ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺘﻘﺒﻴﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻘﺔ، ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ، ﻭﺗﻘﺒﻴﻞ ﻳﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ـ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ـ ﻓﻲ ﺳﻠﺴﻠﺘﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ ﺍﻷﻭّﻝ ـ ﺗﺤﺖ ﺣﺪﻳﺚ ﺭﻗﻢ ( 160 ) ـ :
( .. ﻓﺎﻟﺤﻖُّ ﺃﻥّ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻧﺺٌّ ﺻﺮﻳﺢ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ( ﺍﻟﺘﻘﺒﻴﻞ ) ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ، ﻭﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺗﻘﺒﻴﻞ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ؛ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻇﺎﻫﺮ ..
ﻭﺃﻣّﺎ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥّ ﺍﻟﻨﺒﻲّ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺒّﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ؛ ﻣﺜﻞ ﺗﻘﺒﻴﻠﻪ ﻭﺍﻋﺘﻨﺎﻗﻪ ﻟﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻭﻣﻪ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ، ﻭﺍﻋﺘﻨﺎﻗﻪ ﻷﺑﻲ ﺍﻟﻬﻴﺜﻢ ﺑﻦ ﺍﻟﺘﻴﻬﺎﻥ ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ؛ ﻓﺎﻟﺠﻮّﺍﺏ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ :
( ﺍﻷﻭﻝ ) : ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﻌﻠﻮﻟﺔ ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺣﺠﺔ ، ﻭﻟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺘﻔﺮﻍ ﻟﻠﻜﻼﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻋﻠﻠﻬﺎ ﺇﻥْ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
( ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ) : ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺻﺢّ ﺷﻲﺀ ﻣﻨﻬﺎ ؛ ﻟﻢ ﻳﺠﺰ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﺭﺽ ﺑﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻓﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲّ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴّﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻫﻦ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﻬﺎ ، ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ؛ ﻷﻧﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﻗﻮﻟﻲّ ﻭﺧﻄﺎﺏ ﻋﺎﻡ ﻣﻮﺟّﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺔ ؛
ﻓﻬﻮ ﺣﺠﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ؛ ﻟﻤﺎ ﺗﻘﺮﺭ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻷُﺻﻮﻝ ﺃﻥّ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻣﻘﺪّﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ ، ﻭﺍﻟﺤﺎﻇﺮ ﻣﻘﺪﻡٌ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﻴﺢ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻗﻮﻝٌ ﻭﺣﺎﻇﺮٌ ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻤﻘﺪّﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻟﻮ ﺻﺤّﺖ .
ﻭﺃﻣّــﺎ ( ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ) .. ﻭ ( ﺍﻟﻤﻌﺎﻧـﻘﺔ ) ؛ ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺃﻧّﻪ ﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ؛ ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﺣﻴﻨﺌﺬٍ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺻﻞ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ ، ﻭﺑﺨﺎﺻّﺔ ﺃﻧﻪ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ،
ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : " ﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﺗﻼﻗﻮﺍ ؛ ﺗﺼﺎﻓﺤﻮﺍ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻣﻦ ﺳﻔﺮٍ ؛ ﺗﻌﺎﻧﻘﻮﺍ " . ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺳﻂ ، ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺬﺭﻱ ( 3/270 ) ،ﻭﺍﻟﻬﻴﺜﻤﻲ ( 8/36 ) . ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ( 7/100 ) ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ :
" ﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘﻮﺍ ؛ ﺻﺎﻓﺤﻮﺍ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻣﻦ ﺳﻔﺮ ؛ ﻋﺎﻧﻖ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎً ." ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻤﻔﺮﺩ ( 970 ) ، ﻭﺃﺣﻤﺪ ( 3/495 ) ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ : " ﺑﻠﻐﻨﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺭﺟﻞٍ ﺳﻤﻌﻪ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﺎﺷﺘﺮﻳﺖ ﺑﻌﻴﺮﺍً ، ﺛﻢّ ﺷﺪﺩﺕُ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺣﻠﻲ ، ﻓﺴﺮﺕُ ﺇﻟﻴﻪ ﺷﻬﺮﺍً ﺣﺘﻰ ﻗﺪﻣﺖُ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﺎﻡ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﻧﻴﺲ ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻠﺒـﻮﺍﺏ : ﻗﻞ ﻟﻪ : ﺟﺎﺑﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ . ﻓﻘﺎﻝ : ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ؟ ﻗﻠﺖُ : ﻧﻌﻢ .
ﻓﺨﺮﺝ ﻳﻄﺄ ﺛﻮﺑﻪ ﻓﺎﻋﺘﻨﻘﻨﻲ ﻭﺍﻋﺘﻨﻘﺘﻪ " ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ . ﻭﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺣﺴﻦ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ( /1 195 ) ، ﻭﻋﻠّﻘﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ . ﻭﺻﺢّ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺘَّﻴِّﻬﺎﻥ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﻴﻦ ﺟﺎﺀﻩ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻳﻘﺘﻪ ؛ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﺼﺮ ﺍﻟﺸﻤﺎﺋﻞ ( 113 ) .
## ﻭﺃﻣّــﺎ ( ﺗﻘﺒﻴﻞ ﺍﻟﻴـﺪ ) … ﻓـﻔﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺃﺛﺎﺭ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻳﺪﻝُّ ﻣﺠﻤﻮﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺛﺒﻮﺕ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺍﻟﺴﻠﻒ ، ﻓﻨﺮﻯ ﺟــﻮﺍﺯ ( ﺗﻘﺒﻴﻞ ﻳﺪ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻢ ) ﺇﺫﺍ ﺗﻮﻓّﺮﺕ ﺍﻟﺸـﺮﻭﻁ ﺍﻵﺗﻴﺔ :
1 _ ﺃﻥْ ﻻ ﻳﺘﺨﺬ ﻋﺎﺩﺓً ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﻄﺒﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺪّ ﻳﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺗﻼﻣﺬﺗﻪ ، ﻭﻳﺘﻄﺒّﻊ ﻫﺆﻻﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺒﺮﻙ ﺑﺬﻟﻚ ، ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺇﻥْ ﻗُﺒﻠﺖ ﻳﺪﻩ ؛ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺪﺭﺓ ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ؛ ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳُﺠﻌﻞ ﺳﻨﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ؛ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ .
2 _ ﺃﻥْ ﻻ ﻳﺪﻋﻮ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺗﻜﺒﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﺭﺅﻳﺘﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ؛ ﻛﻤــﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻴﻮﻡ .
3 _ ﺃﻥْ ﻻﻳﺆﺩﻱ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺳﻨﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ؛ ﻛﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻓﺤﺔ ؛ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﺑﻔﻌﻠﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﻮﻟﻪ ، ﻭﻫﻲ ﺳﺒﺐٌ ﺷﺮﻋﻲّ ﻟﺘﺴﺎﻗﻂ ﺫﻧﻮﺏ ﺍﻟﻤﺘﺼﺎﻓﺤﻴﻦ ؛ ﻛﻤﺎ ﺭﻭﻱ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﻭﺍﺣﺪ ؛ ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﺇﻟﻐﺎﺅﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻣﺮ ﺃﺣﺴﻦ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﺃﻧـﻪ ﺟﺎﺋـﺰ . ) ﺍ . ﻫـ
ﺳﻠﺴﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻓﻘﻬﻬﺎ ﻭﻓﻮﺍﺋﺪﻫﺎ ( 300 /1 ـ 302 ﺗﺤﺖ ﺣﺪﻳﺚ ﺭﻗﻢ 160
@da3wassalifiadz