كلمة ع الماشي
إسلاميون بنكهة علمانية لا مانع لديهم أن يحكمهم أبو جهل!
ردة ولا أبا بكر لها!!
د.هاني السباعي
من عجائب المقدور أن يقبل قادة ثورات الربيع الذي لم يعد يختال ضاحكاً! أن يحكمهم علماني في ثوب أبي جهل أو أبي لهب أو حتى نيرون! سواء كان الحاكم عسكرياً في خدمة محاربة الإسلام! أو من خلع زيه العسكري الملطخ بدماء الأبرياء أو مدنياً لا يرى الصلاح والفلاح إلا في غير شريعة الإسلام.
. فالحيل السري الذي يربط بين العلماني؛ المدني والعلماني "العسكور" هو بغضهما لحكم الشريعة!! فالعلماني متناغم مع معتقده وتصوره للحياة! والإسلاميون المرابطون على ثغور البرلمانات والهيام بسلمية وأخواتها! تائهون حائرون يتلاعب بهم اللادينيون حيثما كانوا! فصار الإسلامي المتعاطي للدمقرطة! بينَ بينَ؛ لا هو إسلامي خالص! ولا علماني خالص! فأقرب وصف له أنه "علماسي" للجمع بين المتناقضين!. خافوا من ذروة الإسلام! فداسهم العسكر بالبيادة تحت الثرى!..
دعونا ننظر من كوة التاريخ كيف تعامل المسلمون مع المرتدين:
جاء وفد "بزاخة" وهم قبائل من عرب طيئ وأسد وغطفان؛ كانوا قد ارتدوا؛ فجاؤوا تائبين إلى الصديق أبي بكر رضي الله عنه فاشترط عليهم شروطاً صارمة؛ لو عرضت على "دكاكين" حقوق العلمنة في عصرنا لأقاموا المناحات والشجب والعويل ضد الصديق والصحابة الكرام رضي الله عنهم ولربما تبرأ من فعل الصديق أصحاب الحكمة الباردة ممن سحقتهم رحى الواقع المرير!.
ذكر البخاري في صحيحه في كتاب الأحكام قصة وفد بزاخة مختصرة حيث ساق بسنده : " عن طارق بن شهاب عن أبي بكر رضي الله عنه قال لوفد بزاخة تتبعون أذناب الإبل حتى يري الله خليفة نبيه صلى الله عليه وسلم والمهاجرين أمرا يعذرونكم به "أهـ وقد شرح الحافظ ابن حجر مفردات الحديث في فتح الباري من كتاب الأحكام. وعلى أية حال قصة وفد بزاخة مشهورة في تاريخ الطبري في أخبار الردة عن حديثه عن خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وساق القصة كاملة الإمام الحميدي في الجمع بين الصحيحين (نقلاً عن ابن حجر): عن طارق بن شهاب قَالَ "وساقها الحميدي في الجمع بين الصحيحين ، ولفظه الحديث الحادي عشر من أفراد البخاري عن طارق بن شهاب، قال "جاء وفد بزاخة من أسد وغطفان إلى أبي بكر يسألونه الصلح ، فخيرهم بين الحرب المجلية والسلم المخزية ، فقالوا: هذه المجلية قد عرفناها فما المخزية، قال: ننزع منكم الحلقة والكراع ونغنم ما أصبنا منكم، وتردون علينا ما أصبتم منا وتدون لنا قتلانا ، ويكون قتلاكم في النار، وتتركون أقواما يتبعون أذناب الإبل حتى يري الله خليفة رسوله والمهاجرين أمرا يعذرونكم به ..."أهـ
أقول: الصديق لم يقاتل المرتدين الذين حاربوه فقط بل قاتل الذين آثروا الردة ولم يرفعوا السلاح! لما بويع الصديق ارتدت قبائل من العرب منهم من خرج بالسلاح ومنهم من لم يقاتل. بالطبع هذا عكس ما يراه بعض فقهاء قهر الواقع الذين يرون أن الصديق قاتل المرتدين لأنهم خرجوا على الدولة فقط أي ليس على الردة! هذا كلام باطل! فقد يخرج على الدولة بغاة لهم تأويل (وقد يكونون مسلمين صالحين) فيقاتلهم الحاكم المسلم؛ كما حدث في الجمل وصفين، وما حدث مع الخوارج ولهم حكم مختلف عن أهل الجمل وصفين رغم أنهم خرجوا جميعاً على الدولة. وتفاصيل قتال البغاة والخوارج واي طائفة ذات شوكة مسطور في كتب الفقه والسير وأفضل من أفاض في هذه المسائل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
إذن الصديق قاتل المرتدين لأنهم خرجوا على الإسلام وليس لأنهم خرجوا على الدولة فقط!. ولننظر كيف تعامل الصحابة مع المرتدين: لما انتصر المسلمون وقهروا المرتدين؛ منهم من جاء تائباً فاشترط عليهم شروطاً لكي يتأكد من صدق توبتهم:
وإليكم ملخص الشروط البكرية:
أولاً: الحرب المجلية: حيث خيرهم إذا لم يقبلوا شروطه إلى الحرب الواضحة الكاشفة التي لا تبقي ولا تذر.
ثانياً: السلم المخزية: الرضوخ والإذعان والقبول صاغرين شروط المسلمين المذلة المهينة لهم.
ثالثاً: ومن هذه الشرط المخزية نزع (الحلقة) أي أسلحتهم، و(الكراع) أي خيلهم، وغنيمة أموالهم.
رابعاً: أن يردوا على المسلمين ما أصابوه من أموال وسلاح وغيره.
خامساً: أن يقروا أنهم كانوا يقاتلون على الكفر وأن من مات منهم في النار أي في حكم الدنيا لا ديات لهم؛ لأنهم ماتوا على الشرك، فقد قتلوا بحق فلا دية لهم.
سادساً: وإذا كانوا جماعات فإنهم يتفرقون ويعملون في الرعي والزراعة ـ وفي عصرنا رصف الطرق والشوارع وغيرها ـ ، ولا يحملون سلاحاً؛ بغية تفتيت شوكتهم، واختبار صدق توبتهم.
رضي الله عن أبي بكر الصديق فعلاً كان أمة! وصدق القائل: ردة ولا أبا بكر لها!!
إسلاميون بنكهة علمانية لا مانع لديهم أن يحكمهم أبو جهل!
ردة ولا أبا بكر لها!!
د.هاني السباعي
من عجائب المقدور أن يقبل قادة ثورات الربيع الذي لم يعد يختال ضاحكاً! أن يحكمهم علماني في ثوب أبي جهل أو أبي لهب أو حتى نيرون! سواء كان الحاكم عسكرياً في خدمة محاربة الإسلام! أو من خلع زيه العسكري الملطخ بدماء الأبرياء أو مدنياً لا يرى الصلاح والفلاح إلا في غير شريعة الإسلام.
. فالحيل السري الذي يربط بين العلماني؛ المدني والعلماني "العسكور" هو بغضهما لحكم الشريعة!! فالعلماني متناغم مع معتقده وتصوره للحياة! والإسلاميون المرابطون على ثغور البرلمانات والهيام بسلمية وأخواتها! تائهون حائرون يتلاعب بهم اللادينيون حيثما كانوا! فصار الإسلامي المتعاطي للدمقرطة! بينَ بينَ؛ لا هو إسلامي خالص! ولا علماني خالص! فأقرب وصف له أنه "علماسي" للجمع بين المتناقضين!. خافوا من ذروة الإسلام! فداسهم العسكر بالبيادة تحت الثرى!..
دعونا ننظر من كوة التاريخ كيف تعامل المسلمون مع المرتدين:
جاء وفد "بزاخة" وهم قبائل من عرب طيئ وأسد وغطفان؛ كانوا قد ارتدوا؛ فجاؤوا تائبين إلى الصديق أبي بكر رضي الله عنه فاشترط عليهم شروطاً صارمة؛ لو عرضت على "دكاكين" حقوق العلمنة في عصرنا لأقاموا المناحات والشجب والعويل ضد الصديق والصحابة الكرام رضي الله عنهم ولربما تبرأ من فعل الصديق أصحاب الحكمة الباردة ممن سحقتهم رحى الواقع المرير!.
ذكر البخاري في صحيحه في كتاب الأحكام قصة وفد بزاخة مختصرة حيث ساق بسنده : " عن طارق بن شهاب عن أبي بكر رضي الله عنه قال لوفد بزاخة تتبعون أذناب الإبل حتى يري الله خليفة نبيه صلى الله عليه وسلم والمهاجرين أمرا يعذرونكم به "أهـ وقد شرح الحافظ ابن حجر مفردات الحديث في فتح الباري من كتاب الأحكام. وعلى أية حال قصة وفد بزاخة مشهورة في تاريخ الطبري في أخبار الردة عن حديثه عن خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وساق القصة كاملة الإمام الحميدي في الجمع بين الصحيحين (نقلاً عن ابن حجر): عن طارق بن شهاب قَالَ "وساقها الحميدي في الجمع بين الصحيحين ، ولفظه الحديث الحادي عشر من أفراد البخاري عن طارق بن شهاب، قال "جاء وفد بزاخة من أسد وغطفان إلى أبي بكر يسألونه الصلح ، فخيرهم بين الحرب المجلية والسلم المخزية ، فقالوا: هذه المجلية قد عرفناها فما المخزية، قال: ننزع منكم الحلقة والكراع ونغنم ما أصبنا منكم، وتردون علينا ما أصبتم منا وتدون لنا قتلانا ، ويكون قتلاكم في النار، وتتركون أقواما يتبعون أذناب الإبل حتى يري الله خليفة رسوله والمهاجرين أمرا يعذرونكم به ..."أهـ
أقول: الصديق لم يقاتل المرتدين الذين حاربوه فقط بل قاتل الذين آثروا الردة ولم يرفعوا السلاح! لما بويع الصديق ارتدت قبائل من العرب منهم من خرج بالسلاح ومنهم من لم يقاتل. بالطبع هذا عكس ما يراه بعض فقهاء قهر الواقع الذين يرون أن الصديق قاتل المرتدين لأنهم خرجوا على الدولة فقط أي ليس على الردة! هذا كلام باطل! فقد يخرج على الدولة بغاة لهم تأويل (وقد يكونون مسلمين صالحين) فيقاتلهم الحاكم المسلم؛ كما حدث في الجمل وصفين، وما حدث مع الخوارج ولهم حكم مختلف عن أهل الجمل وصفين رغم أنهم خرجوا جميعاً على الدولة. وتفاصيل قتال البغاة والخوارج واي طائفة ذات شوكة مسطور في كتب الفقه والسير وأفضل من أفاض في هذه المسائل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
إذن الصديق قاتل المرتدين لأنهم خرجوا على الإسلام وليس لأنهم خرجوا على الدولة فقط!. ولننظر كيف تعامل الصحابة مع المرتدين: لما انتصر المسلمون وقهروا المرتدين؛ منهم من جاء تائباً فاشترط عليهم شروطاً لكي يتأكد من صدق توبتهم:
وإليكم ملخص الشروط البكرية:
أولاً: الحرب المجلية: حيث خيرهم إذا لم يقبلوا شروطه إلى الحرب الواضحة الكاشفة التي لا تبقي ولا تذر.
ثانياً: السلم المخزية: الرضوخ والإذعان والقبول صاغرين شروط المسلمين المذلة المهينة لهم.
ثالثاً: ومن هذه الشرط المخزية نزع (الحلقة) أي أسلحتهم، و(الكراع) أي خيلهم، وغنيمة أموالهم.
رابعاً: أن يردوا على المسلمين ما أصابوه من أموال وسلاح وغيره.
خامساً: أن يقروا أنهم كانوا يقاتلون على الكفر وأن من مات منهم في النار أي في حكم الدنيا لا ديات لهم؛ لأنهم ماتوا على الشرك، فقد قتلوا بحق فلا دية لهم.
سادساً: وإذا كانوا جماعات فإنهم يتفرقون ويعملون في الرعي والزراعة ـ وفي عصرنا رصف الطرق والشوارع وغيرها ـ ، ولا يحملون سلاحاً؛ بغية تفتيت شوكتهم، واختبار صدق توبتهم.
رضي الله عن أبي بكر الصديق فعلاً كان أمة! وصدق القائل: ردة ولا أبا بكر لها!!