بسم الله ..
طريق الشوق إلى الله ..#أحمد_السيد
عند الحديث عن الله سبحانه و ما يتعلق بعبوديتك له فإن من أعظم ما يفيد وينفع؛ استحضار أنّ الله يسمعك و يبصرك..
وأصل التفاوت بين السالكين في مقدار استحضار الحقائق الكبرى مثل أن الله خلق كل شيء و أنّه يسمع الخلق ويبصرهم، فلذلك إنّ أعلى مراتب الدين هي أن تعبد الله كأنّك تراه ..
ومن الأمور التي تزيد الإنسان شوقاً إلى الله سبحانه :
١- المزج بين الأعمال القلبية في طريق التعبد ..
فالشوق إلى الله عبادةً غالباً ما تكون نتيجةً لمقدماتٍ أخرى لا مقدمةً لنتيجة؛ فأنت إذا حققت مراتب العبودية تصل إلى نتيجة الشوق إلى الله سبحانه وتعالى ..
لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله الشوق إلى لقائه، و عنه صلى الله عليه وسلم قال: من أحبَّ لقاء الله أحبَّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه..
و الشوق إلى لقاء الله لا يكون إلا باستقامةٍ على كتاب الله و سنّة نبيه، و بامتزاجٍ بين مقامات العبودية القلبية المختلفة ..
٢-الانعام الخاص والمعية الخاصّة: و ليس المقصود هنا بالانعام الانعام الدنيوي -وإن كان له أثره في زيادة الشوق-، و لكن المقصود هنا بالانعام الانعام الدينيّ القلبيّ الخاص، مثل معرفة الله، وتوفيق الله للعبد توفيقاً خاصًّا في مقامات العبودية و تأييده في نصرة دينه وغيرهم ..
-والمعية الخاص كيف سبيلها؟ سبيلها طويل ولكن من أعظم الأسباب الموجبة للمعية الخاصّة :
أ- تحقيق الإخلاص التّام لله تعالى ..و هذا ينتج عنه أنواعٌ من البركات والخيرات من جملتها المعية الإلهية الخاصّة .. و لا يكون الإخلاص الذي يُبحث عنه في المبالغة و التكلّف في إخفاء العبادة عن الناس..بل هو ما يقوم في قلبك بأنّك تبتغي رضا الله سبحانه وتعالى وحده..
ب-تبليغ الدين والانتصار له في وقت الادبار وفي وقت الفتن، هؤلاء لهم عند الله مكانةً خاصّة..
٣-تقليل شأن الدنيا وتصغيرها في مقابل مركزية الآخرة ودوام تذكرها من أعظم ما يعين الإنسان على الشوق إلى الله سبحانه وتعالى..
و تذكر الجنّة تحديداً أكثر ما يزيد الشوق إلى الله ..
و التفريق بين ابتغاء الجنة و ابتغاء رضا الله؛فيه إشكال..فأعظم النّعيم في الجنّة رؤية الله سبحانه وتعالى..
ولذلك من الأمور المهمة كثرة المجالس مع صحبةٍ صالحةٍ في تذكر الآخرة و الجنّة و نعيمها ..
وإنّ معرفة نعيم الجنة ودوام تذكره يعين على معرفة قيمة الشوق إلى الله..
٤-السعي للوصول إلى لذة الإيمان و جنّة الدنيا فهذا يعطيك قبساً من جنة الآخرة فيحفزك لتكون من أهلها ..
فأنت عندما تصل إلى جنّة الدنيا ستدرك أنّها غير كل النعم الأخرى ..و ستحيا بهذه الجنّة حياةً أخرى تماماً ..
و للشيخ أحمد السيّد مقطع بعنوان :الطريق إلى جنّة الدنيا :
https://t.me/hasannobani51/83٥-الدعاء ..
والدعاء هنا لا يكون أي دعاء؛ بل دعاء العبد المفتقر المحتاج الذليل المنكسر الذي يتوسّل إلى الله بأسمائه وصفاته، و يكون الطلب بهذا الدعاء أن يفتح الله على العبد في مقاماتٍ عبوديةٍ مختلفة مثل المحبّة و الرجاء و الشوق..
و هناك حديث عجيب في ذكر حالٍ من أحوال الدعاء : {ثلاثةٌ يُحِبُّهمُ اللهُ، وثلاثةٌ يُبغِضُهمُ اللهُ، أمَّا الثلاثةُ الذين يُحِبُّهمُ اللهُ:}..{وقومٌ ساروا ليلتَهم حتى إذا كان النومُ أحبَّ إليهم ممَّا يُعدَلُ به، نَزَلوا فوضَعوا رُؤوسَهم،
فقامَ يَتملَّقُني ويَتْلو آياتي...}الحديث صحيح،أخرجه النّسائي.
و المَلَقُ: هو الزيادة في التودّد والدعاء والتضرّع..
نسأل الله أن يرزقنا الشوق إلى لقائه وأن ينعم علينا برؤيته في الجنّة ..وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
#ملخص #مادة_مرئية
https://youtu.be/nbacY49V9RM