هذا هو عين القول بعقيدة وحدة الوجود فاحذر أخي من الولوج في هذا الباب الخطير :
شهد العسل في فوائد قصة صبيغ بن عسل
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد:
صبيغ بن عسل :
جاء في ترجمته من مختصر تاريخ دمشق، لابن منظور – جزء 3 صفحة 485
صَبِيغ بن عسل
ويقال ابن عُسَيل - الصَاد مفتوحة والباء مكسورة وعِسل بكسر العين وسكون السين ويقال: صَبيغ بن شريك، من بني عسل بن عمرو بن يربوع ابن حنظلة التميمي اليربوعي البصري الذي سأل عمر بن الخطاب عما سأله، فجلده، وكتب إلى أهل البصرة ألاّ يُجالسوه.
واسمه مشتق من الشيء المصبوغ. قيل: أنه كان يحمَّق. وفد على معاوية. ولم يزل بشرّ بعد جَلْد عمر حتى قتل في بعض الفتن، وهو الذي كان يتتبع مشكل القرآن.
قال صبيغ بن عسل: جئت عمر بن الخطاب زمان الهدنة، وعليّ غديرتان وقَلَنْسِيَة، فقال عمر: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يخرج من المشرق حلقان الرؤوس يقرؤون القرآن، لا يجاوز حناجرهم، طوبى لمن قتلوه، وطوبى لمن قتلهم. ثم أمر عمر ألاّ أُؤوى ولا أُجالس.
قال سعيد بن المسيب: جاء الصبيغ التميمي إلى عمر فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن " الذَارِيَاتِ ذَرْواً " قال: هي الريح، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته. قال: فأخبرني عن " الْحَامِلاَتِ وِقرْاً " قال: السحاب، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما قلته. قال: فأخبرني عن " الْمُقَسِّماتِ أَمْراً " قال: هي الملائكة، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما قلته، قال: فأخبرني عن " الْجَارِيَاتِ يُسْراً " قال: هي السفن، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته.
قال: فأمر به عمر رضي الله فضُرب مئة، وجُعل في بيت، فإذا برىء دعا به فضربه مئة أخرى. ثم حمله عل قتب، وكتب إلى أبي موسى: حرِّم على الناس مجالسته. فلم يزل كذلك حتى أتى أبا موسى فحلف له بالأيمان المغلظة ما يجد في نفسه مما كان شيئاً. فكتب في ذلك إلى عمر، فكتب إليه: ما إخاله إلا قد صدق، فخلِّ بينه وبين مجالسته الناس.
وفي رواية أخرى بمعناه: واحملوه على قتب، وابلغوا به حيّه. ثم ليقم خطيب فيقُلْ: إن صَبيغاً طلب العلم وأخطأه، فلم يزل وضيعاً في قومه بعد أن كان سيداً فيهم.
وفي حديث آخر أنه لما سأله قال له عمر: ضع عن رأسك، فإذا له وفرة فقال عمر: أما والله، لو رأيتك محلوقاً لضربت الذي فيه عيناك، ثم كتب إلى أهل البصرة - أو إلينا - لا تجالسوه. قال: فلو جاء ونحن مئة لتفرقنا.
قال محمد بن سيرين: كتب عمر بن الخطاب إلى ابي موسى الأشعري ألا يُجالس صَبيغ، وأن يُحرم عطاءَه ورزقه.
وكان صَبيغ بالبصرة كأنه بعير أجرب، يجيء إلى الحلقة، ويجلس، وهم لا يعرفونه، فتناديهم الحلقة الأخرى: عزمة أمير المؤمنين عمر، فيقومون ويدَعونه.
قال الذهبي في تاريخ اسلام ج 4 ص 66
قال أبو نعيم بن عدي، وغيره: قال داود بن سليمان، عن الحسين بن علي: سمع الشافعي يقول: حكمي في أهل الكلام حكم عمر رضي الله عنه في صبيغ.
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- أثناء تفسيره لصدر سورة الذاريات :
........فإن قصة صبيغ بن عسل مشهورة مع عمر ، وإنما ضربه لأنه ظهر له من أمره فيما يسأل تعنتا وعنادا،
وذكر الحافظ ابن عساكر هذه القصة في ترجمة صبيغ مطولة . انتهى .
ذكر المحقق أن هذه الترجمة في تاريخ دمشق (8/230 ) القسم المخطوط .
وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في الفتاوى :" ثم السلف متفقون على تفسيره بما هو مذهب أهل السنة قال بعضهم ارتفع على العرش علا على العرش وقال بعضهم عبارات أخرى ، وهذه ثابتة عن السلف قد ذكر البخاري فى صحيحه بعضها فى آخر كتاب الرد على الجهمية ، وأما التأويلات المحرفة مثل استوى وغير ذلك فهى من التأويلات المبتدعة لما ظهرت الجهمية ، وأيضا قد ثبت أن اتباع المتشابه ليس فى خصوص الصفات بل فى صحيح البخارى أن النبى قال لعائشة يا عائشة اذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذريهم وهذا عام ،
وقصة صبيغ بن عسل مع عمر بن الخطاب من أشهر القضايا فانه بلغه أنه يسأل عن متشابه القرآن حتى رآه عمر فسأل عمر عن الذاريات ذروا فقال ما اسمك قال عبدالله صبيغ فقال وأنا عبدالله عمر وضربه الضرب الشديد وكان ابن عباس اذا ألح عليه رجل فى مسألة من هذا الجنس يقول ما أحوجك أن يصنع بك كما صنع عمر بصبيغ وهذا لأنهم رأوا أن غرض السائل ابتغاء الفتنة لا الاسترشاد والاستفهام كما قال النبى عليه الصلاة والسلام اذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه وكما قال تعالى فأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة فعاقبوهم على هذا القصد الفاسد كالذى يعارض بين آيات القرآن وقد نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض فان ذلك يوقع الشك فى قلوبهم ومع ابتغاء الفتنة ابتغاء تأويله الذى لا يعلمه الا الله فكان مقصودهم مذموما ومطلوبهم متعذرا مثل أغل
شهد العسل في فوائد قصة صبيغ بن عسل
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد:
صبيغ بن عسل :
جاء في ترجمته من مختصر تاريخ دمشق، لابن منظور – جزء 3 صفحة 485
صَبِيغ بن عسل
ويقال ابن عُسَيل - الصَاد مفتوحة والباء مكسورة وعِسل بكسر العين وسكون السين ويقال: صَبيغ بن شريك، من بني عسل بن عمرو بن يربوع ابن حنظلة التميمي اليربوعي البصري الذي سأل عمر بن الخطاب عما سأله، فجلده، وكتب إلى أهل البصرة ألاّ يُجالسوه.
واسمه مشتق من الشيء المصبوغ. قيل: أنه كان يحمَّق. وفد على معاوية. ولم يزل بشرّ بعد جَلْد عمر حتى قتل في بعض الفتن، وهو الذي كان يتتبع مشكل القرآن.
قال صبيغ بن عسل: جئت عمر بن الخطاب زمان الهدنة، وعليّ غديرتان وقَلَنْسِيَة، فقال عمر: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يخرج من المشرق حلقان الرؤوس يقرؤون القرآن، لا يجاوز حناجرهم، طوبى لمن قتلوه، وطوبى لمن قتلهم. ثم أمر عمر ألاّ أُؤوى ولا أُجالس.
قال سعيد بن المسيب: جاء الصبيغ التميمي إلى عمر فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن " الذَارِيَاتِ ذَرْواً " قال: هي الريح، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته. قال: فأخبرني عن " الْحَامِلاَتِ وِقرْاً " قال: السحاب، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما قلته. قال: فأخبرني عن " الْمُقَسِّماتِ أَمْراً " قال: هي الملائكة، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما قلته، قال: فأخبرني عن " الْجَارِيَاتِ يُسْراً " قال: هي السفن، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته.
قال: فأمر به عمر رضي الله فضُرب مئة، وجُعل في بيت، فإذا برىء دعا به فضربه مئة أخرى. ثم حمله عل قتب، وكتب إلى أبي موسى: حرِّم على الناس مجالسته. فلم يزل كذلك حتى أتى أبا موسى فحلف له بالأيمان المغلظة ما يجد في نفسه مما كان شيئاً. فكتب في ذلك إلى عمر، فكتب إليه: ما إخاله إلا قد صدق، فخلِّ بينه وبين مجالسته الناس.
وفي رواية أخرى بمعناه: واحملوه على قتب، وابلغوا به حيّه. ثم ليقم خطيب فيقُلْ: إن صَبيغاً طلب العلم وأخطأه، فلم يزل وضيعاً في قومه بعد أن كان سيداً فيهم.
وفي حديث آخر أنه لما سأله قال له عمر: ضع عن رأسك، فإذا له وفرة فقال عمر: أما والله، لو رأيتك محلوقاً لضربت الذي فيه عيناك، ثم كتب إلى أهل البصرة - أو إلينا - لا تجالسوه. قال: فلو جاء ونحن مئة لتفرقنا.
قال محمد بن سيرين: كتب عمر بن الخطاب إلى ابي موسى الأشعري ألا يُجالس صَبيغ، وأن يُحرم عطاءَه ورزقه.
وكان صَبيغ بالبصرة كأنه بعير أجرب، يجيء إلى الحلقة، ويجلس، وهم لا يعرفونه، فتناديهم الحلقة الأخرى: عزمة أمير المؤمنين عمر، فيقومون ويدَعونه.
قال الذهبي في تاريخ اسلام ج 4 ص 66
قال أبو نعيم بن عدي، وغيره: قال داود بن سليمان، عن الحسين بن علي: سمع الشافعي يقول: حكمي في أهل الكلام حكم عمر رضي الله عنه في صبيغ.
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- أثناء تفسيره لصدر سورة الذاريات :
........فإن قصة صبيغ بن عسل مشهورة مع عمر ، وإنما ضربه لأنه ظهر له من أمره فيما يسأل تعنتا وعنادا،
وذكر الحافظ ابن عساكر هذه القصة في ترجمة صبيغ مطولة . انتهى .
ذكر المحقق أن هذه الترجمة في تاريخ دمشق (8/230 ) القسم المخطوط .
وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في الفتاوى :" ثم السلف متفقون على تفسيره بما هو مذهب أهل السنة قال بعضهم ارتفع على العرش علا على العرش وقال بعضهم عبارات أخرى ، وهذه ثابتة عن السلف قد ذكر البخاري فى صحيحه بعضها فى آخر كتاب الرد على الجهمية ، وأما التأويلات المحرفة مثل استوى وغير ذلك فهى من التأويلات المبتدعة لما ظهرت الجهمية ، وأيضا قد ثبت أن اتباع المتشابه ليس فى خصوص الصفات بل فى صحيح البخارى أن النبى قال لعائشة يا عائشة اذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذريهم وهذا عام ،
وقصة صبيغ بن عسل مع عمر بن الخطاب من أشهر القضايا فانه بلغه أنه يسأل عن متشابه القرآن حتى رآه عمر فسأل عمر عن الذاريات ذروا فقال ما اسمك قال عبدالله صبيغ فقال وأنا عبدالله عمر وضربه الضرب الشديد وكان ابن عباس اذا ألح عليه رجل فى مسألة من هذا الجنس يقول ما أحوجك أن يصنع بك كما صنع عمر بصبيغ وهذا لأنهم رأوا أن غرض السائل ابتغاء الفتنة لا الاسترشاد والاستفهام كما قال النبى عليه الصلاة والسلام اذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه وكما قال تعالى فأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة فعاقبوهم على هذا القصد الفاسد كالذى يعارض بين آيات القرآن وقد نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض فان ذلك يوقع الشك فى قلوبهم ومع ابتغاء الفتنة ابتغاء تأويله الذى لا يعلمه الا الله فكان مقصودهم مذموما ومطلوبهم متعذرا مثل أغل