رِثائيّات •

مَنْ سَارَ فِي دَربِي مَنْ عَاشَ فِي قَلبِي
مَـنْ كانَ لِي أمَـلاً.. إذَا خَبا ٱلأمَـلُ '💔

تَقبّلك ٱلله '

يا سجناً ضمّهم
لا أبقى الله لك سوراً ،"]

غَابَت عَنِ الرُّوحِ أوجَاعنا زَمَنًا..
مَا بَالهَا اليَوم تَـكِوي الرُّوحَ والجَسَدَا.!

مَا أَصعَب تَوديِع ٱلأمكِنَة.. فَ ٱلأمكِنة تَمرضُ خَلفَ أَصحابِها ورُبّما تَمُوت, لِ هٰذا يَخفُتُ ٱلنُّور بِها بَعد رَحيلِهم كثِيرَاً وَتَبدُو ٱلمَنَازِل ٱلمَهجُورة كَ ٱلمَرأة ٱلمُسنَّة بَيضَاء ٱلشَّعر مَحنِيةُ ٱلظَّهر شَاحِبة ٱلوَجْه.. فَ ٱلأمكِنة تَبكِي ولٰكِن لا يَسمعُ بُكاءَ ٱلأَمكِنَة إلّا إِنسَان سَترتِ ٱلأمكِنة بُكاءَ قَلبِه يَوماً, ولا يشْعُر بِ وهن ٱلأمكِنة عِند ٱلفِراق إلّا إِنْسانٌ سَندتهُ عِند وَهنِه جُدرانهَا '

لا تُكثِرَنَّ مِنَ الشَّكوَى إِلَى أَحَدٍ ،
فَذاكَ عَيبٌ على الأَحرارِ يُنتَقَدُ!

وَإِن دُفِعتَ لِأَمرٍ لا مَرَدَّ لَهُ ،
فاضرَع إِلَى اللّٰـهِ تُكفَى شَرَّ ما تَجِدُ!

جَرَى مدمعى فوق الْمَحَاجِرِ وانْهَمَلْ
وحَرُّ الغَضَا قدْ زَادَ فى القَلْبِ واشْـتَعَلْ

وهَدَّ فُؤَادِى يَوْمَ أُخْـبِرْتُ نَعْيَهُ
وضَاقَتْ بِيَ الدُّنيا ودَمْعِيَ قد هَطَلْ

وزَادَتْ بِيَ الأحْـزَانُ والْهَمُّ ضَرَّنِي
وعَنْ قَـلْبِيَ الْمَحْزُونِ بِاللهِ لا تَسَـلْ

سَـأَبْكِى عَلَيْهِ كُلَّمَا أَظْـلَمَ الدُّجَى
وما ابْتَسَمَ الصُّبـْحُ الْمُنِيرُ وما اسْـتَهَلْ

لقَدْ كانَ بَدْرًا زَائِدَ الْحُسْنِ طَـالِعًا
فأَصْبَحَ بَعْدَ النُّورِ والزَّهْوِ قدْ أفَـلْ

وكانَ كَرِيمَ العَمِّ والْخَـالِ سَـيِّدًا
إذَا قَامَ سوقُ الْحَرْبِ لَمْ يَعْرِفِ الْوَجَلْ

أحَاطَتْ بِهِ خَيْلُ اللِّئَامِ بِأَسْـرِهِمْ
وقَدْ مَكَّنـُـوا مِنْهُ الْمُهَنَّدَ والأسَـلْ

فَوَا أسَفَا لَوْ أنَّـنِى كُنتُ حَاضِرًا
بِأبْيَضَ مَاضٍ لِلْجَنَاحَيْنِ مُنتَصِـلْ

تَرَكْـتُهُمُ وَسْطَ الْمَعَامِعِ جِيـفَةً
عَلَيْهَا تُسَاقُ الطَّـيْرُ فى السَّـهْلِ والْجَبَلْ

وحَقِّ الَّذِى حَجَّتْ قُرَيْشٌ لِبَيْتِهِ
وأرْسَـلَ طَـهَ الْمُصْطَفَى غَايةَ الأمَلْ

لأقْتُلَ مِنْـهُمْ فى الوَغَى ألفَ سَيِّدٍ
إذَا سَـلَّمَ الرَّحـمنُ واتَّسَـعَ الأجَـلْ .

سيفُ الله المسلولْ - خالد بن الوليد - يرثِي ابنهُ سليمانْ - رحمهما الله

‏غِبتُم فَأظلَمَتِ الدُّنيَا لِغَيبَتِكُم؛
وضَاقَ مِن بَعدِكُم رَحبٌ وأقطَارُ .!

لَيتَ الغُرَابَ الَّذِي نَادَىٰ بِفُرقَتِكُم..
عَارٍ مِنَ الرِّيشِ لا تَحوِيهِ أوكَارُ .!

بَعدَ النَّعِيمِ بَعُدنَا عَن مَنَازِلنَا..
وبَعدَ أحبَابِنَا شَطَّت بِنَا الدَّارُ .!

‏لَم يَبقَ شَيءٌ منَ الدُنيا بِأَيدينَا
إِلَّا بَقِيَّةُ - دَمْعٍ - في مَآقينَا ،"]

عزَّ الفِراقُ لِمحبوبٍ محبّتُهُ
تُدمِي القُلوبَ إذَا يوماً فقدنَاهُ ،"]

قَد يَقتلُ الحزنُ مَن أحبابُه بَعُدوا
عنهُ فَكيفَ بِمنْ أحبابُهُ فُقِدُوا ..!

ㅤ
"‏رَبَّاهُ أمنِيَّتِي عَفوٌ ومَكرَمَةٌ
وفِي يَدَيَّ مِنَ التَّفرِيطِ عِصيَانُ..

فَاغفِر أيَا رَبُّ تَقصِيرًا بُلِيتُ بِهِ،
إنَّ الفُؤَادَ لِعَفوٍ مِنكَ ظَمآنُ.."

عِنْدمَا يَمُوتُ أحَدُ أَحبَابِ ٱلمَرء تَشتَعِلُ أربَعينَ شَمْعَةً فِي قَلْبِه.. ثُمّ خِلال أَربَعِين يَوْماً تَنْطفِئُ واحِدة تِلوَ الأُخَرىٰ وَ تَذهَبْ.. وفِي ٱليَومِ ٱلأَربَعِين تَنْطفِئ ٱلشّمْعةُ ٱلأربَعِين وَلٰكنْ بَعدَها تَأتِي لَحظة.. رائِحة أوْ ذِكرىٰ أوْ مَا شابَه تَشتعِلُ تِلكَ ٱلشّمعةُ ٱلأربَعِين طوالَ ٱلعُمر '

يَا ضَيَاع أَصْوَاتَنا في نِداءِ ٱلأَسرىٰ '💔

وأُحسُّ هذا القلبَ يُنازعُني إلى قومٍ ذهبوا بلا رَجعة، وفارقوا بلا وداع، وغابوا عنّا بلا خبر.. دخلوا إلى أنفسِنا ولا تحويهم، وخرجوا منها ولا تخلو منهم، فما دخلوا ولا خرجوا!

القلبُ حادٍ والجوارحُ عيسُهُ
والعقل يأبى والمَدامعُ مُنْهكة

كحمامةٍ مُنِعت دخول بلادها
إذ لم تكن عند الدخول مجمركة

كرصاصة وجدت بجيب مجاهد
نَفِذت ذخائرُهُ بأرض المعركة

كوداعِ أمٍ كابتسامةِ راحلٍ
ككتابِ توحيدٍ بدارٍ مشركة

النَّادرون خيارُ من وطِئَ الثَّرى
بنداهُمُ حتى البهائم مدركة

الباسلون إذا المعامعُ أقبلَتْ
ألفيتَ كلاً في المعامعِ مهلكة

كل المفاخر دونهم أكذوبةٌ
كل القصائدِ في سواهم فبركة

_

جُــرحٌ أصَـابَ القلبَ بعدَ رحيلهِ
فالنفسُ فِـي نارِ الأسَــى تتقلبُ

جَلَّ المُصَــابُ بفقـدهِ وذهَـــابهِ
فدعِ العيونَ بدمعِـهَـــا تَتَصَـبَّبُ

يمضي الخيارُ وَتنقضي آجالهُم
لكنَّ شَمــسَ صَنيِــعهمْ لا تغرُبُ
-

مَاتُوا وَعِشنَا فهُم عَاشُوا بِمَوتِهمُ،
وَنَحنُ في صُوَرِ الأَحيَاءِ أَموَاتُ!
-