دليل التّائبات


Kanal geosi va tili: ko‘rsatilmagan, ko‘rsatilmagan
Toifa: ko‘rsatilmagan


﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (الزمر: 53)

Связанные каналы  |  Похожие каналы

Kanal geosi va tili
ko‘rsatilmagan, ko‘rsatilmagan
Toifa
ko‘rsatilmagan
Statistika
Postlar filtri


ليكن "التجرّد لله" وقودًا للحزم والإرادة عندك كي تصبح اعتبارات وعادات وأهواء المحيطين الفاسدة -على اختلاف صلتهم بك- ضعيفًة لا تنافس في أي ظرفٍ وصية الله ورسوله ﷺ بالعض على السنن واجتناب سبل من عاش في غفلةٍ وابتداعٍ ضالٍّ وكفر.

ليكن التجردُ ذاكَ همماً للقلب والجسدِ تنادي بقوة الإصرار : "وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ"!


سادسًا: الشيطانُ يَستَثمِر الفضيحةَ حتى يُقنِّط المرءَ، والعلاجُ الناجع لهذا هو التوبةُ النصوح؛ لأن الشيطان يُيَئِّس الإنسانَ؛ ليقنطه من رحمة الله، فيَحُول بينه وبين التوبة، فقَاوِمي نفسَكِ، وجاهدي شيطانَكِ، واجتهدي في العبادة، وأَكْثِري من التوبة والاستغفار والدعاء، فما شاء الله كان، وما لم يَشَأْ لم يكنْ، والله - سبحانه - قلوبُ العبادِ بين إصبعينِ من أصابعه يقلِّبها ويقيمها، وهو - سبحانه - قادرٌ على أن يجعل أخواتِكِ يَنْسين الذنب، ولا يذكرنَه أبدًا، وأن يُصلِحَهن لك، فقط أنتَ أَحسِني ظنَّكِ، واصدُقِي في التوبة، ولا تَستَسلِمي لكيدِ الشيطان الرجيم، واستَعِيني بالله ولا تَعجَزِي، واقهَرِي شيطانَكِ؛ ففي الصحيحَيْنِ - واللَّفظ لمسلم -: ((أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه حيثُ يَذْكُرني، واللهِ، لَلَّهُ أفرَحُ بتوبة عبْدِه مِنْ أحدِكم يجِدُ ضالَّتَه بالفَلاةِ، ومَنْ تقرَّب إليَّ شِبْرًا، تقرَّبْتُ إليه ذِراعًا، ومَنْ تقرَّبَ إليَّ ذِراعًا تقَرَّبْتُ إليه باعًا، وإذا أقْبَل إِليَّ يمْشِي، أقْبَلْتُ إليه أُهَرْوِلُ)).
وهذا الحديثُ بمفردِه كان يَكْفِيكِ؛ فمعناهُ باعثٌ على عدم القنوطِ مِنْ رحمة الله تعالى فإذا أذنبَ تابَ، وإذا ابتُلِيَ صبر.


سابعًا: أكثري من الأعمال الصالحة، وقراءةِ القرآن بتدبُّر - يشرَح اللهُ صدْرَكِ - لتُدْرِكي سَعَةَ رحمةِ ربِّ العالمينَ بعبادِه، فبِذِكْر آيات الرحمة تطمئنُّ النفسُ، ويسكُنُ القلبُ إلى ذِكْر اللهِ، ويحصُل له الفرَحُ فيَلِين؛ كما قال الرحمنُ الرحيمُ: ﴿ اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ [الزمر: 23]، ففرِّي إلى اللهِ تعالى الذي يبْسُط يدَه بالليل؛ لِيَتوبَ مُسيءُ النهارِ، ويبسُط يدَه بالنهارِ؛ ليتوبَ مُسيء الليلِ، حتى تطلُعَ الشمسُ مِن مَغْرِبها؛ كما رواه مسلم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
ثامنًا: تعرَّضي لفضلِ الله ورحمتِه ووعدِه الذي لا يُخْلَف؛ فهو - سبحانه - أرْحَمُ الراحمينَ، وخيرُ الغافِرينَ، وخيرُ الفاتحينَ، وخيرُ الناصِرينَ، وأحْسَنُ الخالِقينَ، وهو نِعْمَ الوكيلُ، ونِعْمَ المولى ونِعْمَ النَّصيرُ، وهذا يقتضي حمدًا مُطلَقًا على ذلك، وأنه كافٍ مَن توكَّل عليه، وأنه يتوَلَّى عبدَه تولِّيًا حسنًا، ويَنْصُره نصرًا عزيزًا، وذلك يقتضي أنه أفضلُ وأكملُ مِن كلِّ ما سواه، وهو - سبحانه - سميعٌ قريبٌ؛ قال اللهُ تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ﴾ [سبأ: 50]، وهو تعالى رحيمٌ وَدُودٌ، و"الودُّ": اللُّطْفُ والمحبَّةُ؛ فهو يودُّ عبادَه المؤمنينَ، ويجعل لهم الودَّ في القلوبِ؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾[مريم: 96]، قال ابنُ عباسٍ وغيرُه: "يحبهم، ويحبِّبهم إلى عِبادِه".
فمغفرةُ الله - عز وجل - ورحمتُه أوْسَعُ مِنْ غضَبِه؛ ولذلك لا يُنزِل عِقابَه ابتداءً، وإنما يَسْتَعْمِلُ رحمتَه - سبحانه وتعالى - ويَهْدِيها عبادَه أولًا، ولمَّا خَلَق اللهُ الخلْقَ كتَبَ في كتابٍ - فهو عنده فوق العرشِ -: ((إنَّ رحمتي تَغلِبُ غضَبي))، وهو حديثٌ شريفٌ، رُوِيَ في صحيح البخاريِّ ومسلم، وفي رواية: ((غَلَبتْ غضبي))، وفي رواية: ((سَبَقتْ غضبي)).
وفيهما أيضًا عن عمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه - قال: قَدِم رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بسَبْيٍ، فإذا امرأةٌ مِنَ السبْيِ تسعى؛ إذْ وَجَدَتْ صَبيًّا في السَّبْيِ، أخذتْهُ فألزقتْهُ ببطنِها، فأرضعَتْهُ! فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((أتَرَوْنَ هذه المرأةَ طارحةً ولدَها في النار؟))، قلنا: لا والله، فقال: ((للهُ أرحمُ بعبادِه مِنْ هذه بولَدِها))، فبَيَّن أنَّ اللهَ أرْحَمُ بعِبادِه مِنْ أرْحَمِ الوالداتِ بوَلَدِها، فإنه مَنْ جَعَلَها رحيمةً أرحمُ منها.

وعن أبي هريرة، قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسي بيَدِه، لو لم تُذْنِبوا لَذَهَبَ اللهُ بكم، وجاء بقَوْمٍ يُذنبون، فيستغفرون الله تعالى، فيَغْفِر لهم))؛ رواه مسلمٌ.

تاسعًا: الفرجُ بعد الشدَّة، واليُسْر بعد العسر، قَدَرٌ كونيٌّ لا يتبدَّل ولا يتخلَّف؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾[الطلاق: 4]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾[الطلاق: 2، 3].


سادسًا: الشيطانُ يَستَثمِر الفضيحةَ حتى يُقنِّط المرءَ، والعلاجُ الناجع لهذا هو التوبةُ النصوح؛ لأن الشيطان يُيَئِّس الإنسانَ؛ ليقنطه من رحمة الله، فيَحُول بينه وبين التوبة، فقَاوِمي نفسَكِ، وجاهدي شيطانَكِ، واجتهدي في العبادة، وأَكْثِري من التوبة والاستغفار والدعاء، فما شاء الله كان، وما لم يَشَأْ لم يكنْ، والله - سبحانه - قلوبُ العبادِ بين إصبعينِ من أصابعه يقلِّبها ويقيمها، وهو - سبحانه - قادرٌ على أن يجعل أخواتِكِ يَنْسين الذنب، ولا يذكرنَه أبدًا، وأن يُصلِحَهن لك، فقط أنتَ أَحسِني ظنَّكِ، واصدُقِي في التوبة، ولا تَستَسلِمي لكيدِ الشيطان الرجيم، واستَعِيني بالله ولا تَعجَزِي، واقهَرِي شيطانَكِ؛ ففي الصحيحَيْنِ - واللَّفظ لمسلم -: ((أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه حيثُ يَذْكُرني، واللهِ، لَلَّهُ أفرَحُ بتوبة عبْدِه مِنْ أحدِكم يجِدُ ضالَّتَه بالفَلاةِ، ومَنْ تقرَّب إليَّ شِبْرًا، تقرَّبْتُ إليه ذِراعًا، ومَنْ تقرَّبَ إليَّ ذِراعًا تقَرَّبْتُ إليه باعًا، وإذا أقْبَل إِليَّ يمْشِي، أقْبَلْتُ إليه أُهَرْوِلُ)).
وهذا الحديثُ بمفردِه كان يَكْفِيكِ؛ فمعناهُ باعثٌ على عدم القنوطِ مِنْ رحمة الله تعالى فإذا أذنبَ تابَ، وإذا ابتُلِيَ صبر.


سابعًا: أكثري من الأعمال الصالحة، وقراءةِ القرآن بتدبُّر - يشرَح اللهُ صدْرَكِ - لتُدْرِكي سَعَةَ رحمةِ ربِّ العالمينَ بعبادِه، فبِذِكْر آيات الرحمة تطمئنُّ النفسُ، ويسكُنُ القلبُ إلى ذِكْر اللهِ، ويحصُل له الفرَحُ فيَلِين؛ كما قال الرحمنُ الرحيمُ: ﴿ اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ [الزمر: 23]، ففرِّي إلى اللهِ تعالى الذي يبْسُط يدَه بالليل؛ لِيَتوبَ مُسيءُ النهارِ، ويبسُط يدَه بالنهارِ؛ ليتوبَ مُسيء الليلِ، حتى تطلُعَ الشمسُ مِن مَغْرِبها؛ كما رواه مسلم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
ثامنًا: تعرَّضي لفضلِ الله ورحمتِه ووعدِه الذي لا يُخْلَف؛ فهو - سبحانه - أرْحَمُ الراحمينَ، وخيرُ الغافِرينَ، وخيرُ الفاتحينَ، وخيرُ الناصِرينَ، وأحْسَنُ الخالِقينَ، وهو نِعْمَ الوكيلُ، ونِعْمَ المولى ونِعْمَ النَّصيرُ، وهذا يقتضي حمدًا مُطلَقًا على ذلك، وأنه كافٍ مَن توكَّل عليه، وأنه يتوَلَّى عبدَه تولِّيًا حسنًا، ويَنْصُره نصرًا عزيزًا، وذلك يقتضي أنه أفضلُ وأكملُ مِن كلِّ ما سواه، وهو - سبحانه - سميعٌ قريبٌ؛ قال اللهُ تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ﴾ [سبأ: 50]، وهو تعالى رحيمٌ وَدُودٌ، و"الودُّ": اللُّطْفُ والمحبَّةُ؛ فهو يودُّ عبادَه المؤمنينَ، ويجعل لهم الودَّ في القلوبِ؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾[مريم: 96]، قال ابنُ عباسٍ وغيرُه: "يحبهم، ويحبِّبهم إلى عِبادِه".
فمغفرةُ الله - عز وجل - ورحمتُه أوْسَعُ مِنْ غضَبِه؛ ولذلك لا يُنزِل عِقابَه ابتداءً، وإنما يَسْتَعْمِلُ رحمتَه - سبحانه وتعالى - ويَهْدِيها عبادَه أولًا، ولمَّا خَلَق اللهُ الخلْقَ كتَبَ في كتابٍ - فهو عنده فوق العرشِ -: ((إنَّ رحمتي تَغلِبُ غضَبي))، وهو حديثٌ شريفٌ، رُوِيَ في صحيح البخاريِّ ومسلم، وفي رواية: ((غَلَبتْ غضبي))، وفي رواية: ((سَبَقتْ غضبي)).
وفيهما أيضًا عن عمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه - قال: قَدِم رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بسَبْيٍ، فإذا امرأةٌ مِنَ السبْيِ تسعى؛ إذْ وَجَدَتْ صَبيًّا في السَّبْيِ، أخذتْهُ فألزقتْهُ ببطنِها، فأرضعَتْهُ! فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((أتَرَوْنَ هذه المرأةَ طارحةً ولدَها في النار؟))، قلنا: لا والله، فقال: ((للهُ أرحمُ بعبادِه مِنْ هذه بولَدِها))، فبَيَّن أنَّ اللهَ أرْحَمُ بعِبادِه مِنْ أرْحَمِ الوالداتِ بوَلَدِها، فإنه مَنْ جَعَلَها رحيمةً أرحمُ منها.

وعن أبي هريرة، قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسي بيَدِه، لو لم تُذْنِبوا لَذَهَبَ اللهُ بكم، وجاء بقَوْمٍ يُذنبون، فيستغفرون الله تعالى، فيَغْفِر لهم))؛ رواه مسلمٌ.

تاسعًا: الفرجُ بعد الشدَّة، واليُسْر بعد العسر، قَدَرٌ كونيٌّ لا يتبدَّل ولا يتخلَّف؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾[الطلاق: 4]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾[الطلاق: 2، 3]


لا شك أن السبب الرئيس لمعاناتها بعد شؤمِ المعصية هو: سوء الظن بالله تعالى،

عليكِ أن تتوبي التوبةَ الصحيحة التي سأحاول أن أَصِل بكِ إليها - إن شاء الله - لتكون بدايةَ الخير.

أولًا: تعلمين أن حُرمة الزِّنا معلومةٌ بالضَّرورة مِن دين الإسلام، ومن جميع الشَّرائع السَّماوية الأُخْرى؛ فقد أَجْمع أهلُ المِلَل وجَميعُ العُقلاء على تحريمه، فلم يحلَّ في ملَّة قطُّ، ولذلك حذَّر الله منه،ونَهَى عن قربانِ وَسائلِه، وليس عن مجرَّد فعله؛ لأن ذلك يشمَلُ النهيَ عن جميعِ مقدِّماته ودواعيه؛ ولذلك دَعِيكِ من مقولَة: تخلَّى عني، وغرَّرَ بي.


ثانيًا: إن ما يُصِيبُكِ من ابتلاءِ الله تعالى لكِ، واللهُ تعالى يختَبِرنا بما شاء، كيف شاء، متى شاء؛ قال تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾


ثالثًا: ادفعي البلاءَ كلَّه عنكِ بالصبرِ عليه، وادفعيه بالتي هي أحسنُ؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 34، 35]، والصبرُ يجلبُ الرضا يقينًا، وهذه نواميسُ كونيَّةٌ، لا تتبدَّلُ ولا تتخلَّف، وقد أمَرَنا اللهُ بها، وهو - سبحانه - يُحبُّ الصابرينَ، وما أُعطِيَ أحدٌ عطاءً أوْسَعَ ولا أفضلَ مِنَ الصبرِ، والله يُوفِّي الصابرين أجرَهم بغيرِ حسابٍ، فالنَّصْرُ مع الصبرِ، وقال الله تعالى: ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾

رابعًا: دَعِي القنوط من رحمة الله تعالى، ولا يخدَعَنَّكِ الشيطانُ، ويلبِّس عليكِ، ويُوقعَكِ في اليأس، واقرئي بتدبُّر قولَه تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]، وقولَه تعالى: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [الأعراف: 156]، فسَعةُ رحمتِه وكرَمِه وعظيمُ فضْلِه يحثُّ عبادَه على التوبةِ والإنابةِ، بل يُبدِّل سيئاتِ عبادِه التَّائبينَ حسَناتٍ؛ فقال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾


خامسًا: الفضيحةُ بعد السترِ أمرٌ راعبٌ حقًّا، وله آثار نفسية تُعَانِين منها، ولكن مَن يتغمَّده الله برحمتِه ويَصبِر يثبِّتْه على الابتلاء، ويتغلَّب عليه، ويخرج أفضلَ مما كان؛ فقد صحَّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إذا أراد الله بعبدِه الخير عَجَّلَ له العقوبةَ في الدنيا))؛ رواه الترمذيُّ، وقال: ((إِذَا أَحَبَّ اللهُ عبدًا ابتلاه، فمَن رضي فله الرضا، ومَن سخط فله السخط))، وقال: ((مَن يُرد الله به خيرًا يُصِبْ منه))؛ رواه البخاري، وكلُّ شيءٍ مقدَّر بمثاقيل الذَّر؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما يُصِيب المسلمَ من همٍّ، ولا غمٍّ، ولا حَزَنٍ، ولا أذًى، حتى الشوكةُ يُشاكُها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه))، وتلك المعاناةُ كفَّارةٌ للذنب، ومغفرةٌ للعبد، فأَبشِري بالخيرِ، وعقابُ الدنيا - عافاكِ الله - مهما عظُم لا يُسَاوِي غمسةً واحدةً في جهنم!


فتاة وقعت في علاقة محرّمة ، وتشعر أن حياتها قد انتهت ومستقبلها قد انتهى ، وجُلّ ما تحدث به نفسها : لن يُستَجَيب الله لي ، ولن يفرج عني، ما عاد الندمُ يُجدِي نفعًا ، فقد مضى عمري وأنا مذنبة وما زال الوضع على ماهو عليه ، إن جميع الأبواب موصدة في وجهي" ، ما عاد في الحياة مأوىً لي ..

إلى هذه الفتاة نقول :


١٠- الدعاء الدعاء ..
اطلبي من والديك الدعاء فدعاء الوالدين لأبنائهم مستجاب

١١- عليكِ بقيام الليل والتضرع لله بأن يغفر لك وأن يعصمكِ من الذنوب والخطايا وأن يرزقك الصحبة الصالحة التي تعينك على الحق وتدلك عليه

١٢- الصيام من أعظم ما يعينك في الاقلاع عن الذنب وترك المنكرات ومرضاة الله .


تذكري أختي الكريمة أنكِ في ظل ألطاف الله تعالى وأنكِ في مأمن ما دُمتِ على قيد الحياة ..

١- عليكِ بالتوبة قبل حلول الأجل فما زال الباب مفتوحًا والغفور الستير سبحانه يغفر الذنوب جميعًا ما لم تُغرر الروح ، أي قبل حشرجة الروح في الصدر عند دنو الأجل ، وحضور الموت، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾

وقال تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾

ودعا الله سبحانه وتعالى إلى التوبة جميع العصاة والمبارزين له سبحانه بالذنوب والمعاصي ، دعا إليها فرعون مع زعمه أنه لا إله غيره، وأنه ربهم الأعلى فقال لموسى وهارون: ﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾
 
ودعا إليها المشركين قاطبة، فقال لهم بعد الأمر بقتلهم حيثما وجدوا: ﴿ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾
 
ودعا إليها المنافقين، فقال سبحانه: ﴿ إنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾
 
ودعا إليها من عمل أكبر الكبائر، وهي الشرك، وقتل النفس بغير حق، والزنا، فقال: ﴿ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾

أفلا يحنّ فؤادكِ يا بنيتي ويرق قلبك لنداء هذا الربّ الرحيم الذي يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ؟!! لذا استعيني بالله واعقدي النية الصادقة للاقلاع عن ذنبك وابتغاء وجه الله ، وتذكري أن التآئب من الذنب كمن لا ذنب له .. وأن التائب يبدل الله سيئاته حسنات ، كيف لا وهو حبيب التائبين سبحانه ، وتذكري دومًا أن من ترك شيئًا لله أبدله الله خيرًا منه ..


٢- عليكِ بالاكثار من الاستغفار بصيغة : أستغفر الله العظيم وأتوب إليه وكذلك صيغة سيد الاستغفار ، ويكون الاستغفار قبل نزول العذاب لأن الله حليم بمن عصاه غفور رحيم ، لكنه إن أخذه فهو شديد العقاب ؛ وجميع الأمم المخسوف بها انقطعت التوبة عنهم برؤيتهم العذاب، قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ﴾

٣- الإقلاع عن الذنب فورًا ، لا ريب أن المعاصي تفسد العقل، فإن للعقل نورًا، و الذنوب إذا تكاثرت طُبع على قلب صاحبها، فكان من الغافلين كما قال بعض السلف في قوله تعالى: «كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ» (سورة المطففين 14) قالوا: هو الذنب بعد الذنب.

٤- الندم على الذنب وعدم تذكره والمجاهرة به ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملًا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا كذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه".

٥- تغيير المكان الذي كان يقع الذنب فيه إن استطعتِ لذلك سبيلاً

٦- تغيير الصحبة التي كانت تعين على الذنب
قال تعالى : "ٱلۡأَخِلَّاۤءُ یَوۡمَىِٕذِۭ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ إِلَّا ٱلۡمُتَّقِینَ"



٧- عند التفكير في الذنب ؛ الاسراع لصلاة ركعتين لأن الشيطان لن يعينك على معصية تقودك لطاعة

٨- الاكثار من لاحول ولا قوة الا بالله ، اللهم اني أبرأ إليك من حولي وقوتي وألتجئ إلى حولك وقوتك

٩- اللجوء للقرآن وتلاوة الآيات وترديدها وسماعها وسؤال الله بركة القرآن في عمرك ، ان استطعت فالتحقي بحلقة لحفظ القرآن يتبارك بها وقتك ويعمر الله بها أيامك بالخير والفتوحات


لا يمكن أن تنطلقي انطلاقة قوية دون حزم يخلصك من كل صحبة فاسدة،
تعلمي الحزم مع من أبعدك عن طريق الله، تعلمي القسوة مع من حرمك القرب من الله تعالى.
لذلك، فورا أخرجي من حياتك كل العلاقات السيئة، كل رفقة خائنة، اقطعي تماما كل علاقة مع رجل أجنبي أيا كان هذا الرجل يعدك الوعود الذهبية.
غيري رقمك إن لزم الأمر، احظري الأرقام التي تتهدد إقبالك .. لا تسمحي لأحد أن يؤخرك عن طريق الله جل جلاله.
لا تأخذك في الله لومة لائم .. اكسري قيود الارتهان لمن أفسد عليك دنياك ... وابدئي من جديد بلا تسويف ...
لا تأسي على شيء .. إلا علاقتك مع الله تعالى .. وسيعوضك الله تعالى بخير كثير .. فمن أرادت ما عند الله لن تنال إلا خيرا وتوفيقا.




اعلمي أخية .. أن طريق الله طريق الطهارة للروح والجسد ..
طريق يبدأ بإخلاص وصدق .. وينتهي بفضل الله العظيم ..
فأول ما تبدئين به هذا الإقبال المهيب .. اغتسال بنية الإقبال على الله تعالى مخلصة تقية تائبة توبة نصوح ..

ثم الصلاة، بركعتين خالصتين توبة لله تعالى .. ابدئيهما بتكبيرة ترمين خلفها كل ما مضى .. وتبدئين بداية جديدة .. ثم ركوع خاشع وسجود توحيد، تبثين فيه ضعفك وحزنك وانكسارك، بصدق لا يشوبه شك، ورجاء ما عند الله تعالى .."اللهم تقبل توبتي وأعني على الثبات" .. فإياك نعبد وإياك نستعين ..
لتغتسل روحك بأول ركعتين .. ثم البداية ..
إقامة فريضة الصلاة .. 5 صلوات في اليوم والليلة .. هذا أول امتحانات الصدق عليك الوفاء به..

وأذكار الصباح والمساء .. رفيقة دربك وأول درع تتحصنين به في معركة الثبات ..
فيما يلي مرفق كتيب "حصن المسلم" تعهدي أذكار الصباح والمساء بحرص وحرقة .. يوميا .. وإن تطلب الأمر أن تضعي منبها يذكرك بموعدها، وإن فاتك تؤديها عند استذكارها فورا.
هذه أول الخطوات التي لا تقبل التسويف ولا الإهمال، احرصي على أدائها بقوة .. لتضمني الاستمرار بقوة .. وهي أول الإعداد لقلبك المكلوم .. كي يترمم ويسترجع بريقه .. والبقية تأتي .. فكوني بالقرب ..


في هذه القناة "دليل التائبات" نسعى لتوفير كل ما تحتاجه التائبة للثبات على سبيل الاستقامة .. سبيل المؤمنين العظيم.
نحدثها بقلب المحب لتبصر معالم الحق وتتخلص من ماضي الظلمات وتقبل إلى نور التوحيد والسنة.
نحتضن أحلامها وآمالها في توبة نصوح، ونقدم لها رفقة صالحة ونصيحة أمينة حتى تثبت أقدامها وتتحول لمنارة وقدوة.
هنا تجتمع القلوب على إعلاء كلمة الله تعالى ورجاء رحمته وتقديم رضاه على كل شيء.
هنا نتواصى بالحق ونتواصى بالصبر، فحياكن الله يا من اخترتن الله على كل ضعف فيكن وفقد وتعثر .. ومن اختارت الله تعالى أيدها بنصره وبالمؤمنين.


يقول الله تعالى : ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (الزمر: 53)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بسم الله الرحمن الرحيم

14 ta oxirgi post ko‘rsatilgan.

128

obunachilar
Kanal statistikasi