"وقف أمام قبر صديقه ورفع رأسه للسماء، تكاد حرارة الشمس توقد الارض ناراً، قال بنبرة يملؤها الانكسار : " أيمكنني أن أمدد جسدي المتعب هنا، حسناً لا بأس ليس الجو بهذا السوء، ستمطر بعد قليل أنا اشعر بهذا " استلقى على الارض غير مبالي بحرارة الرمال يبدو أن الوجع بداخله يفوق وجع الاحتراق، نظر إلى القبر مطولاً كأنه يستمع الى صديقه ثم اجأبه : " أتيت لأن الحياة ضاقت بي كثيرًا بعد رحيلك، أود البكاء لكنك لست موجود برفقة من سأبكي؟، تُشبهك الأماكن كثيرًا أجدك أمامي في كل مكان لكني لا استطيع لمسك، لا استطيع الاتكاء على كتِفك، أذهب للمقهى واجلس برفقتك على طاولتنا المعتاده اراك جالساً أمامي وأُحادثك لكنك تنظر إلي ولا تجيب، يظنني الجميع قد جننت لأني أحادث نفسي، أنا اراك لكنهم يقولون أنك غير موجود، طلبت منك أن تخبرهم إنك برفقتي لكنك لا تجيب .. حسناً اتتذكر قبل عامان عندما اختلفنا ولم نحادث بعضنا لمدة أسبوع ، أنا الآن نادم على أنني اضعت تلك الايام بدونك آسف جدًا يا أخي .. لا بأس حتى وإن يكاد الوجع يشق قلبي، لكن عليك أن تخبرني إن كنت بخير بالاسفل أود لو أنني معك .. انت ميتٌ بالاسفل وحدك وأنا ميتٌ بالأعلى بينهم، طبت وطاب مرقدك".