خذلني الحب!
الحب...تلك الكلمة التي تطرب لها الآذان وتهفو لها القلوب، مطلب الجميع ومقصد الصغير والكبير، رجالاً ونساءً عُرباً وعُجماً. ولأن الشيء تُعرف قيمته عند فقده فلا عجب أن تجد في أغلب الأحيان فاقد الحبّ مضطرب القلب وشارد البال؛ فهذا طفل فقد حُب والديه أو أحدهما ترى الحزن بادياً في عينيه، وهذا أب اتخذه أولاده مصرفاً لتأمين رغباتهم يعصر الندم قلبه على حب يبحث عنه عند من أفنى عمره لأجلهم. أمّا النساء اللاتي فقدن الحب، فرسالتي هذه خاصة لهنّ ولقلوبهن.
للحبّ عند النّساء أهميّة خاصة، ربّما للجِبِلّة التي جبلها الله عليها من رقّة وعطف وحنان، وللدور الذي خلقها الله لأدائه. فهي تحتاجه من الأب الذي يعده الله بدخول الجنة إذا أحسن رعايتها، ومن الأخ الذي لطالما تعتبره السّند والعزوة، وتحتاجه أيضا من الزوج والابن الذي أُمر بأن يلزم قدمها.
وإن كنا لا نتغافل عمّا تتعرض له المرأة في هذا العصر من ظلم وقع عليها من الرجال تحديداً، من الأب والأخ الذين أساؤوا في أحيان كثيرة استخدام سلطتهم، ومن الزوج الذي كسرها والابن الذي عقها ونكرها، إلا أنني أؤمن أن المرأة قادرة على أن تتخطى مشاكلها بمعزل عن الرجل؛ فللمرأة مع الخذلان في الحب أحوال، إذ أن هناك من تنهض وتكمل ما خلقه الله لأجلها كما كانت تفعل الجدّات والأمهات، وهناك من تتوقف طويلاً لتعود إلى قيد الحياة وهناك من تغيّر مسارها تماماً فتتنكر لكل الرجال بل ولرب الرجال الذي سن الشرع وأوامره.
خذلان الحب مؤلم والمؤلم أكثر أن تخذل المرأة نفسها بنفسها، وذلك حين تتنكر لمن لا يستحق الحب غيره سبحانه الذي وحده أخرجها من غيابة الوأد والاحتقار إلى عز الحرية والافتخار، فتكفر بشريعته إما سراً أو جهراً، وترفض أوامره وتتبع سبيل من يريدها أن تتساوى مع الرجل!
تخذل المرأة نفسها حين تسمح للرجل بأن يحتل كل زوايا القلب فتنهار إذا خَذَلها وتتخذه عدوها الأول وندها الدائم، وتظن أن الانتقام لن يكون إلا بالمساواة معه فتنشغل عن قضيتها الحقيقية بمعارك جانبية خاسرة في أغلب الأحيان. ولو أنها وجهت طاقتها إلى نفسها حيث المعركة الحقيقية لفازت بغنائم الحرية والسواء النفسي ولانتزعت حقوقها التي نسيتها أثناء حربها على الرجل، حيث نسيت أن تطالب بحقها في أن تكون لها الحرية في عدم إبراز زينتها للرجال، ونسيت المطالبة بحقها في اختيار زوجها وحقها في الأمومة وعدم إرهاقها بدوامات العمل الطويلة وإلى غير ذلك من الحقوق التي تطول قائمتها.
إن خذلان الحب ليس السبب الوحيد في شعور المرأة بالحاجة إلى التنافس مع الرجل، ولكنه بالتأكيد أحد أهم أسبابه وحري بالمرأة أن تتحرر فعلا من بوتقة الرجل من خلال إفراد العبودية لله بكمال محبته والخضوع له سبحانه، فهذا هو الطريق الوحيد الذي يحررها من شعور الكسر والغضب والخذلان والتبعية المطلقة، ويسلك بها طريق التوازن وفهم حقيقة الدنيا وابتلاءاتها والتلذذ بالأدوار المناطة بها في كل مراحل حياتها.
#الساريات 🕊️
الحب...تلك الكلمة التي تطرب لها الآذان وتهفو لها القلوب، مطلب الجميع ومقصد الصغير والكبير، رجالاً ونساءً عُرباً وعُجماً. ولأن الشيء تُعرف قيمته عند فقده فلا عجب أن تجد في أغلب الأحيان فاقد الحبّ مضطرب القلب وشارد البال؛ فهذا طفل فقد حُب والديه أو أحدهما ترى الحزن بادياً في عينيه، وهذا أب اتخذه أولاده مصرفاً لتأمين رغباتهم يعصر الندم قلبه على حب يبحث عنه عند من أفنى عمره لأجلهم. أمّا النساء اللاتي فقدن الحب، فرسالتي هذه خاصة لهنّ ولقلوبهن.
للحبّ عند النّساء أهميّة خاصة، ربّما للجِبِلّة التي جبلها الله عليها من رقّة وعطف وحنان، وللدور الذي خلقها الله لأدائه. فهي تحتاجه من الأب الذي يعده الله بدخول الجنة إذا أحسن رعايتها، ومن الأخ الذي لطالما تعتبره السّند والعزوة، وتحتاجه أيضا من الزوج والابن الذي أُمر بأن يلزم قدمها.
وإن كنا لا نتغافل عمّا تتعرض له المرأة في هذا العصر من ظلم وقع عليها من الرجال تحديداً، من الأب والأخ الذين أساؤوا في أحيان كثيرة استخدام سلطتهم، ومن الزوج الذي كسرها والابن الذي عقها ونكرها، إلا أنني أؤمن أن المرأة قادرة على أن تتخطى مشاكلها بمعزل عن الرجل؛ فللمرأة مع الخذلان في الحب أحوال، إذ أن هناك من تنهض وتكمل ما خلقه الله لأجلها كما كانت تفعل الجدّات والأمهات، وهناك من تتوقف طويلاً لتعود إلى قيد الحياة وهناك من تغيّر مسارها تماماً فتتنكر لكل الرجال بل ولرب الرجال الذي سن الشرع وأوامره.
خذلان الحب مؤلم والمؤلم أكثر أن تخذل المرأة نفسها بنفسها، وذلك حين تتنكر لمن لا يستحق الحب غيره سبحانه الذي وحده أخرجها من غيابة الوأد والاحتقار إلى عز الحرية والافتخار، فتكفر بشريعته إما سراً أو جهراً، وترفض أوامره وتتبع سبيل من يريدها أن تتساوى مع الرجل!
تخذل المرأة نفسها حين تسمح للرجل بأن يحتل كل زوايا القلب فتنهار إذا خَذَلها وتتخذه عدوها الأول وندها الدائم، وتظن أن الانتقام لن يكون إلا بالمساواة معه فتنشغل عن قضيتها الحقيقية بمعارك جانبية خاسرة في أغلب الأحيان. ولو أنها وجهت طاقتها إلى نفسها حيث المعركة الحقيقية لفازت بغنائم الحرية والسواء النفسي ولانتزعت حقوقها التي نسيتها أثناء حربها على الرجل، حيث نسيت أن تطالب بحقها في أن تكون لها الحرية في عدم إبراز زينتها للرجال، ونسيت المطالبة بحقها في اختيار زوجها وحقها في الأمومة وعدم إرهاقها بدوامات العمل الطويلة وإلى غير ذلك من الحقوق التي تطول قائمتها.
إن خذلان الحب ليس السبب الوحيد في شعور المرأة بالحاجة إلى التنافس مع الرجل، ولكنه بالتأكيد أحد أهم أسبابه وحري بالمرأة أن تتحرر فعلا من بوتقة الرجل من خلال إفراد العبودية لله بكمال محبته والخضوع له سبحانه، فهذا هو الطريق الوحيد الذي يحررها من شعور الكسر والغضب والخذلان والتبعية المطلقة، ويسلك بها طريق التوازن وفهم حقيقة الدنيا وابتلاءاتها والتلذذ بالأدوار المناطة بها في كل مراحل حياتها.
#الساريات 🕊️