- وشرح ذلك بحالات الإيمان السابقة: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ﴾ [آل عمران: 146] ولم يكن الخوف من الموت مع شدته وسكراته وألمه مانعا لهم من دوام العودة إليه مرة بعد مرة: ﴿فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146)﴾ [آل عمران: 146]، والوهن في الإرادة والقصد، والضعف في البدن والآلة، والاستكانة عاقبة ذلك كله وهو الخضوع للكافرين والأعداء.
- ثم وقع بيان عِظَم الشهادة، ولذلك يحبها الله تعالى: ﴿وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (157)﴾ [آل عمران: 157] أي لمن بقي تاركا الجهاد ينصب نفسه للدنيا وتكثيرها.
- ومن أجلى الحقائق القرآنية أن موقف الرجل في الجهاد لا يغير الأقدار من حياة أو موت، ولذلك ليس سبب التعرض للشهادة والجهاد في سبيل الله حضور الموت، فقال تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا﴾ [آل عمران: 168]، وكأن الجهاد هو من قرب الآجال وأحضرها عنوة دون تقدير الله السابق في علم الله، فهل من بقي محفوظ من الموت: ﴿قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168)﴾ [آل عمران: 168].
- ولذلك ختم بالحقيقة القدرية الجامعة: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ [آل عمران: 185]، وإنما يتفاوت الناس بما يكون من مقاماتهم في الآخرة: ﴿وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾ [آل عمران: 185]
- وفي معرض ذكر التحريض على الجهاد في سورة النساء جاء ذكر حقيقة عن الموت فقال سبحانه: ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ﴾ [النساء: 78].
- وعاب على من جعل الجهاد سببا لخراب البلاد وحصول البأس، فقال عقبها واصفا قول المنافقين: ﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ﴾ [النساء: 78]؛ أي بسبب ما ورطنا به مع الأعداء بالقتال وتجييشهم واستفزازهم، وهذه تقال في كل موقعة تخرب فيها البيوت ويقتل فيها الشهداء ويحصل بركة الجهاد بما يحب الله ويرضاه.
فهذه قضية مهمة في حساب المؤمن القرآني وفي حكمه على الوقائع، واستغلال حالة الموت في الأحبة لإيقاف مشروع الأمة بالجهاد وسيرورته عمل نفاقي بحت لا يسكت عنه عند الله وفي حكم كتابه تعالى.
فهذه قضية الغيب والموت، وبقي قضية أرضية في حساب البشر في الحكم على وقائع الجهاد، وهذه التي يرجع فيها لمن علم سنن الجهاد التكوينية، وهي تطبيق لقوله تعالى: ﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [البقرة: 249]، وذلك في سد عامل الكثرة، فالكثرة سبب واحد من أسباب النصر على الأعداء، ولكن يمكن بأسباب أخرى سد هذا السبب بعوامل قدرية أخرى، ولذلك اكتشف الناس حرب الأنصار، والتي هي لسد عامل الكثرة العتادية والعددية، وخبير الحرب يملأ هذه الخانة التي هي لصالح العدو إن وجدت بعوامل أخرى، ليست بعيدة عمن درس علم الحرب.
فالفئة القليلة عندها أوراقها، إن أحسنت استخدامها سدت عامل الكثرة، وهذا دون البحث في العامل النفسي بالشجاعة واليقين والصبر والاحتساب.
يتبع إن شاء الله..
- ثم وقع بيان عِظَم الشهادة، ولذلك يحبها الله تعالى: ﴿وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (157)﴾ [آل عمران: 157] أي لمن بقي تاركا الجهاد ينصب نفسه للدنيا وتكثيرها.
- ومن أجلى الحقائق القرآنية أن موقف الرجل في الجهاد لا يغير الأقدار من حياة أو موت، ولذلك ليس سبب التعرض للشهادة والجهاد في سبيل الله حضور الموت، فقال تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا﴾ [آل عمران: 168]، وكأن الجهاد هو من قرب الآجال وأحضرها عنوة دون تقدير الله السابق في علم الله، فهل من بقي محفوظ من الموت: ﴿قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168)﴾ [آل عمران: 168].
- ولذلك ختم بالحقيقة القدرية الجامعة: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ [آل عمران: 185]، وإنما يتفاوت الناس بما يكون من مقاماتهم في الآخرة: ﴿وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾ [آل عمران: 185]
- وفي معرض ذكر التحريض على الجهاد في سورة النساء جاء ذكر حقيقة عن الموت فقال سبحانه: ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ﴾ [النساء: 78].
- وعاب على من جعل الجهاد سببا لخراب البلاد وحصول البأس، فقال عقبها واصفا قول المنافقين: ﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ﴾ [النساء: 78]؛ أي بسبب ما ورطنا به مع الأعداء بالقتال وتجييشهم واستفزازهم، وهذه تقال في كل موقعة تخرب فيها البيوت ويقتل فيها الشهداء ويحصل بركة الجهاد بما يحب الله ويرضاه.
فهذه قضية مهمة في حساب المؤمن القرآني وفي حكمه على الوقائع، واستغلال حالة الموت في الأحبة لإيقاف مشروع الأمة بالجهاد وسيرورته عمل نفاقي بحت لا يسكت عنه عند الله وفي حكم كتابه تعالى.
فهذه قضية الغيب والموت، وبقي قضية أرضية في حساب البشر في الحكم على وقائع الجهاد، وهذه التي يرجع فيها لمن علم سنن الجهاد التكوينية، وهي تطبيق لقوله تعالى: ﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [البقرة: 249]، وذلك في سد عامل الكثرة، فالكثرة سبب واحد من أسباب النصر على الأعداء، ولكن يمكن بأسباب أخرى سد هذا السبب بعوامل قدرية أخرى، ولذلك اكتشف الناس حرب الأنصار، والتي هي لسد عامل الكثرة العتادية والعددية، وخبير الحرب يملأ هذه الخانة التي هي لصالح العدو إن وجدت بعوامل أخرى، ليست بعيدة عمن درس علم الحرب.
فالفئة القليلة عندها أوراقها، إن أحسنت استخدامها سدت عامل الكثرة، وهذا دون البحث في العامل النفسي بالشجاعة واليقين والصبر والاحتساب.
يتبع إن شاء الله..