{ وليالٍ عشر } ..
حيـنَ تتّجهُ الى الكعبةِ ..
تلتقي عيناكَ بِقدَمِ ابراهيم هادئةً
في المقام .. فقد انتهى السّفرُ هُنـاك !
تراها ضاربةً جُذورها في عُمقِ
التّاريخ .. تقتربُ منها .. تحاولُ ان
تَفهَمَ خَبايا أسرارِها !
فتراها صامدةً كلحظتِها ؛ يوم
تَقَدَّمَت نحوَ النّار دون تَلَكُّؤ ..
فقد كانت قَـدم إبراهيم ؛ قَـدمَ صـِدق !
كانت الجِهات يومها في حـسّ القومِ
كُلّها منهارةً ؛ الا فـي بصيرة
إبراهيم ..
فقد كان يُردّد :
{ أنّي وجّهتُ وجهيَ للذي فَطَرَ
السّماوات و الارضَ حنيفاً } !
يومها ..
بدأ الابتلاء { وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ } ..
وَقدر المسافاتُ للغايات الجليلة أن تكـون ؛ طويلة !
فانطَلَقَ ابراهيمُ وحدهُ خارجاً من
حُدوده ؛ كَـي يبلُغ المقام !
انطلق إبراهيمُ مـِن العراق الى فلسطين ؛ حتى يبلُغ الكعبة ..
فهـل تَعني لك هـذه الخارطـة شيئاً ؟
هل تمتلكُ هذه الرّحلة ؛ سِرّاً أو رمزاً ، أو رسالـةً لـك أيّها المُسلم ؟
ماذا كان يحمِلُ هذا المُهاجرُ في حَقيبةِ سَفَرِه .. في سرِّ صدره ..
في خُطاهُ المرسومة بحكمةِ الأقدار ؟!
وبماذا كان يبوح في كلّ حِواراتِه مع
الشمس و القَمر و النّجوم ؛ فقد كان
ابراهيمُ لا يُتقِنُ النّظر الاّ الى النّجوم !
كـان قلبُه هناكَ عالياً ؛ حيثُ العَـرش ..
و كَْان عبـداً كثيـرَ التـأوّه و الدّعـاء ..
إذْ كان يوقـِنُ :
( أنّ الأقدار التي تأتيكَ بعد الدّعاء .. لا تَدعك حيث ُوجَدَتكَ ) !
كان إبراهيم في تِرحاله يَنزِفُ كثيراً ؛ كي يَمنحنا الكثير !
كلّ رِحلاته ..
كانت غارقةً في التّضحية !
كانت قدمهُ تَسعى من فلسطينَ الى مكّةَ ؛ أتدري لماذا ؟
كي تُودِع الصغيرَ للصحراء !
تلك رحلة الفناء عن الذات لله ..
ومَـع كلّ خطوةٍ :
كـَان ابراهيمُ يقترِبُ مـِن مَقـام الخَليل !
رحلة كلّما تقدّمتّ فيها يا إبراهيم إلى مكّة ؛ كان الدّرب يفرغ ..
فَوحدَكَ أنت الزّحامُ ..
و وحدَكَ انت بكلِّ الأنـام !
كلّ خُطوةٍ له ؛ كانت تعدِل مَسيـر أمـّةً ..
كلّ خطوةٍ ؛ كانت ترفَعُكَ الى حيثُ
البيت المعمور في السماء السََابعـة !
مَن غَيرَكَ يا ابراهيمُ يُطيقُ ؛ أن يُودع طفلهُ للمَجهـول ؟!
طفلُ السّنوات ..
التي أجدَبَت طويلاً دون صوتٍ كانت
تشتاقُه فِطرَتُك العميقة !
إسماعيل هو طفلُ السّنوات ..
التي اشتَهَت ضمّةَ الصّغير ، و احدّودّبّ الظّهرُ دونها !
يحمِلهُ إبراهيم لله دون أنْ يَتعثّرَ ..
فَقَدَمُ ابراهيمُ ؛ لا يليقُ بها إلا الثّبات ..
لذا ؛ ظلَّ الّنور يمضي حيث تمضي يَـا إبراهيم !
كانت لِخطوَتِه على الرّمل المُنساح في
الصّحراء ؛ دويّ في السّماء ..
فقد كانت تُمهّد الطّريق بينَ القبلتين !
تلك خَطوات ..
ستَبقى في ذاكرةِ الخُلـود !
يَـا ابراهيم ..
هل تعلم أن عيد أمّة بأكملها ؛ سيبدأ من خُطوَتِكَ تلك نحوَ مكـّة !
لقد سطَّرتَ بِقَدَمِكَ ميلادَ فِكرةٍ ..
فحُقَّ لِقدمك أنْ ترتاحَ في ظـِلّ البيتِ أبداً !
وحـُقَّ لك ..
أنْ يجعل الله لك { لسانَ صِدقٍ في الآخرين } يُقتدى بك ..
فبقيتَ حيّـاً يـا أبراهيم ؛ وَقـدْ مَـات القَـومُ و جَفـّوا !
يَـا لِرَهبةِ الأقدار ..
كيف يُولدُ الصّغير من عطشِ الشّوق اليه ؛ ثم يُحمل الى عَطَشِ الصّحراء !
فيبكي الوَليدُ شوقاً لِقَطـرة الحيـاة ..
فَتنهمِـرُ زمـزَمَ فوّارة أبَـد الدّهـر ..
و يُبنى البيت ..
ليُعلّمنا اللهُ :
( انّك إن صَدَقتَ ؛ فَستَختَبِئُ لك المُعجزات في الأسباب المُستحيلة ) !
{ ليالٍ عشر } ..
هـي مَدرسـةُ إبراهيـم ..
فتأمـّل !
🍃💠🌸🍃💠🌸🍃💠🌸
حيـنَ تتّجهُ الى الكعبةِ ..
تلتقي عيناكَ بِقدَمِ ابراهيم هادئةً
في المقام .. فقد انتهى السّفرُ هُنـاك !
تراها ضاربةً جُذورها في عُمقِ
التّاريخ .. تقتربُ منها .. تحاولُ ان
تَفهَمَ خَبايا أسرارِها !
فتراها صامدةً كلحظتِها ؛ يوم
تَقَدَّمَت نحوَ النّار دون تَلَكُّؤ ..
فقد كانت قَـدم إبراهيم ؛ قَـدمَ صـِدق !
كانت الجِهات يومها في حـسّ القومِ
كُلّها منهارةً ؛ الا فـي بصيرة
إبراهيم ..
فقد كان يُردّد :
{ أنّي وجّهتُ وجهيَ للذي فَطَرَ
السّماوات و الارضَ حنيفاً } !
يومها ..
بدأ الابتلاء { وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ } ..
وَقدر المسافاتُ للغايات الجليلة أن تكـون ؛ طويلة !
فانطَلَقَ ابراهيمُ وحدهُ خارجاً من
حُدوده ؛ كَـي يبلُغ المقام !
انطلق إبراهيمُ مـِن العراق الى فلسطين ؛ حتى يبلُغ الكعبة ..
فهـل تَعني لك هـذه الخارطـة شيئاً ؟
هل تمتلكُ هذه الرّحلة ؛ سِرّاً أو رمزاً ، أو رسالـةً لـك أيّها المُسلم ؟
ماذا كان يحمِلُ هذا المُهاجرُ في حَقيبةِ سَفَرِه .. في سرِّ صدره ..
في خُطاهُ المرسومة بحكمةِ الأقدار ؟!
وبماذا كان يبوح في كلّ حِواراتِه مع
الشمس و القَمر و النّجوم ؛ فقد كان
ابراهيمُ لا يُتقِنُ النّظر الاّ الى النّجوم !
كـان قلبُه هناكَ عالياً ؛ حيثُ العَـرش ..
و كَْان عبـداً كثيـرَ التـأوّه و الدّعـاء ..
إذْ كان يوقـِنُ :
( أنّ الأقدار التي تأتيكَ بعد الدّعاء .. لا تَدعك حيث ُوجَدَتكَ ) !
كان إبراهيم في تِرحاله يَنزِفُ كثيراً ؛ كي يَمنحنا الكثير !
كلّ رِحلاته ..
كانت غارقةً في التّضحية !
كانت قدمهُ تَسعى من فلسطينَ الى مكّةَ ؛ أتدري لماذا ؟
كي تُودِع الصغيرَ للصحراء !
تلك رحلة الفناء عن الذات لله ..
ومَـع كلّ خطوةٍ :
كـَان ابراهيمُ يقترِبُ مـِن مَقـام الخَليل !
رحلة كلّما تقدّمتّ فيها يا إبراهيم إلى مكّة ؛ كان الدّرب يفرغ ..
فَوحدَكَ أنت الزّحامُ ..
و وحدَكَ انت بكلِّ الأنـام !
كلّ خُطوةٍ له ؛ كانت تعدِل مَسيـر أمـّةً ..
كلّ خطوةٍ ؛ كانت ترفَعُكَ الى حيثُ
البيت المعمور في السماء السََابعـة !
مَن غَيرَكَ يا ابراهيمُ يُطيقُ ؛ أن يُودع طفلهُ للمَجهـول ؟!
طفلُ السّنوات ..
التي أجدَبَت طويلاً دون صوتٍ كانت
تشتاقُه فِطرَتُك العميقة !
إسماعيل هو طفلُ السّنوات ..
التي اشتَهَت ضمّةَ الصّغير ، و احدّودّبّ الظّهرُ دونها !
يحمِلهُ إبراهيم لله دون أنْ يَتعثّرَ ..
فَقَدَمُ ابراهيمُ ؛ لا يليقُ بها إلا الثّبات ..
لذا ؛ ظلَّ الّنور يمضي حيث تمضي يَـا إبراهيم !
كانت لِخطوَتِه على الرّمل المُنساح في
الصّحراء ؛ دويّ في السّماء ..
فقد كانت تُمهّد الطّريق بينَ القبلتين !
تلك خَطوات ..
ستَبقى في ذاكرةِ الخُلـود !
يَـا ابراهيم ..
هل تعلم أن عيد أمّة بأكملها ؛ سيبدأ من خُطوَتِكَ تلك نحوَ مكـّة !
لقد سطَّرتَ بِقَدَمِكَ ميلادَ فِكرةٍ ..
فحُقَّ لِقدمك أنْ ترتاحَ في ظـِلّ البيتِ أبداً !
وحـُقَّ لك ..
أنْ يجعل الله لك { لسانَ صِدقٍ في الآخرين } يُقتدى بك ..
فبقيتَ حيّـاً يـا أبراهيم ؛ وَقـدْ مَـات القَـومُ و جَفـّوا !
يَـا لِرَهبةِ الأقدار ..
كيف يُولدُ الصّغير من عطشِ الشّوق اليه ؛ ثم يُحمل الى عَطَشِ الصّحراء !
فيبكي الوَليدُ شوقاً لِقَطـرة الحيـاة ..
فَتنهمِـرُ زمـزَمَ فوّارة أبَـد الدّهـر ..
و يُبنى البيت ..
ليُعلّمنا اللهُ :
( انّك إن صَدَقتَ ؛ فَستَختَبِئُ لك المُعجزات في الأسباب المُستحيلة ) !
{ ليالٍ عشر } ..
هـي مَدرسـةُ إبراهيـم ..
فتأمـّل !
🍃💠🌸🍃💠🌸🍃💠🌸