﴿ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا ﴾
قـال الشيـخ محمـد سعيـد رسـلان حفظـه اللّٰـه:
والمرأة مَنهيَّةٌ عَن الخُضوعِ بِالقَولِ وَإِلانَة الكلام؛ وتَرقِيق العِبارات لِلرِّجال الأجَانب، دَرءً للفِتنةِ -والأجانِب هُم الذينَ ليسُوا مِن محَارمِها-، فكُلُّ مَن لَيسَ بِمَحرمٍ لهَا فهُوَ أجنبِي عَنهَا، وَحِفظًا لِلقُلوبِ قَال تعالى: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا﴾ [الأحزَابَ/ 32].
فَالمَرأة عليها أنْ يكُونَ حدِيثُها جادًّا بعِيدا عَن أيّ فِتنَةٍ أو إثارة حتّى لا يُسَاء بِها الظَّنّ، ويَشملُ ذلِكَ أيضًا الحَديث عبر الهاتِفِ، فَعلَى المَرأةِ إذَا كلَّمهَا رجل أنْ ترُدَّ
بِرزانَةٍ ووَقارٍ وجِدٍّ، وَأن لاَ تُجمِّلَ صَوتَها عِندَ ردِّها بَل تُخشِّنُهُ، لأنَّها إنْ لَم تَفعَل؛ عرَّضتْ نَفسَها إلَى الخَطرِ والرِّيبَةِ وَالوقُوع في الإثمِ، وتَكُونُ سببًا في فِتنَةِ مَن تُكلِّمهُ وفي تَشويشِ بالِهِ وإثارَةِ كَوامِنِ الرَّغباتِ في نَفسهِ، وهَذا أمرٌ -أعنِي الخضُوع بِالقول- ممَّا يُتَورَّط فيهِ كثيرٌ مِن النَّاسِ، بَل ساعَد عَليهِ دُعاة هَذا العَصرِ مِن دُعاةِ الفِتنَة والضَّلالةِ، فَتجِد المَرأة تُهاتِف الشَّيخ والدَّيوث بِجوارِها يَسمَعُها وَيرَاهَا وهِي تقُولُ للشَّيخِ: إنَّها تُحبُّهُ في اللهِ، لا يَنهَاهَا عَن ذلِكَ، بَل ربَّما فَرِحَ بهِ وَسُرَّت بهِ نَفسهُ.
💭[مِن مُحاضَرة: أخطَـاءٌ تقَعُ فِيها النِّسَـاء/٤/٩/١٤٣٢ هـ ]