مرضى ولكن !!
ولد حمد بن سعد الحجي عام 1357هـ ببلدة مرات من إقليم الوشم، من أب عرف بقرض الشعر العامي، أما أمه فقد توفيت وهو صغير فحرم بذلك حنان الأم. عاش في كنف أخته التي عوَّضته ما افتقده من حنان، فواصل دراسته والتحق بكلية الشريعة، وفي السنة الثالثة وجد منه المسؤولون ميولاً كبيرة لعلوم اللغة، فانتقل للسنة الثالثة بكلية اللغة العربية، ولم يكمل دراسته الجامعية.. فقبيل تخرجه وبالتحديد في العام الجامعي 80 / 1381هـ أصيب في قواه العقلية، وأفاد كثير من الأطباء بأن لديه انفصاماً حاداً في الشخصية منعه من إكمال دراسته، كما منعه من الشدو بالشعر.
_
حنين:
بعد أن اشتد عليه المرض النفسي وعانى ما عاناه، فكَّر مجموعة من أصدقائه ومحبيه والمعجبين بشعره في السفر به إلى لبنان لعله يشفى مما يعانيه، لوجود مشاف خاصة. ومع ذلك زاد حنينه إلى مسقط راْسه:
إذا ذكرت نجداً ذكرت بها الصبا
فأرسلت دمع العين يجري على خدي
أحنُ إلى تلكَ الرُبى وفضائها
وطائرها والرمل والسهل والوهدِ
حنيناً لو أن الريح تحمل بعضه
إلى ساكني ربعي لذابوا من الوجدِ
__
شكوى:
أيا باعث الشكوى بنفسي ألم يحن
لقاء لـكـيلا تستبد بي الـشكوى؟!
بكيت ولو أنـي علـى الصبـر قـادر
كتمت ولكني على الصبر لا أقوى؟
لـقد ذقت مـنك الـحب مراً مذاقـه
وإني لأرجـو أن تـصـيّره حـلــوا!
ألـسـت إذا ما عـنّ أمـر لـخـاطري
أتيت الذي تهوى وجانبت ما أهوى؟
فَلَو أن جسماناً تقطع بالجوى
لما أبقـت الأشـواق منـي ولا عضـوا!
__
في الطائف:
ولما ساءت حالته نقل إلى أحد مشافي الطائف ومن عجيب أمره أنه لما أقيم حفل في مشفى الطائف وطلب منه أن يصعد على خشبة المسرح ليقول الشعر مع وعد من الدكتور بتنفيذ بعض رغباته، ولكنه رفض في البدء، وأمام الإلحاح وقف وقال للجميع كيف أقول الشعر والقدس محتلة من اليهود الصهاينة، وغادر المكان. وكانت كلماته مدوية بالحفل، رحمه الله رحمة واسعة.
وأصبحت في هذي الحياة مفكرا
فجانبت فيها لذتي وهنائي
ومن يطل التفكير يوما بما أرى
من الناس لم يرتح ونال جزائي
تغني على الدوح الوريق حمامة
فيحسبه المحزون لحن بكاء
وتبكي على الغصن الرطيب يظنها
حليف الهنا تشجي الورى بغناء
ألا إنما بشر الحياة تفاؤل
تفاءل تعش في زمرة السعداء!!
#فن_أدبي_لغوي
عن:منصور العساف
بزيادة وتصرف
ولد حمد بن سعد الحجي عام 1357هـ ببلدة مرات من إقليم الوشم، من أب عرف بقرض الشعر العامي، أما أمه فقد توفيت وهو صغير فحرم بذلك حنان الأم. عاش في كنف أخته التي عوَّضته ما افتقده من حنان، فواصل دراسته والتحق بكلية الشريعة، وفي السنة الثالثة وجد منه المسؤولون ميولاً كبيرة لعلوم اللغة، فانتقل للسنة الثالثة بكلية اللغة العربية، ولم يكمل دراسته الجامعية.. فقبيل تخرجه وبالتحديد في العام الجامعي 80 / 1381هـ أصيب في قواه العقلية، وأفاد كثير من الأطباء بأن لديه انفصاماً حاداً في الشخصية منعه من إكمال دراسته، كما منعه من الشدو بالشعر.
_
حنين:
بعد أن اشتد عليه المرض النفسي وعانى ما عاناه، فكَّر مجموعة من أصدقائه ومحبيه والمعجبين بشعره في السفر به إلى لبنان لعله يشفى مما يعانيه، لوجود مشاف خاصة. ومع ذلك زاد حنينه إلى مسقط راْسه:
إذا ذكرت نجداً ذكرت بها الصبا
فأرسلت دمع العين يجري على خدي
أحنُ إلى تلكَ الرُبى وفضائها
وطائرها والرمل والسهل والوهدِ
حنيناً لو أن الريح تحمل بعضه
إلى ساكني ربعي لذابوا من الوجدِ
__
شكوى:
أيا باعث الشكوى بنفسي ألم يحن
لقاء لـكـيلا تستبد بي الـشكوى؟!
بكيت ولو أنـي علـى الصبـر قـادر
كتمت ولكني على الصبر لا أقوى؟
لـقد ذقت مـنك الـحب مراً مذاقـه
وإني لأرجـو أن تـصـيّره حـلــوا!
ألـسـت إذا ما عـنّ أمـر لـخـاطري
أتيت الذي تهوى وجانبت ما أهوى؟
فَلَو أن جسماناً تقطع بالجوى
لما أبقـت الأشـواق منـي ولا عضـوا!
__
في الطائف:
ولما ساءت حالته نقل إلى أحد مشافي الطائف ومن عجيب أمره أنه لما أقيم حفل في مشفى الطائف وطلب منه أن يصعد على خشبة المسرح ليقول الشعر مع وعد من الدكتور بتنفيذ بعض رغباته، ولكنه رفض في البدء، وأمام الإلحاح وقف وقال للجميع كيف أقول الشعر والقدس محتلة من اليهود الصهاينة، وغادر المكان. وكانت كلماته مدوية بالحفل، رحمه الله رحمة واسعة.
وأصبحت في هذي الحياة مفكرا
فجانبت فيها لذتي وهنائي
ومن يطل التفكير يوما بما أرى
من الناس لم يرتح ونال جزائي
تغني على الدوح الوريق حمامة
فيحسبه المحزون لحن بكاء
وتبكي على الغصن الرطيب يظنها
حليف الهنا تشجي الورى بغناء
ألا إنما بشر الحياة تفاؤل
تفاءل تعش في زمرة السعداء!!
#فن_أدبي_لغوي
عن:منصور العساف
بزيادة وتصرف