{ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى} ..
{قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تؤمر } ..
مابين هذين الموقفين ألفُ تاريخٍ
وقصّة .. مابينَ ليلةِ الإعترافِ
لإسماعيلَ بِنيّةِ الذَّبح ؛ و بينَ مقام
إبراهيم فَتىً بين يديّ أبيه يُناديه :
{ يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ
مـِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُـونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً } !
يالله هل كان يَظنّ إبراهيم بنفسه ؛ أن
يَذبح ابناً صالحاً يقول له : { افْعَلْ مَا
تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ } !
مَـا فعلها " آزَر " مَعـه !
و يَـا للمُفارقةِ في الأقدار ..
فَعَلى حين هُدِّدَ ابراهيم من أبيهِ
بالرَّجم ؛ ها هو إبراهيمُ يَرجم إبليسَ الواقف عَقبةً في طريق ذَبحِ الطّفل الصالح الذي { اشتد َّ} حتى { بَلَغَ مَعهُ السّعي } !
ما الذي يَفعله اللهُ بإبراهيم ؟!
ما الذي يَفعله اللهُ بإبراهيم ؟!
تَتكـرّر المشاهـدُ فـي غَرابـةٍ عَجيبة ..
تدورُ كدوّامةٍ غامضة ..
يتصبّبّ الماضي ؛ عرقاً فـي جَسد الخليل ..
يشتدُّ الخفقانُ المرّ في قَلبه ..
و تتآكلُ قدميهِ مـن شـِدّة المَشـي !
تجفّ الكلمات في حَلقه :
ياهاجر .. كَم مرةٍ سَعَينا مـن أجلِ هـذا الوليـد !
كانت الأولى ..
بيـن الصّفا و المَـروة يـا ولـدي ؛ كَـي نَنِبش لكَ الحَياة !
و في الثّانية ..
نَسعى بكَ بين العَقبات ؛ كَـيْ نُهيّئك للمَـوت !
هل السّعي قَدرٌ لنا ؟
هل الهِجرة و الرِّحلة و السّير حكايتنـا ؟
متى سَتهدأُ الأقدامُ التي أكلَتها تضحيات الطَّـريق ؟
يَـا بُنيّ ..
قُـل لأبيك لا ؛ رُيّما أعتذرُ لك بها عند ربّـي ..
و لا تقلّ يا أبت ؛ِ فثمّة موت يَعتَريني كلّما ناديتَ !
للمرة الألف ؛ يقفُ إبراهيم أمام الإبتلاء وحيداً ..
فَقبلها النّار ، و بعدها النّفي ..
و لكنّها المرة الأولى التي تَرتفع يَدَهُ
كي يرجُمَ الشّيطان ؛ حتَـى لا يُوقفه فـي مًنتصف الأمـر ..
ربّما كانت النّار أرحمُ لو عادت بها الأقدار !
تشتعلُ فتائلُ الحـُزن فـي الصّميـم ..
و تشهد له السّماء رغم ذلك ؛ أنّ إبراهيم لم يُراوح بين نعم و لا !
يالله هل يَحتملُ إبراهيم ؛ صَرخة إسماعيل عند الذبح ؟
أما كان يَكفي ؛ صُراخ الرّضيع في وَحشة المَجهول ؟!
فلا زال نَحيبُ ألمها في السُّويداء ؛ لم يَصمِت !
هل جرّبت أنْ لا يبقى بينك و بين إبنك ؛ إلا سِكّينة الذّبح ..
أن لا يَبقى من عُمره ؛ إلا انهمار الدّم ..
أن تَسوقه ؛ كي تَنثالَ على يَديـك
قطَـراتُ رُوحـه و هـي تَئـِنّ !
كانت يَدُ إبراهيم تُقاوم اللّجام ..
و كان الإبتلاء ؛ ينثالُ عليه و يُصبُّ صبّاً ..
وكان ملكوتُ الله كلّه ؛ يشهدُ دويّ
اللّحظة الأخيرة حين { أسلما و تَلّه ُللجَبين } !
ودّت الشّمسُ ؛ لو تتوقّف عن المَسير ..
و صمتَ الكَـونُ ؛ فقد كان الحَدث فوق
طاقة الحياة !
انزَوَت الكائناتُ ؛ قبل أن تنكسر
أُرجوحة الصّغير بِيَدٍ كانت تَفيض
بالقَمح و السّلام ، و لم تَعرف إلا تكّسير الأصنام !
ماذا يفعلً الله بك يا إبراهيم ؟!
النّجمة التي اشتَهيتُها طويلاً وَوهَبتُها
كلَّ الدّعاء ؛ هَـا أنـا أغمِضها للمَـوت ..
و سأُبصر دَمَها كلّ صباح ؛ٍ فـي أطباق الطّعام !
ما بين ليلة المَنام حتى لحظة النّهاية ؛
قَطَعَ إبراهيمُ ألفَ خَطوة بألفِ تَنهيدةٍ
و تَنهيدة !
ووحده كان الله يسمع ..
{يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ
كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً } ..
ها أنذا أحتاجُ أن أرتّلها كثيراً ..
أحتاجُ ؛ أن أُقاتل الشّيطان بكلّ حجارة
الدُّنيا !
ياللأقدار كيف نُبتلى بما نقول ..
و عند النّهاية قالت الحياة :
( ما ذَنبُ اليَمامة أن تَرى بِعينيها العُشّ
مُحترقاً و تَجلس فوقَ الرّماد ) !
لِلمشهدِ بقيّة ..
فالمَقامات عِندَ الله ؛ِ لا تُورَّثُ ..
و لكنّها ؛ تُنـال بِسَبقِ القٌـلوب !
💠🌸🍃💠🌸🍃
{قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تؤمر } ..
مابين هذين الموقفين ألفُ تاريخٍ
وقصّة .. مابينَ ليلةِ الإعترافِ
لإسماعيلَ بِنيّةِ الذَّبح ؛ و بينَ مقام
إبراهيم فَتىً بين يديّ أبيه يُناديه :
{ يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ
مـِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُـونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً } !
يالله هل كان يَظنّ إبراهيم بنفسه ؛ أن
يَذبح ابناً صالحاً يقول له : { افْعَلْ مَا
تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ } !
مَـا فعلها " آزَر " مَعـه !
و يَـا للمُفارقةِ في الأقدار ..
فَعَلى حين هُدِّدَ ابراهيم من أبيهِ
بالرَّجم ؛ ها هو إبراهيمُ يَرجم إبليسَ الواقف عَقبةً في طريق ذَبحِ الطّفل الصالح الذي { اشتد َّ} حتى { بَلَغَ مَعهُ السّعي } !
ما الذي يَفعله اللهُ بإبراهيم ؟!
ما الذي يَفعله اللهُ بإبراهيم ؟!
تَتكـرّر المشاهـدُ فـي غَرابـةٍ عَجيبة ..
تدورُ كدوّامةٍ غامضة ..
يتصبّبّ الماضي ؛ عرقاً فـي جَسد الخليل ..
يشتدُّ الخفقانُ المرّ في قَلبه ..
و تتآكلُ قدميهِ مـن شـِدّة المَشـي !
تجفّ الكلمات في حَلقه :
ياهاجر .. كَم مرةٍ سَعَينا مـن أجلِ هـذا الوليـد !
كانت الأولى ..
بيـن الصّفا و المَـروة يـا ولـدي ؛ كَـي نَنِبش لكَ الحَياة !
و في الثّانية ..
نَسعى بكَ بين العَقبات ؛ كَـيْ نُهيّئك للمَـوت !
هل السّعي قَدرٌ لنا ؟
هل الهِجرة و الرِّحلة و السّير حكايتنـا ؟
متى سَتهدأُ الأقدامُ التي أكلَتها تضحيات الطَّـريق ؟
يَـا بُنيّ ..
قُـل لأبيك لا ؛ رُيّما أعتذرُ لك بها عند ربّـي ..
و لا تقلّ يا أبت ؛ِ فثمّة موت يَعتَريني كلّما ناديتَ !
للمرة الألف ؛ يقفُ إبراهيم أمام الإبتلاء وحيداً ..
فَقبلها النّار ، و بعدها النّفي ..
و لكنّها المرة الأولى التي تَرتفع يَدَهُ
كي يرجُمَ الشّيطان ؛ حتَـى لا يُوقفه فـي مًنتصف الأمـر ..
ربّما كانت النّار أرحمُ لو عادت بها الأقدار !
تشتعلُ فتائلُ الحـُزن فـي الصّميـم ..
و تشهد له السّماء رغم ذلك ؛ أنّ إبراهيم لم يُراوح بين نعم و لا !
يالله هل يَحتملُ إبراهيم ؛ صَرخة إسماعيل عند الذبح ؟
أما كان يَكفي ؛ صُراخ الرّضيع في وَحشة المَجهول ؟!
فلا زال نَحيبُ ألمها في السُّويداء ؛ لم يَصمِت !
هل جرّبت أنْ لا يبقى بينك و بين إبنك ؛ إلا سِكّينة الذّبح ..
أن لا يَبقى من عُمره ؛ إلا انهمار الدّم ..
أن تَسوقه ؛ كي تَنثالَ على يَديـك
قطَـراتُ رُوحـه و هـي تَئـِنّ !
كانت يَدُ إبراهيم تُقاوم اللّجام ..
و كان الإبتلاء ؛ ينثالُ عليه و يُصبُّ صبّاً ..
وكان ملكوتُ الله كلّه ؛ يشهدُ دويّ
اللّحظة الأخيرة حين { أسلما و تَلّه ُللجَبين } !
ودّت الشّمسُ ؛ لو تتوقّف عن المَسير ..
و صمتَ الكَـونُ ؛ فقد كان الحَدث فوق
طاقة الحياة !
انزَوَت الكائناتُ ؛ قبل أن تنكسر
أُرجوحة الصّغير بِيَدٍ كانت تَفيض
بالقَمح و السّلام ، و لم تَعرف إلا تكّسير الأصنام !
ماذا يفعلً الله بك يا إبراهيم ؟!
النّجمة التي اشتَهيتُها طويلاً وَوهَبتُها
كلَّ الدّعاء ؛ هَـا أنـا أغمِضها للمَـوت ..
و سأُبصر دَمَها كلّ صباح ؛ٍ فـي أطباق الطّعام !
ما بين ليلة المَنام حتى لحظة النّهاية ؛
قَطَعَ إبراهيمُ ألفَ خَطوة بألفِ تَنهيدةٍ
و تَنهيدة !
ووحده كان الله يسمع ..
{يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ
كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً } ..
ها أنذا أحتاجُ أن أرتّلها كثيراً ..
أحتاجُ ؛ أن أُقاتل الشّيطان بكلّ حجارة
الدُّنيا !
ياللأقدار كيف نُبتلى بما نقول ..
و عند النّهاية قالت الحياة :
( ما ذَنبُ اليَمامة أن تَرى بِعينيها العُشّ
مُحترقاً و تَجلس فوقَ الرّماد ) !
لِلمشهدِ بقيّة ..
فالمَقامات عِندَ الله ؛ِ لا تُورَّثُ ..
و لكنّها ؛ تُنـال بِسَبقِ القٌـلوب !
💠🌸🍃💠🌸🍃