حبات الدومينو
تساقطها بدأ عند ميليشيات القلم والسيف العربية
أبو يعرب المرزوقي
تونس في 1439.04.13 – 2018.01.01
العلامتان لم تتأخرا.
يكفي قراءة تعليقات مليشيات القلم العربية من أقصى المغرب إلى أقصى المشرق: بدأت الايدي ترتفع إلى الصدور ومحاولات تهدئة الامور لعل ذلك يفتح خط الرجعة. ذلك أنهم يعلمون أنه عندما يسقط نظام الملالي واختراقاته للمقاومات السنية ستنهار كل مليشيات السيف من العرب.
وحينها ستعود المسألة إلى عنصريها البسيطين: شعوب ثارت للمطالبة بحقوقها ضد أنظمة فاسدة ومستبدة وعميلة يحميها من تدعي مقاومته باسم قضايا الامة التي لم يبق منها إلا أسماؤها في خطابهم المخادع لمن لم يعد ينخدع من الشعوب التي ثارت. ولا يمكن لأي نظام أن يهزم شعبا.
مستطيلات الدومينو بدأت تتدحرج. وقد تسارع أنظمة الثورة المضادة العربية إلى نجدة الملالي لأن فرحهم لا يتجاوز الحد من تهديد نظامهم لحكمهم ولا يريدون له السقوط لعلمهم أن سقوطه مؤذن بسقوطهم فشعوبهم ليست أقل وعيا بالاستبداد والفساد وضياع الحقوق خاصة بعد التضييق وتوقف رشاوى الفتات.
وحتى بعض المعلقين المصريين ممن لا يريدون الفرح بما يجري في إيران بحجة أن من يصفق لذلك كان ضد تحركات الشعوب في بلاد العرب اعتبرهم عابثين: لا أحد يريد ما يجري في إيران شماتة بشعبها بل نجاحه هو شرط استئناف الربيع العربي على حقيقته: ثورة شعوب ضد أنظمة لم يعد لها سند إلا الاستعمار.
فعلّة تعثر الربيع العربي كذبتان في الداخل وكذبتان في الخارج وفوضى الحركات الثورية وتفتتها بسبب أمراء الحرب. فأما الكذبتان في الداخل فهي كذبة الممانعة وكذبة القومية العربية. وكلتاهما فضحتهما الثورة لكن كلفة الفضح تطلبت ضياع سنوات من وعي الأمة بالخدعتين: لا يصدقهما الآن إلّا تجار القلم.
وتجار القلم لن يجدوا من يستأجرهما إذا انشغلت إيران بأزمتها الداخلية بل إن مليشيات القلم ستفلس ومليشيات السيف مخيرة بين حلين الانكماش في بلادها أو قلب تيار التدخل فتذهب هي إلى إيران بعد أن كانت إيران تأتي على بلاد العرب. وستكون البداية انسحاب مليشيات إيران للوقوف أمام جيشها الوطني.
والكذبتان الخارجيتان هما كذبة الغرب الذي يريد نشر الديموقراطية وكذبة العداء بين ذراعي الغرب والشرق المتواطئين على استئناف الأمة دورها. فهما ليسا متعاديين بل متحالفان من أجل تجريف الارض أولا من أهلها الأصليين وقواها التي يمكن أن تحميها يليها لاحقا تقاسم الغنيمة المؤجل حاليا.
لذلك لا استبعد أحد موقفين من إسرائيل والغرب: فإما أنهم متأكدون من وريث النظام الحالي فيساعدوا ثورة الشعب الإيراني لتمهيد تمكنه بديلا من الملالي أو إن لم يتأكدوا من ذلك فسيكون تعاملهم من جنس ما حصل سنة 2009 مثلما فعلت نخب العرب وأنظمتهم لما ناصروا الملالي على الثورة بمعية أوباما.
فيكون سلوك امريكا ومن لم يفقد حلم الدور الامبراطوري من اوروبا (فرنسا) مقابلا تماما لما فعلوا عندما جاءوا بالخميني خوفا من شيوعيي إيران تماما كما فعلوا مع السنة بالجهاديين في افغانستان بسبب نفس الخوف ولكن هذه المرة بالعكس: اليسار صار ليبراليا ولم يعد مخيفا وأقرب للغرب من الملالي.
وأخيرا فإن لي نصيحة لشباب الثورة في الشام والعراق: امنعوا خروج مليشيات إيران العربية وغير العربية من مساعدة مليشيات الملالي في إيران مساعدة للثورة الإيرانية وحسما للصراع مع عدوكم الاول والاخير الذي من دونه لا قيام للأنظمة العميلة بعده: نظام الملالي في إيران والقبائل والعسر عندنا.
والثورة الإيرانية الحالية إذا كتب لها النجاح فستكون من جنس الثورة العلمانية الأوروبية لأن نظام الملالي أشبه بالنظام الكنسي القروسطي ولا يمكن أن يقضي عليه إلا ما قضى عليه في أوروبا: فهو يقول مثل النظام الكاثوليكي بالوساطة الروحية (المرجعية) وبالوصية السياسية (الحكم بالحق الإلهي).
وهما قضيتان محسومتان في الرؤية السنية على الاقل مبدئيا: لا وجود لوساطة روحية (مرجعية) ولا وجود لوصية سياسية (الحكم بالحق الإلهي). في واقع الأمر يوجد ما يماثلهما لكنها يعتبر غير شرعي وناتج عن حالة استثنائية هي حالة التغلب والفصام بين المبدأ والممارسة منذ الفتنة إلى اليوم.
https://abouyaarebmarzouki.wordpress.com/2018/01/01/%D8%AD%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%85%D9%8A%D9%86%D9%88%D8%8C-%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%82%D8%B7%D9%87%D8%A7-%D8%A8%D8%AF%D8%A3-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D9%85%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%B4%D9%8A/