لست وكيل على الناس، فلست الرب المحاسب، ولا الملَك الكاتب، ولا ولي الأمر المراقب، إن أحسنوا فلأنفسهم، وإن أساؤوا فعليها، إن أحسنوا إليك فاشكر وقابل بالمثل وأكثر، وإن أساؤوا فاعلم أنما يسيئون إلى أنفسهم علمتهم أو جهلتهم، تواروا بالسوء أم واجهوك به، ما لحقك من أذاهم شيء ما دام قلبك مانعًا نفوذهم، ونفسك تعرف قدرها، فلا تضخم شرهم، إنما ينفخونه في صحائفهم، ولا تذهب نفسك حسرات عليهم، إنما يأتي العباد كلهم إلى الله يوم القيامة فرادى، فطيب نفسًا، تأجج الغضب لن يوردك موردًا يليق بك، وحزنك المفرط لن ينفعك ولن يضرهم، وانعزالك سوء تدبير، ولن تأخذ منه بقدر ما تخسر..!