سبحانه وتعالى كلما كنتم أقرب من معونة الله ومن نصره ومن تأييده إن كنتم مؤمنين [إن يمسسكم قرحٌ] الجراح والشهادة والمعاناة [إن يمسسكم قرحٌ] ما يصيبكم من الحرب من الأحداث [فقد مس القوم قرحٌ مثله] حصل لهم أيضا نصيبهم من ذلك كله فيهم القتلى فيهم الجرحى قتل منهم قيادات قتل منهم أفراد قتل منهم من يعز عليهم أصيبوا بالجراح نالهم حصتهم من ذلك نالهم من ذلك حصتهم [إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ].