لا زال المرء يموت كمدا اذا رأى ذلك الرجل الذي يخرج وطفله بيده، مليئ بالدماء، وجهه مشوّه وقد اخذه الموت منه، تلك الدقيقة التي تظهر لك في تقليب "الريلز" او تبديل القنوات، لا تساوي شيئا، هي حقا لا تساوي شيئا، لا ادري ماذا اقول، ولكن ذاك الفقد بأن لا ترى وجه من تحب، ان تجمعه كقطع، ان تنسى تلك التفاصيل لانك لم تكن تنتبه اليها، تركض الى الصور التي عندك له، تعيد النظر الى ذلك الوجه، تريد ان تتذكر، مع ان الذكرى مؤلمة، قاسية، قد تحرق صدرك بكل ما فيها، ولكن تصر على فعلها، اعان الله مهج أهل غزة، نحن مساكين، لا نرى الا ما يصوّر، هناك في أقصى القطاع، هناك ألام لا يدري بها أحد، وألم لا يدري به أحد ألم أخر، وجعٌ لا يخفف فيه ان الناس يعلمون وجعٌ يطيقه أناسه، نحن مساكين، اللهم خفف عن مهج أهلنا، الله اربط على قلوبهم، اللهم هناك من لا نعرف الامهم ولا نرى صورهم وانت وحدك تعلم تباركت اكلأهم بعينك التي لا تنام يا حي يا قيوم.