🔴 مقال عن العمليات العسكرية في منطقتي شرق سكة الحديد وعفرين والفوارق السياسية بينهما.
🖌ما بين "سكة الحديد" و"غصن الزيتون"🖌
يحكى أن ضفدعتين سقطتا في بئر فاجتمع فوقهما جمع من بني جلدتهما, وأخذوا يتباكون ويخذلون الضفدعتين عن القفز فالبئر عميقة والهلاك محتوم, استسلمت إحداهما وسقطت إلى أسفل البئر، واستمرت الأخرى بالقفز محاولة الخروج وكأنهم يشجعونها!, وبعد محاولات كثيرة استطاعت الضفدعة الخروج من البئر ليكتشف الجمع المندهش أنها صماء.
بعض العقول لا تفكر إلا في اتجاه واحد, اتجاه فقد الأمل وترك العمل, لذلك يكون الصمم عن سماع صوت هذه العقول نعمة ونجاة, إن النصر والفرج من عند الله وحده وقد قرنه الله بالعمل والأسباب.
يقول البعض إنها تفاهمات دولية أكبر منا, أو مؤامرة كونية لا قبل لنا بها, قد يكون!, لكن السؤال: لماذا نكون شركاء فيها؟, وضد من؟, الجواب: ضدنا نحن.
جزء كبير من المنطقة المحررة شرق سكة الحديد وحتى من غربها أيضاً مقابل العملية العسكرية التركية في عفرين, "سكة الحديد" مقابل "غصن الزيتون".
الكل موافق على هذه الصفقة, النظام وحلفاؤه وتركيا وحتى الفصائل في المحرر, والدليل على ذلك أن هذه الفصائل لم تقاتل أرتال النظام شرق سكة الحديد عدا هيئة تحرير الشام وبعض فصائل الجيش الحر الرافضة لاتفاقية أستانا.
على مبدأ سلم واستلم, تقدم النظام بسرعة ليستولي على المنطقة التي سمحت له تركيا ومن معها من الفصائل باستلامها بسهولة, ليأتي دور الأتراك ومن معهم لكي يستلموا عفرين, وهل استلام عفرين بهذه السهولة؟.
لو كان التسليم والاستلام على مراحل لكان ذلك أضمن لتركيا ولمن معها بأن لا تدخل في حرب استنزاف مع الميليشيات الكردية التي هيأت نفسها لذلك, والتي يمدها النظام وحلفاؤه فيها للنيل من تركيا ومن معها.
روسيا أخذت ما تريد وضمنت تركيا لها سلامة الطريق, ولم يعترض طريقها شرق السكة إلا هيئة التحرير ومن معها, وهي بدورها أعطت الضوء الأخضر لتركيا لكن من يضمن لها سلامة الطريق؟.
يوجد فوراق كبيرة وكثيرة بين هذه المنطقة وتلك, فالمحرر يعيش في فوضى سياسية وعسكرية بسبب التفرق والفصائلية, بل وحرب بين الفصائل, في بعض الأحيان عسكرية, وفي معظمها إعلامية, لا يوجد عمل مشترك ولا حتى تنسيق فعال, وليس هناك قرار مستقل إلا عند بعض الفصائل, ولا يوجد رؤية سياسية عند الغالبية العظمى من هذه الفصائل, فالرؤية محدودة في حكم منطقة أو السيطرة على بلدة أو معارضة فصيل آخر في حق أو باطل لا يهم , المهم إثبات الأنا.
هذا على عكس الميليشيات الكردية ذات القيادة الواحدة والقرار المستقل والرؤية السياسية الواضحة.
لن تسلم هذه الميليشيات منطقة عفرين بهذه السهولة ولن ترضخ للإرادة التركية, وهي تمتلك الكثير من الخيارات السياسية والعسكرية لتخرج من هذه الأزمة, ليس كالفصائل التي حصرت خياراتها في خيار واحد فقط, وهو تسليم المنطقة شرق السكة نزولاً عند رغبة ضامني اتفاقية أستانا.
صرح القيادي في المليشيات الكردية آلدار خليل بأن روسيا طلبت منهم تسليم مناطق خاضعة لسيطرتهم لنظام الاسد، مقابل منع عملية عفرين, وأنهم رفضوا وسيدافعون عن كل المناطق الخاضعة لهم.
هذا الذي عرضته روسيا خيار, فسهل على روسيا أن تخون عهدها مع الأتراك مقابل مكاسب تبتز الأكراد لتحقيقها, وعقد اتفاقية بين الأكراد في عفرين والأتراك خيار آخر, والاستمرار في الحرب بدعم من جهات كثيرة خيار ثالث, ولن تعدم القيادة الكردية الوسائل للخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر الممكنة.
ما الذي يجعل الميليشيات الكردية تتمسك بكل شبر تسيطر عليه ولا تقبل المساومة عليه, ويجعل الفصائل تفرط بمنطقة استراتيجية كبيرة شرق سكة الحديد ليصبح ما غرب السكة تحت رحمة النظام ونيران مدفعيته وراجماته؟, لعل السبب هو ما قاله المشاركون في مؤتمر أستانة ومن أفتى أو برَّر لهم, "لنخفف عن شعبنا المعاناة", أوهكذا يكون تخفيف المعاناة؟.
اتفاقية خفض التصعيد كبلت الفصائل التي ذهبت لتخفيف المعاناة عن شعبها, وأطلقت يد النظام وحلفائه قصفاً للغوطة ولإدلب وتقدما عسكرياً لم يحلم به قبل هذه الاتفاقية.
المكاسب التي ستحققها تركيا من عملية "غصن الزيتون" استراتيجية لها, لكن بالمقابل ما هي المكاسب التي ستجنيها الفصائل التي تشارك مع تركيا في هذه العملية, وما هي الوعود التركية لهذه الفصائل, هل ستسمح لها بقتال النظام لاسترجاع المناطق التي تقدم إليها, وهل ستدعم تركيا هذه الفصائل في العمل لإسقاط النظام؟!, أم ستقدمها وما تسيطر عليه من مناطق قرباناً مقابل القضاء على الخطر الكردي شرق الفرات؟!، وبالطبع فإن هذه المعادلة تدخل فيها كل القوى المعادية للثورة بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية الداعم والمستفيد الأكبر من الميليشيات الكردية.
إذا افترضنا مكسباً متحققاً من عملية "غصن الزيتون" ستجنيه الفصائل, هل يعوض هذا المكسب الخسارة الكبيرة للثورة في عملية "سكة الحديد"؟, لا أرى من يتفكر في هذا السؤال وجوابه, إل
🖌ما بين "سكة الحديد" و"غصن الزيتون"🖌
يحكى أن ضفدعتين سقطتا في بئر فاجتمع فوقهما جمع من بني جلدتهما, وأخذوا يتباكون ويخذلون الضفدعتين عن القفز فالبئر عميقة والهلاك محتوم, استسلمت إحداهما وسقطت إلى أسفل البئر، واستمرت الأخرى بالقفز محاولة الخروج وكأنهم يشجعونها!, وبعد محاولات كثيرة استطاعت الضفدعة الخروج من البئر ليكتشف الجمع المندهش أنها صماء.
بعض العقول لا تفكر إلا في اتجاه واحد, اتجاه فقد الأمل وترك العمل, لذلك يكون الصمم عن سماع صوت هذه العقول نعمة ونجاة, إن النصر والفرج من عند الله وحده وقد قرنه الله بالعمل والأسباب.
يقول البعض إنها تفاهمات دولية أكبر منا, أو مؤامرة كونية لا قبل لنا بها, قد يكون!, لكن السؤال: لماذا نكون شركاء فيها؟, وضد من؟, الجواب: ضدنا نحن.
جزء كبير من المنطقة المحررة شرق سكة الحديد وحتى من غربها أيضاً مقابل العملية العسكرية التركية في عفرين, "سكة الحديد" مقابل "غصن الزيتون".
الكل موافق على هذه الصفقة, النظام وحلفاؤه وتركيا وحتى الفصائل في المحرر, والدليل على ذلك أن هذه الفصائل لم تقاتل أرتال النظام شرق سكة الحديد عدا هيئة تحرير الشام وبعض فصائل الجيش الحر الرافضة لاتفاقية أستانا.
على مبدأ سلم واستلم, تقدم النظام بسرعة ليستولي على المنطقة التي سمحت له تركيا ومن معها من الفصائل باستلامها بسهولة, ليأتي دور الأتراك ومن معهم لكي يستلموا عفرين, وهل استلام عفرين بهذه السهولة؟.
لو كان التسليم والاستلام على مراحل لكان ذلك أضمن لتركيا ولمن معها بأن لا تدخل في حرب استنزاف مع الميليشيات الكردية التي هيأت نفسها لذلك, والتي يمدها النظام وحلفاؤه فيها للنيل من تركيا ومن معها.
روسيا أخذت ما تريد وضمنت تركيا لها سلامة الطريق, ولم يعترض طريقها شرق السكة إلا هيئة التحرير ومن معها, وهي بدورها أعطت الضوء الأخضر لتركيا لكن من يضمن لها سلامة الطريق؟.
يوجد فوراق كبيرة وكثيرة بين هذه المنطقة وتلك, فالمحرر يعيش في فوضى سياسية وعسكرية بسبب التفرق والفصائلية, بل وحرب بين الفصائل, في بعض الأحيان عسكرية, وفي معظمها إعلامية, لا يوجد عمل مشترك ولا حتى تنسيق فعال, وليس هناك قرار مستقل إلا عند بعض الفصائل, ولا يوجد رؤية سياسية عند الغالبية العظمى من هذه الفصائل, فالرؤية محدودة في حكم منطقة أو السيطرة على بلدة أو معارضة فصيل آخر في حق أو باطل لا يهم , المهم إثبات الأنا.
هذا على عكس الميليشيات الكردية ذات القيادة الواحدة والقرار المستقل والرؤية السياسية الواضحة.
لن تسلم هذه الميليشيات منطقة عفرين بهذه السهولة ولن ترضخ للإرادة التركية, وهي تمتلك الكثير من الخيارات السياسية والعسكرية لتخرج من هذه الأزمة, ليس كالفصائل التي حصرت خياراتها في خيار واحد فقط, وهو تسليم المنطقة شرق السكة نزولاً عند رغبة ضامني اتفاقية أستانا.
صرح القيادي في المليشيات الكردية آلدار خليل بأن روسيا طلبت منهم تسليم مناطق خاضعة لسيطرتهم لنظام الاسد، مقابل منع عملية عفرين, وأنهم رفضوا وسيدافعون عن كل المناطق الخاضعة لهم.
هذا الذي عرضته روسيا خيار, فسهل على روسيا أن تخون عهدها مع الأتراك مقابل مكاسب تبتز الأكراد لتحقيقها, وعقد اتفاقية بين الأكراد في عفرين والأتراك خيار آخر, والاستمرار في الحرب بدعم من جهات كثيرة خيار ثالث, ولن تعدم القيادة الكردية الوسائل للخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر الممكنة.
ما الذي يجعل الميليشيات الكردية تتمسك بكل شبر تسيطر عليه ولا تقبل المساومة عليه, ويجعل الفصائل تفرط بمنطقة استراتيجية كبيرة شرق سكة الحديد ليصبح ما غرب السكة تحت رحمة النظام ونيران مدفعيته وراجماته؟, لعل السبب هو ما قاله المشاركون في مؤتمر أستانة ومن أفتى أو برَّر لهم, "لنخفف عن شعبنا المعاناة", أوهكذا يكون تخفيف المعاناة؟.
اتفاقية خفض التصعيد كبلت الفصائل التي ذهبت لتخفيف المعاناة عن شعبها, وأطلقت يد النظام وحلفائه قصفاً للغوطة ولإدلب وتقدما عسكرياً لم يحلم به قبل هذه الاتفاقية.
المكاسب التي ستحققها تركيا من عملية "غصن الزيتون" استراتيجية لها, لكن بالمقابل ما هي المكاسب التي ستجنيها الفصائل التي تشارك مع تركيا في هذه العملية, وما هي الوعود التركية لهذه الفصائل, هل ستسمح لها بقتال النظام لاسترجاع المناطق التي تقدم إليها, وهل ستدعم تركيا هذه الفصائل في العمل لإسقاط النظام؟!, أم ستقدمها وما تسيطر عليه من مناطق قرباناً مقابل القضاء على الخطر الكردي شرق الفرات؟!، وبالطبع فإن هذه المعادلة تدخل فيها كل القوى المعادية للثورة بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية الداعم والمستفيد الأكبر من الميليشيات الكردية.
إذا افترضنا مكسباً متحققاً من عملية "غصن الزيتون" ستجنيه الفصائل, هل يعوض هذا المكسب الخسارة الكبيرة للثورة في عملية "سكة الحديد"؟, لا أرى من يتفكر في هذا السؤال وجوابه, إل