لما انفصلت الأنصار عن مكة [بعد مبايعتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أن يهاجر إليهم للمدينة] : صح الخبر عند قريش . فخرجوا في طلبهم فأدركوا سعدا بن عبادة ، والمنذر بن عمرو . فأعجزهم المنذر ومضى . وأما سعد فقالوا له أنت على دين محمد ؟ قال نعم فربطوا يديه إلى عنقه بنسعة رحله . وجعلوا يسحبونه بشعره ويضربونه - وكان ذا جمة - حتى أدخلوه مكة ، فجاء المطعم بن عدي والحارث بن حرب بن أمية . فخلصاه من أيديهم .
وتشاورت الأنصار أن يكروا إليه . فإذا هو قد طلع عليهم . فرحلوا إلى المدينة .
وكان الذي أسره ضرار بن الخطاب الفهري ، وقال :
تداركت سعدا عنوة فأسرته
وكان شفائي ، لو تداركت منذرا
ولو نلته طُلّت هناك جراحه
أحق دماء أن تهان وتهدرا
.
فأجابه حسان بن ثابت -رضي الله عنه-: فخرت بسعد الخير حين أسرته
وقلت : شفائي لو تداركت منذرا
وإن امرأ يهدي القصائد نحونا
. كمستبضع تمرا إلى أهل خيبرا
فلا تك كالشاة التي كان حتفها
بحفر ذراعيها . فلم ترض محفرا
ولا تك كالوسنان يحلم أنه
بقرية كسرى ، أو بقرية قيصرا
ولا تك كالثكلى ، وكانت بمعزل
عن الثكل لو أن الفؤاد تفكرا
ولا تك كالعاوي ، وأقبل نحره
ولم يخشه سهم من النبل مضمرا
أتفخر بالكتان لما لبسته
وقد يلبس الأنباط ريطا مقصرا
فلولا أبو وهب لمرت قصائد
على شرف البيداء يهوين حسرا .
وسمعت قريش قائلا يقول بالليل على أبي قبيس :
فإن يسلم السعدان يصبح محمد
بمكة لا يخشى خلاف المخالف
قالوا : من هما ؟ قال أبو سفيان : أسعد بن بكر أم سعد بن هزيم ؟ فلما كانت الليلة القابلة سمعوه يقول :
فيا سعد - سعد الأوس - كن أنت ناصرا
ويا سعد - سعد الخزرجين - الغطارف
أجيبا إلى داعي الهدى وتمنيا
على الله في الفردوس منة عارف
فإن ثواب الله للطالب الهدى
جنان من الفردوس ذات رفارف
فقال أبو سفيان : هذا والله سعد بن عبادة ، وسعد بن معاذ .
_________
مختصر السيرة
وتشاورت الأنصار أن يكروا إليه . فإذا هو قد طلع عليهم . فرحلوا إلى المدينة .
وكان الذي أسره ضرار بن الخطاب الفهري ، وقال :
تداركت سعدا عنوة فأسرته
وكان شفائي ، لو تداركت منذرا
ولو نلته طُلّت هناك جراحه
أحق دماء أن تهان وتهدرا
.
فأجابه حسان بن ثابت -رضي الله عنه-: فخرت بسعد الخير حين أسرته
وقلت : شفائي لو تداركت منذرا
وإن امرأ يهدي القصائد نحونا
. كمستبضع تمرا إلى أهل خيبرا
فلا تك كالشاة التي كان حتفها
بحفر ذراعيها . فلم ترض محفرا
ولا تك كالوسنان يحلم أنه
بقرية كسرى ، أو بقرية قيصرا
ولا تك كالثكلى ، وكانت بمعزل
عن الثكل لو أن الفؤاد تفكرا
ولا تك كالعاوي ، وأقبل نحره
ولم يخشه سهم من النبل مضمرا
أتفخر بالكتان لما لبسته
وقد يلبس الأنباط ريطا مقصرا
فلولا أبو وهب لمرت قصائد
على شرف البيداء يهوين حسرا .
وسمعت قريش قائلا يقول بالليل على أبي قبيس :
فإن يسلم السعدان يصبح محمد
بمكة لا يخشى خلاف المخالف
قالوا : من هما ؟ قال أبو سفيان : أسعد بن بكر أم سعد بن هزيم ؟ فلما كانت الليلة القابلة سمعوه يقول :
فيا سعد - سعد الأوس - كن أنت ناصرا
ويا سعد - سعد الخزرجين - الغطارف
أجيبا إلى داعي الهدى وتمنيا
على الله في الفردوس منة عارف
فإن ثواب الله للطالب الهدى
جنان من الفردوس ذات رفارف
فقال أبو سفيان : هذا والله سعد بن عبادة ، وسعد بن معاذ .
_________
مختصر السيرة