البؤساء

كُنَّا جَالِسَين فِي إحدَى مقاهي بَغْدَاد القديــمة
فـ قَالَ لِي " مُمتَنٌّ منكِ لِأَنَّك جَعَلتنِي كاملا" رَفَعتُ رَأْسِي مَع اِبتِسَامَةٌ مِلْئِة وَجْهِي أَخَذَت أَضيَعُ فِي عَينيهِ الَّذِي تَلَمَّع وَكَلِمَاتِه الذِي قَالَهَا لِي قلت له
أَتَعَلَّم كَم إنَّنِي مَحظُوظٌ بِك ؟   أَتَعَلَّم لَو مَهمَا حَصَلَ سَوْف أَقِفْ فِي وَجهِ الجَمِيعِ لأبقى مَعَك لِأَنَّك ٲنـت الْوَحِيد الَّذِي تَستَحِقّ أَن أُحِبُّك وَإِن أُعطِيك ڪل الاهتمامات وَالْأَوقَات وَالحَبّ فأانت الوَحِيد الَّذِي يُحِبُّنِي بِصِدق بَعْدَ ڪل الْأَذَى الَّذِي سَبَبتهُ لَك أَتَعَلَّم كَم اعشق تِلك نصوصك الَّذِي أنكتبت لِي ؟   حَتَّى وَأَنَا كَانَت لُؤمٌ ، عِتاب حَتَّى وَإِن كَانَ نَصَّ تَتَكَلَّمُ فِيهِ عَنْ قساوتي مَعَك وَعَن حَرَمَانِي لَك ! بَعْدَ ذَلِكَ بَقِيَتْ صَامَتَا واهديتي أُغْنِيَّة لِأُمّ كُلْثُوم "الف لَيْلَة وليلة" وَاَلَّذِي عالقة بِرَأْسِي إلَى الْآنَ حَتَّى بَعْدَ فراقنا حَتَّى بَعْدَ عَدَمِ إلْقَاء التَّحِيَّة بَيْن بعضنا حتى بَعْدَ ذَهَاب كَلَامَنَا فِي طَرِيقِهِ الطَّرِيقِ الَّذِي يُعَذِّبُنِي وَاَلَّذِي ارهقني وَاَلَّذِي لَم أعُدْ تَحمِل السَّيْرُ فِيهِ . .
 ذهبنا وبقى الْحُبُّ فِينا ذَهَبنَا وَنَحْن الِاثْنَيْنِ فِي أَشَدِّ الْحَاجَةِ إلَى بَعْضُنَا .

- عندما ينتهي اليوم وأضعُ رأسي على الوسادة، تراودني أُمنية أن أعود صغيرًا وينتهي يومي بقُبلة وتهويدة، أن أغفو غفوة الرضيع دون أن أستيقظ يقظة إنسان مُدرك ودون أن أستشعر من شدّة الضيق تنهيدة، كم هوّ مُتعب أن يصبح المرء كبيرًا وكم هوّ شاق أن يكون المرء كبيرًا ومُدرك!

‏أنتِ أعمق من أن يستحقك شخصٌ سطحي، أكثر
حنيّةً من أن يعرف أهميتك شخصٌ قاسٍ، تشبه
الكم الهائل من الأحلام التي لا تتحقق في حياة
المرء الا مرةً واحدة

‏الساعة الثالثة فجراً
‏لا أعرف إن كان يخطر على ذهنك
‏الإتصال بي
‏أو الكتابة لي
‏لا أعلم كيف يمكنني الوصول إليك
‏و أيضاً
‏ليس لدي شيء محدد كي أقوله
‏سوى تلك الرغبة التي تَحملني إليك
‏منذ الأزل
‏و هذه الحاجة الماسَة
‏لعناقك .

واعلم أن الدُنيا سَتكسرك كسرًا يليق بها، والناس سيخذلونك خذلانًا يليق بهم، فَاصبر ولا تجزع، فالجبار سيجبرك جبرًا يليق به، وليغلبنّ جبره كسرك، ولتصلحنّ رحمته حزنك، فاستند بظهرك المائل على باب صراطه المستقيم، وأترك ما أهمّك في يد الرحمن رحيم، والسلامُ على من استودع اللّٰه قلبه.

متشابهان نحنُ
‏أنت تكرهُني لسببٍ مجهول
‏وأنا أحاول نسيانك
‏لذات السبب المجهول
‏مختلفان في مشاعرنا
‏أنت مسرور الفُراق
‏وأنا سجينُ الوداع .

أكتب إليك رسالة جديدة، لقد باتت الأمور حزينة للغاية، بت أدنو منك أكثر كلما مر الوقت، وأصبحت أخشى أنني لم أعد اخشاك، لم تعد شبحًا مخيفًا برأسي كما كنت، كلما اقتربت كلما إتضحت ملامحك، أرى أنك تخليت عني، أو ربما انا من تخليت، الآن أود مقابلتك.

من رسائل كتبها عاشقون قبل وفاتهم .

أريدُ أن أنام
لكنّ قلبي بارد
أريدُ أن أوقظك
وتحبّني
لكّنني أخشاك
أو يبدو أنني أفكّر بهستيريّة غبية

لا أحنُّ إلى شيء
فلا أمسِ يمضي، ولا الغَدُ يأتي
ولا حاضري يتقدَّمُ أو يتراجع
لا شيء يحدث لي!
لَيتني حَجَرْ
قلتُ يا لَيتني حَجَرٌ ما
ليصقُلَني الماءُ
أخضرُّ، أصفرُّ ...
أُوضَعُ في حُجْرَة مثلَ مَنْحُوتةٍ،
أو تمارين في النحت
أو مادَّةً لانبثاق الضروري
من عبث اللاضروري ...
يا لَيتني حَجَرٌ
كي أحنَّ إلى أيِّ شيء!

ما أنا إلّا أنا
بعضٌ مني
والكثير ممّا خلفتهُ الحروب،
حروب الإنسان
والأديان
والحُب،
ما أنا إلّا الناجي
ببعضٍ مني والكثير مِن الخراب .

يحدث الأمر هكذا
يوما ما تلتقي أحدهم ،
ولسبب يصعب تفسيره
تشعر أنك أكثر ارتباطا بهذا الغريب
من أي شخص آخر
أقرب إليك من أفراد عائلتك
ربما هذا الشخص يحوي ملاكا داخله
أتاك لغرض نبيل ؛
ليعلمك درسا مهما
أو ليحافظ عليك خلال فترة محفوفة بالمخاطر
ما عليك فعله هو أن تثق به
حتى وإن جاء يداً في يد مع الألم والمعاناة
سبب وجوده سوف ينكشف مع الزمن ..
لذا ، احذر ....
ربما تقع في حب ذلك الشخص
تذكر إنه ليس لك لتبقي عليه
إنه هنا ، لا لينقذك
وإنما ليريك كيف تنقذ نفسك ،
ومتى أنجز مهمته سوف تنقشع الهالة
ويغادر الملاك الجسد
سوف يعود غريبا مرة أخرى
الظلام دامس هنا ،
ما من بصيص ضوء حولي ..

"بعيدان نحن
أنت في يمين العمر
وأنا في يساره،
قريبان من بعضنا..
تبكي أنت، فيبتّل قلبي".

••

منهو بحالنه احنه المساكين
احنه المحد النه..
المدري آمنين
ومن يسال علينه
لمن نغيب
حتى لو غياب..
يطول اسنين.