من كرامات مولاتي فاطمة (عليها السلام)
أصيب أحد النجارين المتدينين والمحبين لأهل البيت (عليهم السلام) قبل أربعين عاماً بوجع شديد في بطنه وعرض له ورم كبير فيها، حتى إن بطنه انتفخت بشكل عجيب، ومهما راجع الأطباء الحاذقين، فإنه لم يتعافَ من مرضه ذاك!!
وصادف أن سافر عدد من جيرانه إلى كربلاء المقدسة، فأرسل معهم عدة رسائل ليضعوها في ضريح الإمام الحسين (عليه السلام) وأبي الفضل العباس (عليه السلام) وضريح الإمامين الكاظميين (عليهما السلام) كما كتب رسالة أخرى للصديقة الزهراء (عليها السلام)... وحينما اطلع أحد جيرانه على الرسالة الخاصة بالزهراء البتول (عليها السلام)، بادره بالقول: ولكن قبرها مجهول...
فأثارت هذه العبارة في نفسه دواعي الحزن والأسى، وعليه فقد كتب بتأثّر بالغ في حاشية الرسالة: أيها الإمام الحسين (عليه السلام) رغم أن قبر أمك الزهراء (عليها السلام) لا يعرف أحد مكانه، ولكنك سيدي تعلم محل دفنها ولذلك فأنا أطلب منك يا مولاي أن تنقل رسالتي هذه إليها، وأرجع الرسالة لجيرانه وتوجهوا إلى كربلاء المقدسة. وما مرّت إلّا أيام قليلة وإذا بهذا التاجر المريض يرى في منامه أن الصديقة الزهراء (عليها السلام) قد جاءت وكانت منقبة بنقابين، وجميع بدنها المقدس مغطى، بينما كان يرافقها طفلان صغيران لها، واحد عن اليمين والآخر عن الشمال... وجلسوا جميعاً أمام المريض... ثم إن الصديقة الزهراء (عليها السلام) رفعت قميصه، ورغم أن كفيها الكريمتين كانتا مغطاتين إلا أنها غطتهما كذلك بالعباءة، ووضعتهما في موضع الورم من بطنه ورفعت يدها اليسرى وقالت: يا ولدي سأدعو أنا الله تعالى وأمّنا أنتما على دعائي، ثم دعت ربها الكبير المتعال قائلة: يا إلهي إن هذا الشاب قد توسل بنا فإن كان عمره قد شارف على الانقضاء فاكتب له عمراً جديداً.
فأمّن ولداها على دعائها ثم قاموا جميعاً، وعندما هموا بالرحيل قالوا ثلاثتهم: لقد شفيت... لقد شفيت... لقد شفيت ثلاث مرات.
وفعلاً ذهب عنه ذلك المرض، وقد مرّ أربعون عاماً على هذه الحادثة وهو لا يجد ألماً في بطنه.