واعْلَم يَقِينًا أنّه لا يَسلمُ إنسيٌّ من نقصٍ حاشَا الأنْبِيَاء صلواتُ اللهِ عَلَيْهِم، فَمن خَفيَت عَلَيْهِ عُيُوب نَفسِه فقد سقطَ وصارَ من السُّخفِ والضّعةِ والرّذالةِ والخسّةِ وضعفِ التَّمْيِيزِ والعقلِ وقلّةِ الفَهمِ، بِحَيثُ لا يتَخَلَّف عَنهُ متخلّفٌ من الأرذالِ، وبِحيثُ لَيْسَ تَحتَهُ منزلَة منَ الدّناءةِ، فليتداركْ نَفسَه بالبحثِ عَن عيوبِه والاشتغالِ بذلكَ عَن الإعْجابِ بها وعَن عُيُوبِ غَيرِه الَّتِي لا تضرُّه لا فِي الدُّنْيا ولا فِي الآخِرَةِ.
الأخلاق والسّير || لابن حزم
الأخلاق والسّير || لابن حزم