لقد كان للفلسفة السبينوزية تأثير كبير في علمنة العلوم التجربية وتحويلها من علوم عقلية إلى علوم مادية، فالمادة من بعد سبينوزا أصبحت مع هربرت سبنسر لا تفنى ولا تستحدث من العدم، أي أنها أصبحت علة لذاتها، وجاء البرت أينشتاين في القرن الماضي ليثبت أن المادة نفسها ماهي إلا طاقة مجمدة، وذلك عبر معادلته الشهيرة، وبالتالي تم تعديل قانون سبنسر ليصبح الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم، بل تتحول من صورة لأخرى، وهذا القانون الذي يلقن لأي مبتدأ في العلوم التجربية ما كان ليكون لولا سبينوزا.