خريطة توازن النظام الدولي وكيفية فهم الصراعات 13
نظرة على المصلحة السياسية وتوازن النفوذ 2
السمات الأساسية
نظام النفوذ على مستوى الدولة أو الإقليم أو العالم يتصف ببعض السمات الاساسية منها:
➖ نظام مشغول دائما أي ليس به فراغ, بمعنى أنه أشبه ما يكون خاضع لقوانين الفيزياء والطبيعة, فعندما تكون لديك زجاجة مملؤة بالماء فاذا سكبت الماء على الأرض دخل الهواء محله وشغل نفس الحيز, فاذا وضعت زيتاً في نفس الزجاجة خرج الهواء, وهكذا دوماً ترسم خريطة النفوذ على أي مستوى, فأي انحسار لنفوذ في مكان ما يصاحبه بالتبعية زحف لنفوذ آخر في نفس المنطقة, وإن لم يكن مشاهدا للبعض مثل الهواء أو حتى لو كان غير متجانسٍ مثل الزيت والماء.
➖ نظام متوازن ومستقر, بمعنى أن له أقطاب أو أعمدة تتركز عليها مكامن النفوذ والقوة, بشكل يسمح للنظام كله بأداء وظيفته, فإذا حدث اختلال يحدث عدم استقرار وصراعات خارج إطار النظام, كما أنها غير محكومة وتستمر حتى تنشئ نظاماً آخر يتمتع بالتوازن والاستقرار, مثل بنية الذرة التي تتساوى بداخلها الشحنات الموجبة والسالبة , فالذرات المشعة التي أنويتها غير مستقرة تستمر بالإشعاع والانشطار بحثاً عن الاستقرار مرة أخرى.
➖ الوسيلة الوحيدة لقياس النفوذ هي الأحداث العملية فقط, وليست التصريحات الإعلامية, أو الدعايات السياسية والادعاءات الشخصية.
➖ التحالفات والصراعات وجهان لعملة واحدة في حساب النفوذ, فكما يتغير وضع النفوذ بالنسبة للأطراف المتصارعة يتغير أيضاً بالنسبة للأطراف المتحالفة بناء على النتائج على أرض الواقع, حتى لو كان التحالف بين حاكم وتابع يمكن في النهاية أن يكون نتيجة هذا التحالف زيادة في نفوذ التابع وارتقائه إلى مرتبة أعلى, وعلى هذا الأمر أمثلة لا تعد ولا تحصى, مثل (محمد علي والدولة العثمانية) و (ايران وامريكا), والكثير جداً مما يصعب حصره, فلذا لابد من القراءة الصحيحة لأي صراع أو تحالف ومتابعة متغيرات الواقع التي تحكم النتيجة النهائية لحساب النفوذ.
➖ هناك نفوذ وهمي ومؤقت, بمعنى أنه إذا كان هناك عدة قوى تتصارع على النفوذ في مستوى معين سواء محلياً أو اقليمياً وحدث لظروف معينة ضعف وانحسار لهذه الأطراف فالطرف المتبقي يبدو حينها نفوذه كبيراً وضخماً أكبر من واقع حجمه, ويستطيع الطرف الذي تسنح له الفرصة بالتمتع بمثل هذا النفوذ الوهمي من تحويله إلى نفوذ حقيقي, بشرط توفر الظروف المناسبة, ووجود وعي لدى هذا الطرف بحجمه الفعلي, ووجود خطة لترسيخ نفوذه الجديد كنفوذ حقيقي, وإلا فإنه يفقد هذا النفوذ بسهولة بمجرد وجود طرف أخر عند القدرة على ملء الفراغ وكسب النفوذ.
ولتحليل وفهم أي أحداث لابد من :
1⃣ تجريد الأطراف الفاعلة ومعرفة طبقاتها وتصنيفها.
2⃣ رسم خريطة لمصالح كل طرف ومدى نفوذه.
3⃣ معرفة العلاقات بين الأطراف سواء صراعات أو تحالفات.
4⃣ معرفة العوامل المؤثرة على هذه العلاقة سواء الصراع أو التحالف.
وهكذا نتمكن من توضيح الرؤية في الأحداث وقياس تأثيرها علينا ووضع احتمالات لمستقبلها وخطط للتعامل معها حاليا ومستقبلاً.
{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود:88]
تابعونا على قناة بروج لنشر الوعي بالسياسة الشرعية
@borwj
نظرة على المصلحة السياسية وتوازن النفوذ 2
السمات الأساسية
نظام النفوذ على مستوى الدولة أو الإقليم أو العالم يتصف ببعض السمات الاساسية منها:
➖ نظام مشغول دائما أي ليس به فراغ, بمعنى أنه أشبه ما يكون خاضع لقوانين الفيزياء والطبيعة, فعندما تكون لديك زجاجة مملؤة بالماء فاذا سكبت الماء على الأرض دخل الهواء محله وشغل نفس الحيز, فاذا وضعت زيتاً في نفس الزجاجة خرج الهواء, وهكذا دوماً ترسم خريطة النفوذ على أي مستوى, فأي انحسار لنفوذ في مكان ما يصاحبه بالتبعية زحف لنفوذ آخر في نفس المنطقة, وإن لم يكن مشاهدا للبعض مثل الهواء أو حتى لو كان غير متجانسٍ مثل الزيت والماء.
➖ نظام متوازن ومستقر, بمعنى أن له أقطاب أو أعمدة تتركز عليها مكامن النفوذ والقوة, بشكل يسمح للنظام كله بأداء وظيفته, فإذا حدث اختلال يحدث عدم استقرار وصراعات خارج إطار النظام, كما أنها غير محكومة وتستمر حتى تنشئ نظاماً آخر يتمتع بالتوازن والاستقرار, مثل بنية الذرة التي تتساوى بداخلها الشحنات الموجبة والسالبة , فالذرات المشعة التي أنويتها غير مستقرة تستمر بالإشعاع والانشطار بحثاً عن الاستقرار مرة أخرى.
➖ الوسيلة الوحيدة لقياس النفوذ هي الأحداث العملية فقط, وليست التصريحات الإعلامية, أو الدعايات السياسية والادعاءات الشخصية.
➖ التحالفات والصراعات وجهان لعملة واحدة في حساب النفوذ, فكما يتغير وضع النفوذ بالنسبة للأطراف المتصارعة يتغير أيضاً بالنسبة للأطراف المتحالفة بناء على النتائج على أرض الواقع, حتى لو كان التحالف بين حاكم وتابع يمكن في النهاية أن يكون نتيجة هذا التحالف زيادة في نفوذ التابع وارتقائه إلى مرتبة أعلى, وعلى هذا الأمر أمثلة لا تعد ولا تحصى, مثل (محمد علي والدولة العثمانية) و (ايران وامريكا), والكثير جداً مما يصعب حصره, فلذا لابد من القراءة الصحيحة لأي صراع أو تحالف ومتابعة متغيرات الواقع التي تحكم النتيجة النهائية لحساب النفوذ.
➖ هناك نفوذ وهمي ومؤقت, بمعنى أنه إذا كان هناك عدة قوى تتصارع على النفوذ في مستوى معين سواء محلياً أو اقليمياً وحدث لظروف معينة ضعف وانحسار لهذه الأطراف فالطرف المتبقي يبدو حينها نفوذه كبيراً وضخماً أكبر من واقع حجمه, ويستطيع الطرف الذي تسنح له الفرصة بالتمتع بمثل هذا النفوذ الوهمي من تحويله إلى نفوذ حقيقي, بشرط توفر الظروف المناسبة, ووجود وعي لدى هذا الطرف بحجمه الفعلي, ووجود خطة لترسيخ نفوذه الجديد كنفوذ حقيقي, وإلا فإنه يفقد هذا النفوذ بسهولة بمجرد وجود طرف أخر عند القدرة على ملء الفراغ وكسب النفوذ.
ولتحليل وفهم أي أحداث لابد من :
1⃣ تجريد الأطراف الفاعلة ومعرفة طبقاتها وتصنيفها.
2⃣ رسم خريطة لمصالح كل طرف ومدى نفوذه.
3⃣ معرفة العلاقات بين الأطراف سواء صراعات أو تحالفات.
4⃣ معرفة العوامل المؤثرة على هذه العلاقة سواء الصراع أو التحالف.
وهكذا نتمكن من توضيح الرؤية في الأحداث وقياس تأثيرها علينا ووضع احتمالات لمستقبلها وخطط للتعامل معها حاليا ومستقبلاً.
{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود:88]
تابعونا على قناة بروج لنشر الوعي بالسياسة الشرعية
@borwj