(الإبريز المعطّل)
الإنسان بطبيعة حاله ضعيف، فقير مهما كثر ماله، يعتريه من الهمّ والمرض ما يُكدّر صفوَ حياته.
وقد وهبنا اللهُ الغنيُّ الكريمُ كنزاً لا يُقدّر بثمن، ولا ينقص بطول الزمن!
نقضي به حوائجنا، ونُذهب به رمَدَ حياتنا، ونستمدّ به لطف ربّنا، ونفتح به خزائنَ كرمه وجوده.
أتدري ما هو؟
إنه الدعاء.
وما أقلَّ الدعاءَ عندنا!
كنزٌ لم ننتفع به، والله المستعان.
تأثرتُ من رجلٍ باكستاني، رجلٌ عاميٌّ يُقال له "عدنان" من قبائل (البِشتو)، وهي قبائل توجد في باكستان وبعض الدول المجاورة لها، وهم أهل بادية وقرى، ويسكنون في الجبال وما حولها.
هذا الرجل هاجر من باكستان وسَكَنَ بمكة من سنوات طويلة.
القصة باختصار:
في سنةٍ من السنوات -تقريبا في 1422 ه- ذهبنا إلى مدينة تُسمَّى (دِيربِن) تقع في جنوبِ أفريقيا مع جمْعٍ من طلبة العِلم والعلماء وأساتذة الجامعة من "أم القرى" وغيرها لغرض الدعوة والتعليم، وطلب هذا الرجلُ صُحبتنا فكان معنا.
وفي إحدى الزيارات= نزلنا في قرى أهل البلد الأصليين، يُسمونهم "السُّود" -وهم أناسٌ بسطاء جدًّا، يدخلون الإسلام بعد دقائق من الجلوس معهم، وكنا في مسجدٍ صغيرٍ جدًّا، يَسَعُ سبعةً أو ثمانية أشخاص فقط.
وفي نِصف الليل؛ قام هذا الرجلُ -وهو كبيرٌ في السِّن- وصَلَّى، وفي سجوده دعا طويلاً، ولِضيق المسجدِ اضطُرَّ للصلاة بجانبي، فكنتُ أسمعُ بعض كلماتِه، وكان منها: (هيا الله تَرازاشي يا الله، هيا الله تَرازاشي يا الله)...يُكرِّر هذه الكلمة لساعة وربع تقريبا، وكنت متعجبا من طول إلحاحِهِ وتكرارِه!
حفظتُ هذه الكلمات من كثرة تكرارها بطبيعة الحال، وبعدما رجعتُ لبلدي، سألتُ من يَعرفُ لُغة البِشتو عن معنى هذه الكلمة، فقال لي: معناها "اللهم ارضَ عنِّي"!
الله أكبر!...هنا تذكرت قول ربنا الغني الكريم: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)
ورُويَ : "مَن أُلْهِمَ الدعاء لم يُحرَم الإجابة".
كم فاتنا من الخير؟!
كثير من أهل هذه الأمة يفتقدُون هذه الصِّفة حقا!
أكثرُ الناسِ توفيقاً هم أهلُ الدعاءِ.
الإنسان بطبيعة حاله ضعيف، فقير مهما كثر ماله، يعتريه من الهمّ والمرض ما يُكدّر صفوَ حياته.
وقد وهبنا اللهُ الغنيُّ الكريمُ كنزاً لا يُقدّر بثمن، ولا ينقص بطول الزمن!
نقضي به حوائجنا، ونُذهب به رمَدَ حياتنا، ونستمدّ به لطف ربّنا، ونفتح به خزائنَ كرمه وجوده.
أتدري ما هو؟
إنه الدعاء.
وما أقلَّ الدعاءَ عندنا!
كنزٌ لم ننتفع به، والله المستعان.
تأثرتُ من رجلٍ باكستاني، رجلٌ عاميٌّ يُقال له "عدنان" من قبائل (البِشتو)، وهي قبائل توجد في باكستان وبعض الدول المجاورة لها، وهم أهل بادية وقرى، ويسكنون في الجبال وما حولها.
هذا الرجل هاجر من باكستان وسَكَنَ بمكة من سنوات طويلة.
القصة باختصار:
في سنةٍ من السنوات -تقريبا في 1422 ه- ذهبنا إلى مدينة تُسمَّى (دِيربِن) تقع في جنوبِ أفريقيا مع جمْعٍ من طلبة العِلم والعلماء وأساتذة الجامعة من "أم القرى" وغيرها لغرض الدعوة والتعليم، وطلب هذا الرجلُ صُحبتنا فكان معنا.
وفي إحدى الزيارات= نزلنا في قرى أهل البلد الأصليين، يُسمونهم "السُّود" -وهم أناسٌ بسطاء جدًّا، يدخلون الإسلام بعد دقائق من الجلوس معهم، وكنا في مسجدٍ صغيرٍ جدًّا، يَسَعُ سبعةً أو ثمانية أشخاص فقط.
وفي نِصف الليل؛ قام هذا الرجلُ -وهو كبيرٌ في السِّن- وصَلَّى، وفي سجوده دعا طويلاً، ولِضيق المسجدِ اضطُرَّ للصلاة بجانبي، فكنتُ أسمعُ بعض كلماتِه، وكان منها: (هيا الله تَرازاشي يا الله، هيا الله تَرازاشي يا الله)...يُكرِّر هذه الكلمة لساعة وربع تقريبا، وكنت متعجبا من طول إلحاحِهِ وتكرارِه!
حفظتُ هذه الكلمات من كثرة تكرارها بطبيعة الحال، وبعدما رجعتُ لبلدي، سألتُ من يَعرفُ لُغة البِشتو عن معنى هذه الكلمة، فقال لي: معناها "اللهم ارضَ عنِّي"!
الله أكبر!...هنا تذكرت قول ربنا الغني الكريم: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)
ورُويَ : "مَن أُلْهِمَ الدعاء لم يُحرَم الإجابة".
كم فاتنا من الخير؟!
كثير من أهل هذه الأمة يفتقدُون هذه الصِّفة حقا!
أكثرُ الناسِ توفيقاً هم أهلُ الدعاءِ.