وما هذا المستقبل ..
الذي نسعى إليه ونكدُّ من أجله ؟
قال الشيخ الطنطاوي رحمه الله : لمَّا كنت طالبًا كان مستقبلي في نيل الشهادة، فلما نلتها صار المستقبل في الوصول إلى الوظيفة، فلما وصلت إليها صار المستقبل في بناء الأسرة والدار، وإنسال الولد، فلما صارت لي الزوجة والدار والأولاد والحفدة، صار المستقبل في الترقيات والعلاوات والمال المدخر، وفي الشهرة والمجد والكتب والمقالات، فلما تم لي بفضل الله ذلك كله، لم يبق لي مستقبل أفكر فيه، إلا أن ينوِّر الله بصيرتي، ويريني طريقي، فأعمل للمستقبل الباقي، للآخرة، وإني لفي غفلة منها .
فالمستقبل في الدنيا شيء لا وجود له، إنه يوم لن يأتي أبدًا؛ لأنه إن جاء صار حاضرًا وطفق صاحبه يفتش عن مستقبل آخر، يركض وراءه !
إنه - كما قلت مرة - مثل حزمة الحشيش المعلقة بخشبة مربوطة بسرج الفرس تلوح أمام عينيه فهو يعدو ليصل إليها، وهي تعدو معه فلا يدركها أبدًا .
إن المستقبل الحق في الآخرة، فأين منا من يعمل له ؟ بل أين من يفكر فيه ؟
[ صور وخواطر صـ ٩ ]
الذي نسعى إليه ونكدُّ من أجله ؟
قال الشيخ الطنطاوي رحمه الله : لمَّا كنت طالبًا كان مستقبلي في نيل الشهادة، فلما نلتها صار المستقبل في الوصول إلى الوظيفة، فلما وصلت إليها صار المستقبل في بناء الأسرة والدار، وإنسال الولد، فلما صارت لي الزوجة والدار والأولاد والحفدة، صار المستقبل في الترقيات والعلاوات والمال المدخر، وفي الشهرة والمجد والكتب والمقالات، فلما تم لي بفضل الله ذلك كله، لم يبق لي مستقبل أفكر فيه، إلا أن ينوِّر الله بصيرتي، ويريني طريقي، فأعمل للمستقبل الباقي، للآخرة، وإني لفي غفلة منها .
فالمستقبل في الدنيا شيء لا وجود له، إنه يوم لن يأتي أبدًا؛ لأنه إن جاء صار حاضرًا وطفق صاحبه يفتش عن مستقبل آخر، يركض وراءه !
إنه - كما قلت مرة - مثل حزمة الحشيش المعلقة بخشبة مربوطة بسرج الفرس تلوح أمام عينيه فهو يعدو ليصل إليها، وهي تعدو معه فلا يدركها أبدًا .
إن المستقبل الحق في الآخرة، فأين منا من يعمل له ؟ بل أين من يفكر فيه ؟
[ صور وخواطر صـ ٩ ]