قناة الشيخ / أحمد سالم


Kanal geosi va tili: ko‘rsatilmagan, ko‘rsatilmagan
Toifa: ko‘rsatilmagan


قناة خاصة بالشيخ أحمد سالم لنشر كل ما يتعلق به من كتب و مواعيد صدورها و أسئلة هامة على الاسك و منشورات الفيس بوك و الفيديوهات و غيرها

Связанные каналы  |  Похожие каналы

Kanal geosi va tili
ko‘rsatilmagan, ko‘rsatilmagan
Toifa
ko‘rsatilmagan
Statistika
Postlar filtri


لماذا تم استخدام الفقه لترويج العقيدة وليس العكس ؟

ج)
لمان كان الفقه أكثر مساسًا بحياة الناس كانت رمزية الفقيه الاجتماعية وتأثر الناس به وتأثيره في الناس= أكثر صلاحية لأن يكون هو وسيلة الترويج للمتكلم وليس العكس.


انا حسن الاخلاق في العمل ، وسيء الاخلاق في البيت .. ما العمل؟

ج)
أنت سيء الخلق يا مولانا لست حسن الخلق قط، أنت فقط ترائي الناس؛ فإن معيار حسن الخلق هو ما بينك وبين أهلك.
على كل حال، الحلم بالتحلم ، ومجرد وعيك بالمشكلة دليل خير تحتاج إلى أن تنميه.
قم بحوار طويل مع نفسك، وقضية الحوار مع النفس والوقوف معها وطول التدبر في المرض وأسبابه وعلاجه يغفل عنها الناس؛ فإن أكثر البلاء ليس من جهل العلاج وإنما من عدم الوقوف مع النفس وتدريبها على الصلاح والإصلاح، وتدريبها على أن تعمل بما تعلم.
أهلك هم بعض جسدك لا يستحقون منك سوى الإكرام والإحسان والصبر على الصواب والاعتذار عن الخطأ، وتطوير نفسك جيدا بحيث لا تكون أنت عذابا عليهم.


ونظرًا لما شرحته من قبل من ركوب المذاهب الفقهية لأجل الترويج للبدع الكلامية= فقد استعمل القائلون بتلك البدع المضلة تلك الطريقة مع شيخ الإسلام رحمه الله، فكانوا يحتشدون بأزيائهم الفقهية المذهبية من أجل السعاية لدى الأمراء؛ كي يُنكلوا بالشيخ.

لأجل ذلك كان من مسالك الشيخ العبقرية في الحجاج أنه يذكر من أهل كل مذهب فقهي من هم على عقيدة السلف، ثم يحاكم الجميع إلى ذلك المعتقد جاعلًا إياه مظلة متعالية فوق المذهبية الفقهية، وحقلًا معرفيًا ليس للمذاهب فيه قول من حيث كونها مذاهب في الفقه.

فبعد اللجج والمخاصمة، أراد أحد الحكام أن ينقذ الشيخ من بين أيدي متعصبة الفقهاء دون أن يغضبهم هو أيضًا فيحكي الشيخ هذا قائلًا: ((ولما رأى هذا الحاكم العدل: ممالأتهم وتعصبهم ورأى قلة العارف الناصر وخافهم قال: أنت صنفت اعتقاد الإمام أحمد فتقول هذا اعتقاد أحمد يعني والرجل يصنف على مذهبه فلا يعترض عليه فإن هذا مذهب متبوع وغرضه بذلك قطع مخاصمة الخصوم)).

فانظر لرد الشيخ الواعي بأجنبية الفقهاء ومذاهبهم وخلافها عن ذاك الباب كله: ((فقلت: ما جمعت إلا عقيدة السلف الصالح جميعهم ليس للإمام أحمد اختصاص بهذا، والإمام أحمد إنما هو مبلغ العلم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولو قال أحمد من تلقاء نفسه ما لم يجئ به الرسول لم نقبله وهذه عقيدة محمد)).

فاحفظ هذه أيضًا فإنها تكشف عنك تلبيس المتعصبة ومن جمع مع التعصب جهله ودخوله فيما لا يحسن.


إن المسلمين متفقون على ما علموه بالاضطرار من دين الإسلام، أن العبد لا يجوز له أن يعبد ولا يدعو ولا يستغيث ولا يتوكل إلا على الله، وأن من عبد ملكًا مقربًا أو نبيًا مرسلًا أو دعاه أو استغاث به= فهو مشرك... هذا من أصول الإسلام، فإذا كان القاضي (يعني قاضي مالكية مصر، ابن مخلوف) لا يفرق بين دين الإسلام ودين النصارى الذين يدعون المسيح وأمه= فكيف أصنع أنا؟!

قلت: كان هذا جواب شيخ الإسلام على محضر شنع به ابن مخلوف على الشيخ لدى حاكم مصر؛ لأنه يقول: إن الاستغاثة بالنبي كفر، وأنت ترى أن قاضي مصر وغيرها، والمالكي وغيره، والفقيه وغيره= كل أولئك إن أحدثوا تلك الضلالة فهم عند الشيخ خالفوا إجماع المسلمين، لا يفرقون بين دين الإسلام وبين دين يستغيث أهله بنبيهم وأمه يعبدونهم من دون الله.

احفظ هذا= فإن الكفر عظيم، وضلالات من غلبتهم زنادقة التتر وجهلة المماليك ومبتدعة الرافضة على دينهم وعباداتهم ليست هي الدين الذي يعرفه أهل العلم حقًا.


أحاطت نخبة مختارة من أهل العلم بشيخ الإسلام ابن تيمية، وحملوا على عاتقهم بدرجات متفاوتة نصرة آرائه الإصلاحية، وأيدوه في حربه على الفساد العقدي والفقهي والسلوكي والسياسي والاجتماعي الذي انتشر في عصره، وكان هذا الفساد حلقة من إرث الخلل العلمي الذي لا يزال الناس يوغلون فيه كلما أحاطت الظلمة بالنور الأول الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم.

هذه النخبة المختارة كما يُعلم من قوائم التلاميذ في كتب السير والتراجم= تنوعت مذاهبهم الفقهية فكان منهم أحناف ومالكية وشافعية وحنابلة، فأي شيء يا تُرى جمعهم على الشيخ على اختلاف مذاهبهم الفقهية، وعلى عكس تيار عصرهم والسائد الفكري فيه؟

جمعهم هلى الشيخ حقيقة أساسية: أنهم وافقوا الشيخ في أن المنتسبين للعلم في زمنه سواء منهم من كان عالمًا حقًا ومن كان متزرًا بإزار العلم ليأكل به على الموائد= كل أولئك قد أضلوا شيئًا من الحق الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يحجزهم اسم العلم الذي يعم الكل، ولا الجلالة التي أقروا بها للبعض عن أن يوافقوا الشيخ على هذا.

فإذا أتاك من يقول لك: كيف لعلماء أجلاء ممن خالفهم شيخ الإسلام أن يضل عنهم قطعيات من الدين؟

قل له: أنت عامي جاهل وإن ظننت أنك على شيء؛ فإنه لا يزال يقع في الضلالة المُذهبة للدين من هو أحق باسم العلم وأولى بصفة الجلالة ممن تلوك أسماءهم ترهب بها أمثالك من العامة، وغاية أمرهم أن يلتمس لهم أهل الحق بابًا من العذر لا أن يضيعوا الحق لأجل جلالة من أضله من الخلق.

فاحفظ هذا واعلم أن الثورة التجديدية الإصلاحية العظيمة التي قام بها شيخ الإسلام وحملها عنه تلامذته وتناقلها ورثة علمه رغم التضييق والحصار والسجن ومحاكم التفتيش= هي عندي من دلائل صحة هذا الدين وأنه لا يتطرق إليه ضلالة تحرفه إلا أقام الله من يذبها ويدفعها، ثم يجعل الله قيامه بالحق هذا: ميراثًا يتوارثه أهل الحق من بعده وحنانًا يأوون إليه.


وما هو الحب حقًا؟

ج)
المعيار الحقيقي والأساسي للحب هو التضحية.
وسيلة القياس الأساسية للمحبة هي عدد المرات التي تفعل فيها ما تكره، و تترك فيها ما تحب= رعاية لخاطر محبوبك.
الكلام الطيب والتعبير عن المشاعر.
الاحتضان والاحتواء.
طقوس الحب الشائعة في الناس (عاوزة ورد يا إبراهيم).
كلها أشياء حسنة وجميلة وتزيد من دفء العلاقات.
لكنها توجد في علاقات المودة والسكن والألفة والعشرة والصداقة، وليست مقتصرة على المحبة.
الحب الحقيقي وحده هو ما تتواتر معه التضحيات، ويعتاد فيه المحب أن يخالف هواه لهوى محبوبه، ويخف عليه تجاوز طبعه وكسر شهوة نفسه، ما دام في ذلك ر ضا المحبوب.
لأجل ذلك كان شرط المحبة النبوية أن يكون الرسول أحب إليك من كل شيء، وأن تكون مستعداً لفدائه بنفسك وأهلك ومالك.
ولأجل ذلك كانت المعصية قبيحة؛ لأنها تخدش المحبة وتعني أنه قد ثقل عليك أن تخالف هواك رعاية لحق محبوبك.
ولأجل ذلك كان أعظم تجليات المحبة لله= الشهادة، أن تبيع نفسك لله فتهون عليك روحك ما دام في جنب الله مصرعك.


في الاقتداء والاستنان:

الإنسان لا يستطيع أن يتعامل مع المعايير في مستواها التجريدي فحسب.

سواء كانت هذه المعايير قيماً أو أخلاقاً أو حتى قواعد مهنية وأسساً لعيش هذه الحياة الصعبة= لا يمكن للمعايير أن تكون فعالة بمجرد كونها خطاباً في وحي أو قائمة قواعد في كتيب إرشادي أو حتى نصائح يقولها لك غيرك.

فعالية المعايير وقدرة الإنسان على الوصل معها وتمثلها ترتكز بصورة كبيرة على وجود المثال الحي الذي يتمثلها ويعد بالنسبة لك قدوة وقرآناً يمشي على قدمين.

وهذا هو أحد أركان الوظيفة العظمى للأنبياء، أعني وظيفة البلاغ، وهو هنا: بلاغ بالفعل، حيث تكون حياتهم نفسها وحياً ورسالة.

ولكل نبي حواريون؛ ليكونوا هم الجماعة المعيارية التي يرجع الناس لها بعد الأنبياء، حتى في خطئهم ونقصهم يكونون هنا مثالا على معيار مهم وهو أن العبرة ليست بمجرد النقص والخطأ وأن العصمة ليست من شروط ولاية الله.

ولأجل ذلك كان العلماء ورثة الأنبياء؛ ليكملوا سلسلة التمثل الحي للمعايير هذه، ولأجل ذلك كان العالم الفاسد والفقيه المنافق من أضر الناس على الأمم، ولأجل ذلك يستعظم الناس نقص العالم ومخالفة قوله لفعله، ولأجل ذلك ليست الوقيعة في العالم كالوقيعة في غيره من المؤمنين.

ومع كل ذلك: فأنا أرى أن الجماعة المعيارية الأشد تأثيراً في عموم الناس هي الجماعة القريبة سواء كانت في دائرته القريبة من الأصدقاء والأهل وزملاء العمل أو كانت في الرموز الذين يظهرون في مجتمعه وتسوقهم وسائل الإعلام.

هذه الجماعة وقيمها ومعاييرها إذا فسدت= فسد كثير من الناس؛ فإن الجماعات المعيارية هي ملح البلد فمن يُصلح الملح إذا الملح فسد، على ما ينسب للمسيح عليه السلام في موعظة الجبل، ولو كان شيء من كتاب النصارى وحياً= لكان أكثر هذه الموعظة منه.

وهذا يقودنا لأصلين:

الأول: ضرورة تجويد الإنسان للجماعة المعيارية القريبة التي يستمد منها قيمه، وما دام لا يقدر على أن يقصر استنانه على من مات؛ فإن الصحبة ودوائر الاستنان القريبة لا يستغني عنها أكثر الناس= فلا بد له من جودة اختيارها، وأسوأ أنواع الاختيار أن يتخير جماعته المعيارية لا بناء على صفاتهم الذاتية وسماتهم الخلقية وإنما بناء على توافقهم الأيديولوجي معه، وهذا ليس حسناً؛ فإن الجماعة المعيارية أوسع مفهوماً من الصداقة فيمكنك أن تقتدي في خلق حسن وصفة جيدة برجل من معارفك أو أقاربك أو حتى عامل يعمل معك في شركتك، وكثير ممن يتوافقون معك أيديولوجيا هم وفقاً للمعاييير القيمية والخلقية = من أراذل الناس أو من أواسطهم وليسوا في الرتبة التي تسمح بأن تستمد معاييرك منهم.

الثاني: في الاقتداء والاستنان وخاصة في أزمنة نقص الناس= قلما تجد رجلاً تقتدي به في أكثر خلاقه، بل أكثر الناس إن كمل علمه نقص عمله وإن كمل علمه وعقله في الدين نقصت همته فيهما أو نقص وعيه بالدنيا، وربما تجد من كمل فيه كثير من ذلك لكن فيه أخلاقا طبعية لا تعين على عشرته، فحاجتك إلى تفريق الاقتداء والاستنان كبيرة، وربما تجعل قدوات نفسك مفرقة في رجال كثيرين فتأخذ من كل من تعرف خير ما فيه وتدع من كل من تعرف شر ما فيه، ولو كان في الناس نفع اليوم= فهو أن تؤدب بهم نفسك فتجعلهم أمثلة للخير والشر كيف يكون وكيف يُتقى.


عندما تبدأ لحظتك الحاضرة ويتجلى فعلك فيها= فأنت في الحقيقة تصوغ معالم مستقبلك، وتصنع في الوقت نفسه ماضيك، ذلك الماضي الذي سيكون إما ندمك الذي تفر منه أو سيكون مأوى روحك المنهكة في ذلك المستقبل.

الحاضر هو الماضي والمستقبل في آن واحد، فأحسن كتابته.


قال الإمام أبو عبد الله الحَليمي في كتاب الجليل: المنهاج في شعب الإيمان:

((وإذا قال الوثني: (لا إله إلا الله)، فإن كان من قبل يثبت الباري جل جلاله ويزعم أن الوثن شريكه صار مؤمنا.
وإن كان يرى أن الله هو الخالق، ويعظم الوثن يتقرب إليه؛ لزعمه أنه يقربه إلى الله تعالى، كما حكى الله عز وجل عن بعضهم أنهم قالوا: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى}= فلم يكن مؤمنا حتى يتبرأ من عبادة الوثن)).

قلت: ونقله مقرًا له، الرافعي في الشرح الكبير، والنووي في روضة الطالبين.


النزاع في مسألتي الإمامة وقتال المرتدين هو أول نزاع نشأ في الأمة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
تلته الفتنة وما نشأ فيه من بدع الخروج والنصب والتشيع.
ثم نشأ النزاع في القدر.
ثم نشأ النزاع في صفات الله.

فلم يأت رأس المائة الهجرية الأولى إلا وقد اتضحت الخطوط الأساسية لمسائل النزاع الكبرى بين الفرق والمذاهب الإسلامية، وما من باب من أبواب النزاع هذه إلا وأنت واجد له من أقوال الناس وحجاجهم عن أقوالهم ما يعينك على التأريخ والنظر، فكل بدعة لها باب خفي للاشتباه مع قرب العهد بالوحي= وجد من يبتدعها.

فقط لا تجد في القرون الهجرية الخمسة أثارة من علم في النزاعات المتعلقة بضلالات الوثنية وكفريات الاستغاثات القبورية، وكذلك ما يتعلق بوساخات التصوف الفلسفي كوحدة الوجود ونحوها.

لماذا إذن؟

هذا السؤال إثارة لأصله وتحريرًا لجوابه يمكنك أن تجعله علامة على إتقان الباحث في تلك المسائل، من عدمه، ويمكنك أن تعرف من تناوله للسؤال والجواب، هل هو من محققي البحث فيها أم من مبتدئي الطلبة أو الداخلين في غير ما يحسنون.

ليس مع الناس شيء ينسبونه للصحابة والتابعين وأتباعهم ولا للأئمة الأربعة وطبقاتهم في تلك المسائل إلا ما هو إشارة وإيماء لم يقصد به صاحبه تناول تلك المسألة، وإنما تحاول أنت سحب تلك الإشارة للدلالة على حجتك لا غير، ستجد تناولًا لبعض مسائل التوسل والتبرك والحلف ونحوها، فقط لا غير، وليس ذلك كله بدال على شيء إلا على أن هذا الكفر العظيم لم يكن موضعًا للشبهة أصلًا.

كانت ضلالات الشرك الأكبر وموضع محنة الأنبياء مع أقوامهم وثنية صلعاء ظاهر لا تشتبه على أحد، ولم تجرؤ فرقة إسلامية حتى الجهمية والمعتزلة على أن تفجر بابتداعها؛ فقد كان الناس على عهد قريب وذكر حاضر للمعركة الكبرى، معركة النبوة مع الوثنية والشرك واتخاذ الأولياء شفعاء اتخاذًا سماه الوحي عبودية وتأليهًا.

نعم. لم يكن الحكم بكفر هذه الأفعال ونكرانها محل شبهة أو إيراد أو تناول كما لم يكن القول بوحدة الوجود محلًا لذلك، فلم تكن تلك أسئلة مطروحة أصلًا ليجيب الصحابة والتابعون والأئمة عليها.

والواقع: أن ذلك الكفر كله ابتدعته الرافضة خاصة الباطنية منهم، وتسرب للمجتمع الإسلامي مع دولة الفاطميين، ثم ركب مركب التصوف ليتوغل به إلى قلوب المنسوبين للدين، فلما أتى القرن السابع وعبر قرنين من دبيب البدعة وسعيها وجد من مقلدة الفقهاء من تشتبه عليه تلك الضلالات كما اشتبهت عليه ضلالات أخر، فلما كانت دولة التتر وإسلامهم الوثني= انتشر ذلك الكفر في الناس مستترًا بالتصوف معتضدًا بفتاوى بعض المقلدة.

ولولا أن قيض الله من يظهر دين الأنبياء من الأئمة والفقهاء= لظل فينا من يفتن الناس بهذا الكفر وكأن الله لم يبعث أنبياءه لنكرانه هو بعينه ليس غيره.


إعلان مهم:

بداية من أول فبراير 2018 بإذن الله سأبدأ من خلال هذه القناة عقد برنامج لمدارسة قائمة البداية الأساسية؛ تمهيدًا للانتقال لبرنامج تعليمي متكامل لمن شاء أن يكمل بعد نهاية قائمة البداية.

سأنشر قائمة البداية المعتمدة قبيل معرض القاهرة لمن شاء شراءها، وسأجتهد لتوفير نسخ شرعية مصورة من الكتب.

وسيشمل البرنامج تعليقات صوتية ومرئية على مواد الكتب، أقوم بها أنا، وبعض أهل العلم، بالإضافة لوسائل تعليمية مساعدة متنوعة.

لا تحتاج للانضمام لهذا البرنامج أكثر من الاشتراك في قناة التليجرام الخاصة بي هذه.


الشكوى شهوة قاتلة.
يخنقك الهم، وتحدثك نفسك أن لو شكوت لاسترحت، فتود لو أن للناس بعدد أنفاسهم آذان تٌفرغ فيها بوح نفسك وشجى روحك.
أما منازل سادة الأولياء فمفتاح بابها: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله، وأعلم من الله ما لا تعلمون.


هناك لاصقات جروح تداري العلة لكنها لا تداوي ولا حتى تسكن الألم.
وهناك مسكنات تزيل الألم لكن العلة باقية توشك أن تطل برأسها.
وهناك أدوية، تعالج العلل وتشفي أصل الداء وأعراضه.
وقد يكون الدواء بترًا واستئصالًا،بحسب الحاجة والمصلحة.

وقد يحتاج الطبيب لأن يتدرج في علاجه من أعلى لأسفل، وقد يستعملها جميعًا متوازية، أو يراوح بينها بحسب تطور الحالة، وإذا أخذ واحدة منها فاستعملها في موضع الأخرى فذاك إن لم يضر فهو لن ينفع.

وقد يصيب الطبيب في كل ذلك أو بعضه، وقد يخفق في كل ذلك أو بعضه، وقد يكون الخطأ مما لا بد من وقوعه لا يقدح في أهليته، وربما دل الخطأ على فقدانه لأهلية تطبيب الناس، وربما بلغ من خطئه أن نقول: وأخف من بعض الدواء الداءُ.

وتلك صور تشتبه كلها، ومن دخل فيها من غير أهلها يريد أن يفصل فيها= لم يزد حال الناس إلا فسادًا.


اشتكى رجل لصاحبه قائلًا: إن الحياة قاسية.

فقال له: مقارنة بماذا؟

كل مصيبة إذا قستها إلى ما هو أفدح منها هانت، وكل بلاء إذا هو لم يُفسد آخرتك محتمل، ومن فزع إلى موطن اللطف في المصيبة فجعله عدة صبره= نجاه الله من سخط الأقدار وسؤال الله عما يفعل.

لأجل ذلك كان مما يثير التأمل عندي أنك ترى الرجل في بلاء لا يعلمه إلا الله، وهو صابر لا يسخط أقدار الله ولا يغفل عن التعلق بفضل الله وحكمته، وفي المقابل ترى من هو أحسن منه حالًا بكثير يشكو ويسخط ويتذمر حتى إن ريح قنوطه لتؤذيك من مسافة سفر.


والروح قد أصابها الوهن وكل مدى يتبعثر منها جزء في مكان لا رجوع منه فما العمل ؟

ج/ هجر القرآن.
هجر الجماعة في المسجد.
تضييع رواتب الصلاة والصيام.
غياب الصدقة كممارسة متكررة ومنهجية.
جفاف اللسان من الذكر.
سوء الصحبة أو الخلو من الصحبة الصالحة.

لن تخلو حالك من واحدة من هذه أو كلها، والسؤال:

لماذا يفرط الإنسان في دعائم روحه ثم يشكو بعد ذلك وهنها؟!


يا شيخ ما هو الدليل المقنع ان القدس عربي وليست يهودية بالرغم انه كان لليهود وبعث فيه انباء لبني اسرائيل؟

ج)
القدس والأرض كلها إسلامية، صلاح الدين قاهر الصليبيين، كردي وليس عربيًا أصلًا.
الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، ولا يستوي أهل الدين الحق وكفار الدين المحرف والكذب على الله.
الأرض لله يورثها من يشاء من عباده الذين يقيمون فيها دينه الحق.
ودين الإسلام هو الدين الخاتم، ومنذ فتح أهله القدس فهي وكل أرض يأخذونها بحقها ملك لهم.


قال شيخ الإسلام: ما فيه حيلة لا يُعجز عنه، وما لا حيلة فيه لا يُجزع منه.

قلت: وهذا أصل عظيم من علمه وعمل به= وقاه الله شر العجز والكسل، ونجاه الله من طريقة المعرضين عن عمل الخير المكتفين بشكوى الأيام ونواح المصائب.


أرسلت إلى الشيخ أحمد قائلة :
عاوزة اكون مسلمة وانا عندي 68 سنة ربنا هيقبل مني ؟

فأجابها قائلا :-
يا ست الكل الله كريم واسع الفضل، ويقبل توبة العبد ورجوعه وإسلامه ولو كان في أرذل العمر على فراش الموت.
أسلمي وأقبلي على ربك فإنه ما أثار هذا في قلبك إلا لأنه سبحانه يحب أن يقبل عليك مثلما تحبين أن تقبلي عليه.
وادعيلي بحسن الخاتمة وأن يرزقني كما رزقك فإن فضل الله عليك واسع.
---------
ثم أرسلت إليه ثانية بعد عدة أشهر :
انا دلوقتي بعرف اصوم واصلي وبقرا من علي التليفون قران وبشوف تفسير بس مش عارفة احفظ كده هدخل الجنة ؟ واعمل ايه مع اولادي انا خايفة عليهم بنتي شافتني بصلي قالت عني كبرت وخرفت ابن ابني الصغير بس عاد بيتكلم معايا ويساعدني .

فأجابها :
والله حضرتك مش عارفة برجوعك للسؤال بعد أربعة أشهر= فرحتيني أد إيه.
الحمد لله الذي من عليك بالهداية والإسلام، وأسأل الله أن يجمعنا في الجنة، وأن يجعل إسلامك خيرًا ينفع الله به من يشاء من ذريتك.
لا يا أمي مش شرط تحفظي، الصلاة وقراءة القرآن وتعلم معانيه خير عظيم.
داري بناتك عشان الموضوع يفضل في الحجم ده، وحفيدك فهميه وفهميه برضه ما يخليش حد يحس بيه، قولي له ده الرابط الخاص بيني وبينك إنك ساعدتني على الهداية.
ادعيلي ربنا يرحمني ويحسن خاتمتي يا أمي.
------
فأرسلت إليه حفيدتها :
نناه ماتت وهي قالتلي ابعتلك لو حصلها حاجة علشان تدعيلها ودلوقتي بابا هيدفنها في مدافن المسيحيين ومش هيصلوا عليها مسلمين هي امبارح كانت تعبانة جدا وقالتله انها مسلمة بس هو كأنه مسمعش حاجة انا ممكن اعمل حاجة دلوقتي ؟

فأجابها قائلا :
لا إله إلا الله
إنا لله وإنا إليه راجعون
إنا لله وإنا إليه راجعون
إنا لله وإنا إليه راجعونرحمها الله وغفر لها وجعلها ممن يشفع فينا وجمعنا بها في جنته.انت حفيدها اللي كلمتني عنه، خلي بالك من نفسك وما تخليش حد يحس بيك.
جدتك ست عظيمة، ووالله أنا اتعلمت من قصتها القصيرة دي ما لم أتعلمه في حياتي كلها.
أنا هصلي عليها واللي معانا هنا هيصلوا عليها، وما يضرهاش موضوع الدفن.
رحمك الله أيتها السيدة العظيمة، اللهم صل وسلم وبارك عليها وشفعها فينا واجمعنا بها يا أرحم الراحمين.


تملك العربية كلمتين عظيمتين جدًا للتعامل مع معاناة الآخرين:

التعزية والمواساة، ويمكن التفرقة بينهما بأن التعزية تكون باللسان، أما المواساة فتكون بالقلب واللسان والجوارح، فالتعزية بالقول الطيب، وأما المواساة: فإن القول فيها يقترن بالسعي من أجل إزالة المعاناة وتخفيف مصابها ومداواة ألمها.

وإذا ازدادات معرفتك وخبراتك وانتفعت بها= ستكتشف أنك كنت سيئًا جدًا في التعامل مع معاناة الآخرين، لا أبرئ نفسي، ولا أعرف أحدًا يبرأ هاهنا إلا من رحم الله.

إن وعظ التعنيف أسبق عندنا من إشارة التفهم، وعذل اللائم يغلب لدينا دعم المحب، وسوط الجلاد أسرع إلى أيدينا من دهن المداواة.

إن أكثرنا يصب السم فيقتل الزرع ويزعم أنه يداوي آفته.
وإن أحسننا في عين نفسه من لا ينزع مبضع الجراح من يده يريد أن يداوي كل شيء بالبتر والألم.

مع ذلك كله: فالمصيبة الأكبر أن تعيش مدة عمرك جاهلًا بحقيقة حالك تلك، فلا تكتشف أصلًا أن الذي تصبه على جروح الناس ملح حارق ولم يكن فيه يوما من الدهر قط تعزية لحبيب أو مواساة لصاحب.


من أكثر أنواع هجر الوحي سوءاً وأعظمها فساداً= ألا تستحضر المعاني الأساسية التي بُثت في الوحي، فلا يستحضرها الإنسان رغم أنها ما بثت وكررها الله إلا لأنها تصوغ نمط تعاملك اليومي والتكراري مع الله ومع الناس ومع الأشياء المحيطة بك.

أحد أهم هذه المعاني الواجب استحضارها هو ما في القرآن من قول الله:

وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير.

ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك.

ولكنكم فتنتم أنفسكم.

لوموا أنفسكم.

ولكن الناس أنفسهم يظلمون.

هذه هي دعوة الوحي المتكررة لك إلى أن تتحمل المسؤولية بنفسك، وألا تلقي باللوم على أي شيء إلا نفسك.

أكثر الناس لا يصنعون ذلك، بل يتفننون في إلقاء اللوم على الآخرين وتبرئة أنفسهم بداية من لوم العدو في الدين وحتى ركل السيارة التي ترفض الدوران في الصباح.

ومن يلقي باللوم على نفسه فبعبارة خجولة لذر الرماد في العيون سرعان ما يحيطها بأطنان من لوم الآخرين يغلبها ويزيد عليها.

وأصل هذا الباب كله: أن الله يكره الجزع والعجز والحزن المقعد وشكوى الناس والأيام؛ فكل ذلك يُفقد الإنسان إرادة السعي والعمل، ولن تجد شيئاً يخاطب به المؤمن في الوحي مثل دوام السعي والعمل، ولا شيء يخرج بالإنسان من دائرة الجزع والعجز مثل أن يلقي باللوم على نفسه؛ ليبدأ من جديد ويعود عليها بالإصلاح؛ فذلك يرفع من كفاءته وكفاءة سعيه وعمله، ويعينه على مواجهة الدنيا ومحنها بشجاعة، وينجيه من المصيبة الأعظم: شكوى الأقدار وسؤال الله عما يفعل.

يقول شيخ الإسلام: فإذا شهد العبدُ أن جميع ما يناله منْ المكروه فسببُه ذنوبُه، اشتغلَ بالتوبة والاستغفار من الذنوب التي سلَّطهم عليه بسببها، عن ذَمِّهم ولَومِهم والوقيعةِ فيهم. وإذا رأيتَ العبدَ يقع في الناس إذا آذَوْه، ولا يَرجع إلى نفسِه باللوم والاستغفار= فاعلمْ أن مصيبتَه مصيبةٌ حقيقية. وإذا تاب واستغفر وقال: هذا بذنوبي= صارتْ في حقّهِ نعمةً.

قلت: وهذا هو الإطار العام للوم النفس، يبقى بعد ذلك أن يبدأ الإنسان في مراجعة نفسه وقراءة التاريخ الذي وصل به للحظة المصيبة؛ فإنه لا شك واجد في ذلك من نقص نفسه وتقصيرها وخطأ استجابتها ما أوقعه فيما وقع فيه، وهذه المراجعة ليست جلداً للذات كما يحب العجزة أن يسموها، وإنما هي أعظم أسباب نجاح كل شيء بداية من الدول وصولاً إلى أفراد الأكفاء الناجحين مروراً بالشركات والمؤسسات، وهذه المراجعة هي مفتاح العمل والتصحيح وهي ضرب من المحاسبة والمراقبة التي هي منازل أولياء الله الصالحين.

20 ta oxirgi post ko‘rsatilgan.

6 372

obunachilar
Kanal statistikasi