|فبراير|
آخر طيات الشتاء، ترحل الغيوم، تنتهي برودة الطقس مع بدء الشمس في الظهور من جديد، تقل حدة الأيام وما تصنعه الليالي من قسوة، تهدأ العواصف لتخبرك أن الضجيج ينبعث من داخلك.
صديقي أمازلت تذكرني؟ كنا سويًا العام الماضي، أخبرتني أنك وإن حالت بيننا الأزمات فإنك لتتغلب عليها وتتشبث بي، اليوم مر عام على آخر حديث لنا، لم تبحث عني لوهلة؛ لترى أن الأزمات مرت، وأنت مررت معها أيضا.
حبيبي قُل لي متى ينتهي الغياب، متى تعود؛ لتروي أرضي، كيف جعلت للهجر مساحة بيننا؟
تتذكر تلك المرة حين طرقت بابك في الثالثة فجرًا، جئتك أبكي وأنا مذعورة مما رأيت بمنامي، عندما سألتني عن سبب بكائي تمنعت عن الإجابة، وطلبت منك فقط أن تعدني بالبقاء بقربي، حينها ضممتني إلى صدرك، وقُلت يا عزيزتي أنا لن أتركك ما دام قلبي ينبض، أهديتني الموسيقى والكتب ولوحات فنية، صنعنا الذكريات سويًا، غِبتُ ولم تنتهي دقات قلبك بَعد، تركت لي الكثير من الأشياء، ولم أعلم أنك ستتركني معها بلا روح.
أبي قد طالت رحلتك هذه المرة، منذ آخر لقاء أخبرتني أنك لن تغِب كثيرًا، وأنك ستجمع الكثير من الطوابع وتأتيني بها -جمع الطوابع إحدى هواياتي- لكنك لم تأتي، ظننت أنك ستغيب لبضع أيام أكثر، لكني لم أصدق حين أخبرتني والدتي أنك لن تأتي مجددًا أبدًا، كنت أريد معانقتك حتى تتشبع روحي بك، أو أصير جزءًا منك، ما كنت أعلم أن وداعك المؤقت ذاك سيكون الرحيل الأبدي، وددت لو أنني نزعت قلبي من بين أضلعي قبل أن ترحل.
منذ تلك الهزائم قد مات شعوري، وانجرفت رغبتي تمامًا، وأصبحت شخصًا فارغًا، لا يصلح للعلاقات الذئبية -ما هي ببشرية- بتُ هشًا أكثر من وريقة شجرة تتلاعب بها نسمات الهواء، لم يعد هنالك شيئًا بَعد.
هاجر عبدالسلام.
آخر طيات الشتاء، ترحل الغيوم، تنتهي برودة الطقس مع بدء الشمس في الظهور من جديد، تقل حدة الأيام وما تصنعه الليالي من قسوة، تهدأ العواصف لتخبرك أن الضجيج ينبعث من داخلك.
صديقي أمازلت تذكرني؟ كنا سويًا العام الماضي، أخبرتني أنك وإن حالت بيننا الأزمات فإنك لتتغلب عليها وتتشبث بي، اليوم مر عام على آخر حديث لنا، لم تبحث عني لوهلة؛ لترى أن الأزمات مرت، وأنت مررت معها أيضا.
حبيبي قُل لي متى ينتهي الغياب، متى تعود؛ لتروي أرضي، كيف جعلت للهجر مساحة بيننا؟
تتذكر تلك المرة حين طرقت بابك في الثالثة فجرًا، جئتك أبكي وأنا مذعورة مما رأيت بمنامي، عندما سألتني عن سبب بكائي تمنعت عن الإجابة، وطلبت منك فقط أن تعدني بالبقاء بقربي، حينها ضممتني إلى صدرك، وقُلت يا عزيزتي أنا لن أتركك ما دام قلبي ينبض، أهديتني الموسيقى والكتب ولوحات فنية، صنعنا الذكريات سويًا، غِبتُ ولم تنتهي دقات قلبك بَعد، تركت لي الكثير من الأشياء، ولم أعلم أنك ستتركني معها بلا روح.
أبي قد طالت رحلتك هذه المرة، منذ آخر لقاء أخبرتني أنك لن تغِب كثيرًا، وأنك ستجمع الكثير من الطوابع وتأتيني بها -جمع الطوابع إحدى هواياتي- لكنك لم تأتي، ظننت أنك ستغيب لبضع أيام أكثر، لكني لم أصدق حين أخبرتني والدتي أنك لن تأتي مجددًا أبدًا، كنت أريد معانقتك حتى تتشبع روحي بك، أو أصير جزءًا منك، ما كنت أعلم أن وداعك المؤقت ذاك سيكون الرحيل الأبدي، وددت لو أنني نزعت قلبي من بين أضلعي قبل أن ترحل.
منذ تلك الهزائم قد مات شعوري، وانجرفت رغبتي تمامًا، وأصبحت شخصًا فارغًا، لا يصلح للعلاقات الذئبية -ما هي ببشرية- بتُ هشًا أكثر من وريقة شجرة تتلاعب بها نسمات الهواء، لم يعد هنالك شيئًا بَعد.
هاجر عبدالسلام.