المدرب: #إبراهيم_الكحلاني
* (قاعدة سبعة سبعة سبعة)
"عامل ولدك سبعا كأمير، وسبعا كأجير، وسبعا كوزير"، هذه هي القاعدة الذهبية في تربية الأبناء، وتعني:
١- سبعا كأمير:
في السنوات السبع الأولى من عمر ولدك، من ١-٧ عامله معاملة الأمير، والذي يجب أن يغلب فيها الدلال والمرح معه.
فالطفل في هذه المرحلة لا يفهم لغة النصائح والإرشاد اللفظي، وعليه وفر كلامك له في هذه المرحلة ولا داعي لأن تتعب نفسك فلا ثمرة تجنيها من نصائحك معه.
البعض سيقول: إنني بهذه الطريقة سأجني على ولدي بالخراب، وسأجعله يتعود على الدلع والغنج .. أقول له: لو كان كلامك صحيحا لما استخدم رسول الله هذا الأسلوب مع الحسن والحسين، فقد كان يطيل سجوده .. تأمل كثيرا .. في سجوده وليس في موضع آخر، وعندما سئل عن سبب تلك الإطالة، كان يقول: صعد ولدي الحسن على ظهري فخفت أن أؤذيه، فتركته حتى يكمل لعبه.
٢- سبعا كأجير:
في السنوات الثانية من عمر ولدك، من ٨ وحتى ١٤، تبدأ مرحلة جديدة تحتاج لأسلوب جديد في التربية غير الأسلوب الأول ولكن تدريجيا.
عامله في هذه المرحلة كأجير، أي كشاقي عندك، يعني يجب أن تفحره وتعركه في هذه المرحلة بكثرة الاحتكاك بالآخرين، ودعه هو من يتعامل معهم ويخارج نفسه بنفسه، وإذا اضطررت لمساعدته ففي اللحظات الأخيرة والحرجة جدا.
ولكن يجب أن يترافق مع هذه المرحلة أمر هام جدا حتى تمر تلك المرحلة بنجاح، وذلك الأمر الهام هو الإكثار من الكلمات التشجيعية، فالأجير يحتاج لمن يشجعه حتى يتزود بالوقود الكافي للمواصلة وزيادة إنتاجيته.
ولكن المؤسف والغريب هو حدوث العكس من ذلك تماما، فأغلب الكلمات التحطيمية يتلقاها الأبناء في هذا السن مما ينعكس سلبا على شخصيتهم.
فعندما تنهال عليهم كل الكلمات التحطيمية التي نعرفها، وتشبيهه بالحيوانات والجمادات والصفات السلبية على غرار كلمات حمار وثور ولوح وغبي ووو .. إلخ.
فلا تنتظر عندها قائدا حمارا أو ثورا أو لوحا أو غبيا، وأحد الأسباب الرئيسية في ذلك هو حضرتك أنت.
٣- سبعا كوزير:
تراكم سنوات الأجير تشكل لدى أبنائنا ترسانة ضخمة من المعارف والدروس والتجارب التي مرت عليه، تجعله ناضجا بما يكفي لجعله وزيرا ومعينا ومستشارا لوالديه في السنوات السبع الثالثة من عمره، من ١٥ وحتى ٢١.
وعليه إن أردت مواصلة صقلك لشخصية ولدك يجب أن تركز في هذا السن على الإكثار من استشارته في الأعمال التي ستقوم بها.
ستقدم على شراء سيارة، استشر ولدك حتى وإن قد عزمت، ولا تفوت هذه الفرصة في بناء شخصية ولدك.
ستقدم على شراء أرضية، استشر ولدك حتى وإن قد عزمت، ولا تفوت فرصة تربية ولدك.
تقدم شاب لخطبة ابنتك، استشر ابنك في رأيه في الشاب.
مع كل تلك الاستشارات يحس الابن بقيمته، وشخصيته وكمال عقله، مما يزيد من نضج تفكيره.
وإلا لماذا استشار خليل الله إبراهيم عليه السلام ابنه إسماعيل وقد عزم على تنفيذ أمر الله؟
"فَلَـمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْـمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى؟ .. فكانت نتيجة تلك الاستشارة والأسلوب هي: قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ".
https://t.me/ialkuhlani