أقلب بصري بين الأنام، أفتش عن أصحاب القلوب الخضراء، أولئك الذين لا تجد عناءً في قراءتهم، والذين تعطرت أحاديثهم العفوية بطيب مقاصدهم فيجبرونك على تقبلها طواعية.
عن أولئك الذين يعطونك بلا أسباب وبلا إحسان منك سابق، فقط لأن من شيمتهم العطاء، فقط لأن قلوبهم الطيبة تفرح بالعطاء.
عن أولئك الذين هم أبطأ الخلق سخطًا وأسرعهم رضًا، أكثرهم تقديرًا للمعروف، وأقلهم ثأرًا للإساءة.
عن أولئك الذين يوزعون ابتسامتهم بسخاء رغم الجراح، يشاركونك الفرح وهم منه محرومون، ويتقاسمون معك الحزن وهم فيه غارقون.
عن أولئك المتصالحين مع أنفسهم، المسالمين مع غيرهم، الذين ينشرون السلام أينما حلوا أو ارتحلوا.
عن أولئك الذين تتحدر الدموع على وجناتهم لمآسي غيرهم، الذين تخلصوا من سطوة الأنا وعظموا من شأن “هذا” و”هذه” و “هؤلاء” وكل أسماء الإشارة.
عن أولئك الذين انشغلوا بأنفسهم عن غيرهم، راقبوا مشاعرهم وسلوكياتهم لتقويمها وتهذيبها، ولم يبددوا أعمارهم في مراقبة الخلق، يجادلون ذواتهم، ويتركون المساجلات مع غيرهم.
عن أولئك الذين خلت منهم مجالس الغيبة والنميمة والهمز واللمز، يلفظونها وتلفظهم، يعافونها وتضيق بهم ذرعًا، فهم الذين لا يؤكل لحم غائب أمام أعينهم وعلى أسماعهم.
أولئك ملح الأرض وسكّر الشمس الذين تطيب بهم الحياة، ويحفرون أسماءهم وخصالهم في القلوب حفرًا، أولئك الذين لا يغيبون عنا وإن غيّبهم التراب.
أولئك الذين يجعلونك تبتسم للحياة وتقول لها متغزلًا: لا تزالين بخير.
===
احسان الفقيه
عن أولئك الذين يعطونك بلا أسباب وبلا إحسان منك سابق، فقط لأن من شيمتهم العطاء، فقط لأن قلوبهم الطيبة تفرح بالعطاء.
عن أولئك الذين هم أبطأ الخلق سخطًا وأسرعهم رضًا، أكثرهم تقديرًا للمعروف، وأقلهم ثأرًا للإساءة.
عن أولئك الذين يوزعون ابتسامتهم بسخاء رغم الجراح، يشاركونك الفرح وهم منه محرومون، ويتقاسمون معك الحزن وهم فيه غارقون.
عن أولئك المتصالحين مع أنفسهم، المسالمين مع غيرهم، الذين ينشرون السلام أينما حلوا أو ارتحلوا.
عن أولئك الذين تتحدر الدموع على وجناتهم لمآسي غيرهم، الذين تخلصوا من سطوة الأنا وعظموا من شأن “هذا” و”هذه” و “هؤلاء” وكل أسماء الإشارة.
عن أولئك الذين انشغلوا بأنفسهم عن غيرهم، راقبوا مشاعرهم وسلوكياتهم لتقويمها وتهذيبها، ولم يبددوا أعمارهم في مراقبة الخلق، يجادلون ذواتهم، ويتركون المساجلات مع غيرهم.
عن أولئك الذين خلت منهم مجالس الغيبة والنميمة والهمز واللمز، يلفظونها وتلفظهم، يعافونها وتضيق بهم ذرعًا، فهم الذين لا يؤكل لحم غائب أمام أعينهم وعلى أسماعهم.
أولئك ملح الأرض وسكّر الشمس الذين تطيب بهم الحياة، ويحفرون أسماءهم وخصالهم في القلوب حفرًا، أولئك الذين لا يغيبون عنا وإن غيّبهم التراب.
أولئك الذين يجعلونك تبتسم للحياة وتقول لها متغزلًا: لا تزالين بخير.
===
احسان الفقيه