تُسَلِّمَ إلَى الْبَلاءِ مَنْ كَفَيْتَهُ ورَحِمْتَهُ، ولَيْتَ شِعْرى يا سَيِّدي وإلـهي ومَوْلايَ أتُسَلِّطُ النّارَ عَلى وُجُوه خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ ساجِدَةً، وعَلى ألْسُن نَطَقَتْ بِتَوْحيدِكَ صادِقَةً، وبِشُكْرِكَ مادِحَةً، وعَلى قُلُوب اعْتَرَفَتْ بِإلهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً، وعَلى ضَمائِرَ حَوتْ مِنَ الْعِلْمِ بِكَ حَتّى صارَتْ خاشِعَةً، وعَلى جَوارِحَ سَعَتْ إلى أوْطانِ تَعَبُّدِكَ طائِعَةً وأشارَتْ بِاسْتِغْفارِكَ مُذْعِنَةً،❁
✺ما هكَذَا الظَّنُّ بِكَ ولا اُخْبِرْنا بِفَضْلِكَ عَنْكَ يا كَريمُ يا رَبِّ وأنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفي عَنْ قَليل مِنْ بَلاءِ الدُّنْيا وعُقُوباتِها وما يَجْري فيها مِنَ الْمَكارِهِ عَلى أهْلِها، عَلى أنَّ ذلِكَ بَلاءٌ ومَكْرُوهٌ قَليلٌ مَكْثُهُ، يَسيرٌ بَقاؤُهُ، قَصيرٌ مُدَّتُهُ فَكَيْفَ احْتِمالي لِبَلاءِ الاخِرَةِ وجَليلِ -حُلُولِ- وُقُوعِ الْمَكارِهِ فيها وهُو بَلاءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ ويَدُومُ مَقامُهُ ولا يُخَفَّفُ عَنْ أهْلِهِ لأنَّهُ لا يَكُونُ إلاّ عَنْ غَضَبِكَ وانتِقامِكَ وسَخَطِكَ، وهذا ما لا تَقُومُ لَهُ السَّمـاواتُ والأرْضُ يا سَيِّدِي فَكَيْفَ لي -بي- وأنَا عَبْدُكَ الضَّعيـفُ الـذَّليـلُ الْحَقيـرُ الْمِسْكيـنُ الْمُسْتَكينُ،❁
✾يا إلهي ورَبّي وسَيِّدِي ومَوْلايَ لأيِّ الامُورِ إلَيْكَ أشْكُو ولِما مِنْها أضِجُّ وأبْكي لأليمِ الْعَذابِ وشِدَّتِهِ، أمْ لِطُولِ الْبَلاءِ ومُدَّتِهِ، فَلَئِنْ صَيَّرْتَنى لِلْعُقُوباتِ مَعَ أعْدائِكَ وجَمَعْتَ بَيْني وبَيْنَ أهْلِ بَلائِكَ وفَرَّقْتَ بَيْني وبَيْنَ أحِبّائِكَ وأوْليائِكَ، فَهَبْني يا إلـهى وسَيِّدِي ومَوْلايَ ورَبّي صَبَرْتُ عَلى عَذابِكَ فَكَيْفَ أصْبِرُ عَلى فِراقِكَ، وهَبْني -يا إلـهي- صَبَرْتُ عَلى حَرِّ نارِكَ فَكَيْفَ أصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ إلى كَرامَتِكَ أمْ كَيْفَ أسْكُنُ فِي النّارِ ورَجائي عَفْوُكَ فَبِعِزَّتِكَ يا سَيِّدى ومَوْلايَ اُقْسِمُ صادِقاً لَئِنْ تَرَكْتَني ناطِقاً لأضِجَّنَّ إلَيْكَ بَيْنَ أهْلِها ضَجيجَ الامِلينَ -الالِمينَ- ولأصْرُخَنَّ إلَيْكَ صُراخَ الْمَسْتَصْرِخينَ، ولأبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكاءَ الْفاقِدينَ، ولأنادِيَنَّكَ أيْنَ كُنْتَ يا ولِيَّ الْمُؤْمِنينَ، يا غايَةَ آمالِ الْعارِفينَ، يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، يا حَبيبَ قُلُوبِ الصّادِقينَ، ويا إلهَ الْعالَمينَ، أفَتُراكَ سُبْحانَكَ يا إلهى وبِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فيها صَوْتَ عَبْد مُسْلِم سُجِنَ -يُسْجَنُ- فيها بِمُخالَفَتِهِ، وذاقَ طَعْمَ عَذابِها بِمَعْصِيَتِهِ وحُبِسَ بَيْنَ أطْباقِها بِجُرْمِهِ وجَريرَتِهِ وهُو يَضِجُّ إلَيْكَ ضَجيجَ مُؤَمِّل لِرَحْمَتِكَ، ويُناديكَ بِلِسانِ أهْلِ تَوْحيدِكَ، ويَتَوسَّلُ إلَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ،❁
✺يا مَوْلايَ فَكَيْفَ يَبْقى فِي الْعَذابِ وهُو يَرْجُو ما سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ، أمْ كَيْفَ تُؤْلِمُهُ النّارُ وهُو يَاملُ فَضْلَكَ ورَحْمَتَكَ أمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهيبُها وأنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وتَرى مَكانَه أمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفيرُها وأنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ، أمْ كَيْفَ يَتَقَلْقَلُ بَيْنَ أطْباقِها وأنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ، أمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِيَتُها وهُو يُناديكَ يا رَبَّهُ، أمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ في عِتْقِهِ مِنْها فَتَتْرُكُهُ فيها هَيْهاتَ ما ذلِكَ الظَّنُ بِكَ ولأ الْمَعْرُوفُ مِنْ فَضْلِكَ ولا مُشْبِهٌ لِما عامَلْتَ بِهِ الْمُوحِّدينَ مِنْ بِرِّكَ وإحْسانِكَ،❁
✺فَبِالْيَقينِ أقْطَعُ لَوْ لا ما حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذيبِ جاحِديكَ، وقَضَيْتَ بِهِ مِنْ إخْلادِ مُعانِدِيكَ لَجَعَلْتَ النّارَ كُلَّها بَرْداً وسَلاماً وما كانَت لأحَد فيها مَقَرّاً ولا مُقاماً لكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ أسْماؤُكَ أقْسَمْتَ أنْ تَمْلأها مِنَ الْكافِرينَ مِنَ الْجِنَّةِ والنّاسِ أجْمَعينَ، وأنْ تُخَلِّدَ فيهَا الْمُعانِدينَ وأنْتَ جَلَّ ثَناؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً، وتَطَولْتَ بِالإنْعامِ مُتَكَرِّماً أفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ، إلهى وسَيِّدى فَأسْألُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتى قَدَّرْتَها، وبِالْقَضِيَّةِ الَّتي حَتَمْتَها وحَكَمْتَها وغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ أجْرَيْتَها أنْ تَهَبَ لى فى هذِهِ اللَّيْلَةِ وفي هذِهِ السّاعَةِ كُلَّ جُرْم أجْرَمْتُهُ، وكُلَّ ذَنْب أذْنَبْتُهُ، وكُلَّ قَبِيح أسْرَرْتُهُ، وكُلَّ جَهْل عَمِلْتُهُ، كَتَمْتُهُ أوْ أعْلَنْتُهُ أخْفَيْتُهُ أوْ أظْهَرْتُهُ، وكُلَّ سَيِّئَة أمَرْتَ بِإثْباتِهَا الْكِرامَ الْكاتِبينَ الَّذينَ وكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَكُونُ مِنّي وجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوارِحي، وكُنْتَ أنْتَ الرَّقيبَ عَلَيَّ مِنْ ورائِهِمْ، والشّاهِدَ لِما خ
َفِيَ عَنْهُمْ، وبِرَحْمَتِكَ أخْفَيْتَهُ، وبِف َضْلِكَ سَتَرْتَهُ،❁
✺ما هكَذَا الظَّنُّ بِكَ ولا اُخْبِرْنا بِفَضْلِكَ عَنْكَ يا كَريمُ يا رَبِّ وأنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفي عَنْ قَليل مِنْ بَلاءِ الدُّنْيا وعُقُوباتِها وما يَجْري فيها مِنَ الْمَكارِهِ عَلى أهْلِها، عَلى أنَّ ذلِكَ بَلاءٌ ومَكْرُوهٌ قَليلٌ مَكْثُهُ، يَسيرٌ بَقاؤُهُ، قَصيرٌ مُدَّتُهُ فَكَيْفَ احْتِمالي لِبَلاءِ الاخِرَةِ وجَليلِ -حُلُولِ- وُقُوعِ الْمَكارِهِ فيها وهُو بَلاءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ ويَدُومُ مَقامُهُ ولا يُخَفَّفُ عَنْ أهْلِهِ لأنَّهُ لا يَكُونُ إلاّ عَنْ غَضَبِكَ وانتِقامِكَ وسَخَطِكَ، وهذا ما لا تَقُومُ لَهُ السَّمـاواتُ والأرْضُ يا سَيِّدِي فَكَيْفَ لي -بي- وأنَا عَبْدُكَ الضَّعيـفُ الـذَّليـلُ الْحَقيـرُ الْمِسْكيـنُ الْمُسْتَكينُ،❁
✾يا إلهي ورَبّي وسَيِّدِي ومَوْلايَ لأيِّ الامُورِ إلَيْكَ أشْكُو ولِما مِنْها أضِجُّ وأبْكي لأليمِ الْعَذابِ وشِدَّتِهِ، أمْ لِطُولِ الْبَلاءِ ومُدَّتِهِ، فَلَئِنْ صَيَّرْتَنى لِلْعُقُوباتِ مَعَ أعْدائِكَ وجَمَعْتَ بَيْني وبَيْنَ أهْلِ بَلائِكَ وفَرَّقْتَ بَيْني وبَيْنَ أحِبّائِكَ وأوْليائِكَ، فَهَبْني يا إلـهى وسَيِّدِي ومَوْلايَ ورَبّي صَبَرْتُ عَلى عَذابِكَ فَكَيْفَ أصْبِرُ عَلى فِراقِكَ، وهَبْني -يا إلـهي- صَبَرْتُ عَلى حَرِّ نارِكَ فَكَيْفَ أصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ إلى كَرامَتِكَ أمْ كَيْفَ أسْكُنُ فِي النّارِ ورَجائي عَفْوُكَ فَبِعِزَّتِكَ يا سَيِّدى ومَوْلايَ اُقْسِمُ صادِقاً لَئِنْ تَرَكْتَني ناطِقاً لأضِجَّنَّ إلَيْكَ بَيْنَ أهْلِها ضَجيجَ الامِلينَ -الالِمينَ- ولأصْرُخَنَّ إلَيْكَ صُراخَ الْمَسْتَصْرِخينَ، ولأبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكاءَ الْفاقِدينَ، ولأنادِيَنَّكَ أيْنَ كُنْتَ يا ولِيَّ الْمُؤْمِنينَ، يا غايَةَ آمالِ الْعارِفينَ، يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، يا حَبيبَ قُلُوبِ الصّادِقينَ، ويا إلهَ الْعالَمينَ، أفَتُراكَ سُبْحانَكَ يا إلهى وبِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فيها صَوْتَ عَبْد مُسْلِم سُجِنَ -يُسْجَنُ- فيها بِمُخالَفَتِهِ، وذاقَ طَعْمَ عَذابِها بِمَعْصِيَتِهِ وحُبِسَ بَيْنَ أطْباقِها بِجُرْمِهِ وجَريرَتِهِ وهُو يَضِجُّ إلَيْكَ ضَجيجَ مُؤَمِّل لِرَحْمَتِكَ، ويُناديكَ بِلِسانِ أهْلِ تَوْحيدِكَ، ويَتَوسَّلُ إلَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ،❁
✺يا مَوْلايَ فَكَيْفَ يَبْقى فِي الْعَذابِ وهُو يَرْجُو ما سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ، أمْ كَيْفَ تُؤْلِمُهُ النّارُ وهُو يَاملُ فَضْلَكَ ورَحْمَتَكَ أمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهيبُها وأنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وتَرى مَكانَه أمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفيرُها وأنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ، أمْ كَيْفَ يَتَقَلْقَلُ بَيْنَ أطْباقِها وأنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ، أمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِيَتُها وهُو يُناديكَ يا رَبَّهُ، أمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ في عِتْقِهِ مِنْها فَتَتْرُكُهُ فيها هَيْهاتَ ما ذلِكَ الظَّنُ بِكَ ولأ الْمَعْرُوفُ مِنْ فَضْلِكَ ولا مُشْبِهٌ لِما عامَلْتَ بِهِ الْمُوحِّدينَ مِنْ بِرِّكَ وإحْسانِكَ،❁
✺فَبِالْيَقينِ أقْطَعُ لَوْ لا ما حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذيبِ جاحِديكَ، وقَضَيْتَ بِهِ مِنْ إخْلادِ مُعانِدِيكَ لَجَعَلْتَ النّارَ كُلَّها بَرْداً وسَلاماً وما كانَت لأحَد فيها مَقَرّاً ولا مُقاماً لكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ أسْماؤُكَ أقْسَمْتَ أنْ تَمْلأها مِنَ الْكافِرينَ مِنَ الْجِنَّةِ والنّاسِ أجْمَعينَ، وأنْ تُخَلِّدَ فيهَا الْمُعانِدينَ وأنْتَ جَلَّ ثَناؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً، وتَطَولْتَ بِالإنْعامِ مُتَكَرِّماً أفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ، إلهى وسَيِّدى فَأسْألُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتى قَدَّرْتَها، وبِالْقَضِيَّةِ الَّتي حَتَمْتَها وحَكَمْتَها وغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ أجْرَيْتَها أنْ تَهَبَ لى فى هذِهِ اللَّيْلَةِ وفي هذِهِ السّاعَةِ كُلَّ جُرْم أجْرَمْتُهُ، وكُلَّ ذَنْب أذْنَبْتُهُ، وكُلَّ قَبِيح أسْرَرْتُهُ، وكُلَّ جَهْل عَمِلْتُهُ، كَتَمْتُهُ أوْ أعْلَنْتُهُ أخْفَيْتُهُ أوْ أظْهَرْتُهُ، وكُلَّ سَيِّئَة أمَرْتَ بِإثْباتِهَا الْكِرامَ الْكاتِبينَ الَّذينَ وكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَكُونُ مِنّي وجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوارِحي، وكُنْتَ أنْتَ الرَّقيبَ عَلَيَّ مِنْ ورائِهِمْ، والشّاهِدَ لِما خ
َفِيَ عَنْهُمْ، وبِرَحْمَتِكَ أخْفَيْتَهُ، وبِف َضْلِكَ سَتَرْتَهُ،❁