بسم الله الرحمن الرحيم
مقال جديد للدكتورمظهر الويس
بعنوان:
ولا بد أن يستمر الأمل ...
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم:
لعل الثورة الشامية تمر اليوم بمرحلة حرجة جداً ولا نبالغ إذا قلنا أنها من أحرج اللحظات،فمع تقهقر داعش وانحسارها،وتمدد الميليشيات الرافضية وقسد على حسابها،ومع تخلي من يزعم صداقة الشعب السوري عنه تاركاً الشعب وحده في الميدان ذلك الشعب الذي يعاقبه النظام الدولي بأقسى أنواع العقوبة فقط لأنه ثار على ربيبهم النصيري وطائفته النجسة ،وفي حين أصبح الروس "الضامنون" هم من يضبط ايقاعات الحل السياسي وصارت موسكو ملتقى النظام والمعارضة،ومع إصرار كثير من الثوار على المضي في طريق التشرذم إلى نهايته المشؤومة،ولو أن حالهم كان كحال أمراء الطوائف لما لمناهم ولكنهم دون ذلك بكثير!،ومع إصرار الكثير من المنتسبين للتيار الجهادي على استنساخ تجارب الجهل والتنطع،في ضوء هذا الركام تزداد حالة اليأس والإحباط لدى شريحة واسعة ويزداد نزيف الشباب إلى الخارج لاهثاً وراء أوهام الاستقرار في عالم متوحش ،فما هو موقف الرجل المؤمن في هذه الخطوب التي يشيب لها الولدان ؟
إن الموقف الصحيح الذي يثبته الإيمان والتاريخ والواقع أن اليأس لا ينبغي أن يتسلل إلى النفوس وأن جذوة الأمل ينبغي أن تكون متقدة في القلوب وأن على العاقل اللبيب أن لا يكون ممن أهمته نفسه وظن بالله ظن الجاهلية،فإن الأمر لله من قبل ومن بعد ولا بد أن يأتي اليوم الذي يفرح فيه المؤمنون وهو قريب أكثر من أي يوم مضى.
إن ما يعين المرء ويثبته كثير بفضل الله تعالى ومن ذلك :
♦️أولاً: مشاهدة لطف الله بعباده والتأمل في اسم الله اللطيف،ولذلك قال تعالى "إن ربي لطيف لما يشاء " إن ثقتنا بالله وحسن ظننا به أنه لن يترك هذه الدماء سدى ولن يضيع عباده وتضحيات الصادقين، وماهذه الترتيبات التي تحصل في الشام إلا ترتيبات مدبرة قد لا نعلم حكمتها بعقولنا القاصرة الآن ولكن الأيام ستكشف عن مصداقها،وستنقلب المحن إلى منح وسنلمس بأنفسنا عجائب التصريف الإلهي والتقدير الرباني،ولذلك جاء ارتباط اللطيف بصفة العلم والحكمة،قال السعدي :اللطيف من يوصل بره وإحسانه إلى العبد من حيث لا يشعر، ويوصله إلى المنازل الرفيعة من أمور يكرهها، وقَالَ الْخَطَّابِيُّ: اللَّطِيفُ هُوَ الْبَرُّ بِعِبَادِهِ الَّذِي يَلْطُفُ بِهِمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ، وَيُسَبِّبُ لَهُمْ مَصَالِحَهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُونَ.
♦️ثانياً:بركة أرض الشام وفضائلها وقد استخدم العلماء ومنهم ابن تيمية رحمه الله هذه الفضائل لتثبيت العسكر الشامي يوم هجم التتار وهذه الفضائل لا شك إلى قيام الساعة : قال ابن تيمية:ثبت للشام وأهله مناقب بالكتاب والسنة وآثار العلماء، وهي أحد ما اعتمدته في تحضيضي المسلمين على غزو التتار وأمري لهم بلزوم دمشق، ونهىي لهم عن الفرار إلى مصر، واستدعائي العسكر المصري إلى الشام، وتثبيت الشامي فيه .انتهى كلامه رحمه الله،لا يعني بركة الأرض أن ندع العمل ونتكل على الفضل فهذا ديدن البطالين ولكن الوعود الربانية تكاليف عمل فتنال من البركة بمقدار ما تبذل من الجهد.
♦️ثالثا: سنة الله تعالى في أنه لا يمكن للظالمين المتكبرين المتغرطسين في تنفيذ ما يريدون فقدر الله يحول بينهم وبين ما يشتهون،أمانيهم كبيرة عريضة ولكن يد القدر فوقهم تخطف أحلامهم ومن أيات القرآن الكريم التي كانت كثيراً ما تبث في ٌالأمل في أيام الأسر يوم ظن النظام أنه أحكم سيطر ته على البلاد في عام 2010ووأمن من السقوط وزج بشباب أهل السنة في السجون فلم تكتمل فرحته حتى فاجأته ثورة 15 آذار، قوله تعالى : { إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم ، إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه . فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير) . مهما تعالوا وانتفخوا وتشامخوا وتورموا لن يبلغوا مرادهم فالله لهم بالمرصاد، لن يطول بإن الله الزمان حتى نرى العجائب تحصل في عالمنا.
♦️رابعاً: وجود ثلة مؤمنة مجاهدة صابرة محتسبة من فتيان الإسلام وشبابه،كلما ضاقت بنا نلتقي بهم فيبثون فيك الحماس من جديد،يتسابقون إلى ساحات النزال والوغى بفطرة المؤمن الصادق الذي لم تلوثه فتن الشبهات والشهوات،هؤلاء هم النصر الحقيقي وهؤلاء هم التأييد الرباني –نسأل الله أن يلحقنا بهم –كما قال تعالى : فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ، فقوة الإسلام بعد الله في أبنائه الصادقين. الذين يفدونه ويذودون عن حرماته.
اللهم أصلح أحوالنا ويسر أمورنا وانصرنا على عدوك وعدونا يا رب العالمين.
وكتبه يوم الجمعة في 12 ربيع الأول لعام 1439 الهجرة النبوية المباركة
الموافق للأول من كانون الأول لعام 2017 للميلاد..
أنشئت: ساعات 5 منذ الزيارات: 308
متواجد: 5 PDF حفظ ك
© 2017
حول الموقع
مقال جديد للدكتورمظهر الويس
بعنوان:
ولا بد أن يستمر الأمل ...
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم:
لعل الثورة الشامية تمر اليوم بمرحلة حرجة جداً ولا نبالغ إذا قلنا أنها من أحرج اللحظات،فمع تقهقر داعش وانحسارها،وتمدد الميليشيات الرافضية وقسد على حسابها،ومع تخلي من يزعم صداقة الشعب السوري عنه تاركاً الشعب وحده في الميدان ذلك الشعب الذي يعاقبه النظام الدولي بأقسى أنواع العقوبة فقط لأنه ثار على ربيبهم النصيري وطائفته النجسة ،وفي حين أصبح الروس "الضامنون" هم من يضبط ايقاعات الحل السياسي وصارت موسكو ملتقى النظام والمعارضة،ومع إصرار كثير من الثوار على المضي في طريق التشرذم إلى نهايته المشؤومة،ولو أن حالهم كان كحال أمراء الطوائف لما لمناهم ولكنهم دون ذلك بكثير!،ومع إصرار الكثير من المنتسبين للتيار الجهادي على استنساخ تجارب الجهل والتنطع،في ضوء هذا الركام تزداد حالة اليأس والإحباط لدى شريحة واسعة ويزداد نزيف الشباب إلى الخارج لاهثاً وراء أوهام الاستقرار في عالم متوحش ،فما هو موقف الرجل المؤمن في هذه الخطوب التي يشيب لها الولدان ؟
إن الموقف الصحيح الذي يثبته الإيمان والتاريخ والواقع أن اليأس لا ينبغي أن يتسلل إلى النفوس وأن جذوة الأمل ينبغي أن تكون متقدة في القلوب وأن على العاقل اللبيب أن لا يكون ممن أهمته نفسه وظن بالله ظن الجاهلية،فإن الأمر لله من قبل ومن بعد ولا بد أن يأتي اليوم الذي يفرح فيه المؤمنون وهو قريب أكثر من أي يوم مضى.
إن ما يعين المرء ويثبته كثير بفضل الله تعالى ومن ذلك :
♦️أولاً: مشاهدة لطف الله بعباده والتأمل في اسم الله اللطيف،ولذلك قال تعالى "إن ربي لطيف لما يشاء " إن ثقتنا بالله وحسن ظننا به أنه لن يترك هذه الدماء سدى ولن يضيع عباده وتضحيات الصادقين، وماهذه الترتيبات التي تحصل في الشام إلا ترتيبات مدبرة قد لا نعلم حكمتها بعقولنا القاصرة الآن ولكن الأيام ستكشف عن مصداقها،وستنقلب المحن إلى منح وسنلمس بأنفسنا عجائب التصريف الإلهي والتقدير الرباني،ولذلك جاء ارتباط اللطيف بصفة العلم والحكمة،قال السعدي :اللطيف من يوصل بره وإحسانه إلى العبد من حيث لا يشعر، ويوصله إلى المنازل الرفيعة من أمور يكرهها، وقَالَ الْخَطَّابِيُّ: اللَّطِيفُ هُوَ الْبَرُّ بِعِبَادِهِ الَّذِي يَلْطُفُ بِهِمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ، وَيُسَبِّبُ لَهُمْ مَصَالِحَهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُونَ.
♦️ثانياً:بركة أرض الشام وفضائلها وقد استخدم العلماء ومنهم ابن تيمية رحمه الله هذه الفضائل لتثبيت العسكر الشامي يوم هجم التتار وهذه الفضائل لا شك إلى قيام الساعة : قال ابن تيمية:ثبت للشام وأهله مناقب بالكتاب والسنة وآثار العلماء، وهي أحد ما اعتمدته في تحضيضي المسلمين على غزو التتار وأمري لهم بلزوم دمشق، ونهىي لهم عن الفرار إلى مصر، واستدعائي العسكر المصري إلى الشام، وتثبيت الشامي فيه .انتهى كلامه رحمه الله،لا يعني بركة الأرض أن ندع العمل ونتكل على الفضل فهذا ديدن البطالين ولكن الوعود الربانية تكاليف عمل فتنال من البركة بمقدار ما تبذل من الجهد.
♦️ثالثا: سنة الله تعالى في أنه لا يمكن للظالمين المتكبرين المتغرطسين في تنفيذ ما يريدون فقدر الله يحول بينهم وبين ما يشتهون،أمانيهم كبيرة عريضة ولكن يد القدر فوقهم تخطف أحلامهم ومن أيات القرآن الكريم التي كانت كثيراً ما تبث في ٌالأمل في أيام الأسر يوم ظن النظام أنه أحكم سيطر ته على البلاد في عام 2010ووأمن من السقوط وزج بشباب أهل السنة في السجون فلم تكتمل فرحته حتى فاجأته ثورة 15 آذار، قوله تعالى : { إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم ، إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه . فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير) . مهما تعالوا وانتفخوا وتشامخوا وتورموا لن يبلغوا مرادهم فالله لهم بالمرصاد، لن يطول بإن الله الزمان حتى نرى العجائب تحصل في عالمنا.
♦️رابعاً: وجود ثلة مؤمنة مجاهدة صابرة محتسبة من فتيان الإسلام وشبابه،كلما ضاقت بنا نلتقي بهم فيبثون فيك الحماس من جديد،يتسابقون إلى ساحات النزال والوغى بفطرة المؤمن الصادق الذي لم تلوثه فتن الشبهات والشهوات،هؤلاء هم النصر الحقيقي وهؤلاء هم التأييد الرباني –نسأل الله أن يلحقنا بهم –كما قال تعالى : فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ، فقوة الإسلام بعد الله في أبنائه الصادقين. الذين يفدونه ويذودون عن حرماته.
اللهم أصلح أحوالنا ويسر أمورنا وانصرنا على عدوك وعدونا يا رب العالمين.
وكتبه يوم الجمعة في 12 ربيع الأول لعام 1439 الهجرة النبوية المباركة
الموافق للأول من كانون الأول لعام 2017 للميلاد..
أنشئت: ساعات 5 منذ الزيارات: 308
متواجد: 5 PDF حفظ ك
© 2017
حول الموقع