-يااا صديقي ..
إن من اقسى الدروس التي احاول بجهدٍ بالغ ان أعيها، هو ذلك الدرس الذي تحاول اخباري فيه دوماً ان مسيرتي في هذه الحياة هي مسيرة فقد وليس اكتساب ؛ اننا في هذه الحياة نلتقي لنفترق وليس العكس ..!
و مع ذلك فنحن مع كل فقد نتعرف الى انفسنا اكثر، وندنو من ذواتنا لنحادثها بصمت، نقترب من أجزاء الضعف فينا، والاجزاء التي تؤذيها دائماً الحاجة الى رفيق ؛ يؤذيها احساسها بالرفض وبالوحدة .. نلتمس لأجلها الأعذار، نواسيها .. و نخبرها اننا بخير، ثم نتحايل عليها لتبتسم و نُغريها بأن جميل الأيام آتٍ لا محالة ..!
الفقد يعلمنا التحدث الى دواخلنا البعيدة هناك، و زوايا أرواحنا الخائفة و المهملة .. فقط إن نحن أجدْنا هذا الحوار حقاً، و انتقينا عباراتنا بصدق؛ حتى لا نودِي بنا الى الاكتئاب و القلق ..!
يدربنا الفقد على التريُّس لاحقاً، و على ترويض وحشتنا، واختلاق عالمنا الخاص .. مع كل ابتعاد هناك قرب، نصلي فيه صلاة العودة لنا، نكفّر بها عن ذنب التعلّق الزائد وعبادة الأوهام .. !
مع كل فقد؛ نكتسب قلوبا" اقوى ، ونفوسا" برغم الخذلان صامدة و عنيدة.. نزداد يقيناً في كل مرة ؛ ألا رفقة تزيل الاآم دواخلنا كرفقتنا لنا، وندرك أن الكل قابل للغياب ومتأهب دوما" للرحيل ؛ إلا نحن -ما دمنا نستطيع- فنحن الذين سنبقى بقربنا الى الأبد ، ذلك هو الدرس ؛ كل الذين من حولنا ليسوا للاحتفاظ وليسوا بغرض البقاء؛ بل هم فقط لنتعرف علينا من خلالهم .. ثم هم -متى شاءوا- سيرحلون بلا شك .. طال بقائهم أو قصر .. ولا شيء اكثر من أعذار الرحيل لدى الراحلين ..!!
في نهاية الامر لا بأس في ان يغادروا، لا بأس ببعض الفقد، و لا بأس في الخذلان والقليل من شعور الرفض ؛ ما يهم حقاً هو ان نبقى دوما" اقوياء، برفقة قلوبنا التي ستقويها الخدوش حتماً ؛ بشرط ألا تصل هذه الخدوش بعيدا ً.. بعيداً جداً .. حيث الاعماق .. !!!
-انا فقط يا صديقي احتاج ان اعرف ؛ كم فقداً يتطلبه الأمر، لكي أعي كل ذلك ؟!!!
Esraa Mokhtar
إن من اقسى الدروس التي احاول بجهدٍ بالغ ان أعيها، هو ذلك الدرس الذي تحاول اخباري فيه دوماً ان مسيرتي في هذه الحياة هي مسيرة فقد وليس اكتساب ؛ اننا في هذه الحياة نلتقي لنفترق وليس العكس ..!
و مع ذلك فنحن مع كل فقد نتعرف الى انفسنا اكثر، وندنو من ذواتنا لنحادثها بصمت، نقترب من أجزاء الضعف فينا، والاجزاء التي تؤذيها دائماً الحاجة الى رفيق ؛ يؤذيها احساسها بالرفض وبالوحدة .. نلتمس لأجلها الأعذار، نواسيها .. و نخبرها اننا بخير، ثم نتحايل عليها لتبتسم و نُغريها بأن جميل الأيام آتٍ لا محالة ..!
الفقد يعلمنا التحدث الى دواخلنا البعيدة هناك، و زوايا أرواحنا الخائفة و المهملة .. فقط إن نحن أجدْنا هذا الحوار حقاً، و انتقينا عباراتنا بصدق؛ حتى لا نودِي بنا الى الاكتئاب و القلق ..!
يدربنا الفقد على التريُّس لاحقاً، و على ترويض وحشتنا، واختلاق عالمنا الخاص .. مع كل ابتعاد هناك قرب، نصلي فيه صلاة العودة لنا، نكفّر بها عن ذنب التعلّق الزائد وعبادة الأوهام .. !
مع كل فقد؛ نكتسب قلوبا" اقوى ، ونفوسا" برغم الخذلان صامدة و عنيدة.. نزداد يقيناً في كل مرة ؛ ألا رفقة تزيل الاآم دواخلنا كرفقتنا لنا، وندرك أن الكل قابل للغياب ومتأهب دوما" للرحيل ؛ إلا نحن -ما دمنا نستطيع- فنحن الذين سنبقى بقربنا الى الأبد ، ذلك هو الدرس ؛ كل الذين من حولنا ليسوا للاحتفاظ وليسوا بغرض البقاء؛ بل هم فقط لنتعرف علينا من خلالهم .. ثم هم -متى شاءوا- سيرحلون بلا شك .. طال بقائهم أو قصر .. ولا شيء اكثر من أعذار الرحيل لدى الراحلين ..!!
في نهاية الامر لا بأس في ان يغادروا، لا بأس ببعض الفقد، و لا بأس في الخذلان والقليل من شعور الرفض ؛ ما يهم حقاً هو ان نبقى دوما" اقوياء، برفقة قلوبنا التي ستقويها الخدوش حتماً ؛ بشرط ألا تصل هذه الخدوش بعيدا ً.. بعيداً جداً .. حيث الاعماق .. !!!
-انا فقط يا صديقي احتاج ان اعرف ؛ كم فقداً يتطلبه الأمر، لكي أعي كل ذلك ؟!!!
Esraa Mokhtar