قرات مقولة لأخ تقول، علمني الجهاد أن المهاجر لا يشعر به إلا المهاجر، ولكنني وللحق أقول: بل لم أر أكثر إحساسا من الأنصاري بالمهاجر، فأولئك الذين يأتون ما يملكون ويأثرون ولو كان بهم خصاصة وصلوا لمرحلة من الشعور لا تُبارى، ومواقف المهاجرين مع الأنصار تخط بدمع العين، لا بحبر الورق، فلا يستقيم جهاد بدون تآخي الأنصار والمهاجرين ولا يشعر بأخيه مثل الأنصاري ، هذا من واقع التجربة، ومما أذكره من ذكريات الجهاد في الصومال، أن جبهة خاصة بالمهاجرين كانت تحظى بأحسن طعام وأفضل لحم يوزع على المهاجرين، بينما كان بجانبهم معسكر للأنصار لا يعرفون رائحة اللحم، وفي يوم من الأيام جاء الأنصار لمعسكر المهاجرين يحملون لحما يقدمونه هدية للمهاجرين! فتعجب أحد المهاجرين من فعلهم وسألهم لماذا أتيتم باللحم لنا وأنتم تعلمون أننا لا نحرمه، قال الأنصاري، نحن لم نأكل لحما منذ زمن وحين وصلنا قلنا لا شك أن إخواننا المهاجرين أحق به منا!! فتأمل معي كيف شعر الأنصاري بالمهاجر رغم عدم حاجته!! #لله در الأنصار