دمرت الهواتف الذكية طعم الجمعات العائلية، فـباتت اللمة مملة، الجميع يبحث عن الأماكن الأعلى تغطية، نجلس ملتصقين ولا يبث لنا القرب المعنوي أو الملموس بـصلة، إن تحدثنا نتحدث عن مايحصل داخل مواقع التواصل الأجتماعي، وإن عّم الصمت في المكان تجد الجميع يحشر رأسه داخل هاتفه، إن التقطت صورة لـتلك اللحظات، ستـفوز بأكثر لقطة مملة في الحياة ...
أضاف الهوس بالإنترنت طابع باهت على تفاصيل الحياة الممتعة، لم تعد قلوبنا متلهفة لـلتلك الألعاب اللطيفة، لقد فقدنا لذة الضحك، وفقدت عقولنا نصائح كبارنا، لم نعد نستمتع باللحظات، بل أصبحت الكاميرا من توثق لحظاتنا فقط لنشاركها على صفحاتنا، ونتلقي تلك التعليقات التي في نظرنا تضف لـروحنا شيئاً جميلاً، إنما نحن في اللحظة التي نكسب فيها تلك التعليقات والأعداد الهائلة من الأعجابات، نفقد أفضل تفاصيل الحياة وأهمها .
أخدتنا سرعة التكنولوجيا، و غرقنا في أوهام مواقع التفكك الأجتماعية، و ها نحن نعيش أيام خاوية بتفاصيل واهية.
غُفران