هنالك لحظات في حياة الإنسان، لحظات ليس غير، تطول وتعمق لتتشكل بعدها الحياة بشكل آخر لا محيص عنه. كان العالم الضاج حولنا، بعيدًا بعد النجوم؛ وكنت أتتبع أنفاسه المختنقة رويدًا رويدًا، بقلبي الواجف. لم تكن حياتنا معًا قد اكتملت. ولم أود أن أفقده وأنا وسط أزمتي الخاصة. هكذا كانت شهقته الخافتة وارتماءة رأيه، إيذانًا ببدء عذابي. سحبوه من بين ذراعي محملًا بيأسي وأخذوه حيث لم أره. وبعد ذلك، لم أعلم وأنا جالس على تراب الرصيف فارغ الذراعين، هل بكيت من أجل تلك العينين الذاهبتين إلى الأبد، أم جزعًا من أيام الشك المريع المقبلة؟